باتت أزمة اللاجئين في تصاعد بين اليونان وتركيا على الحدود بين البلدين، عقب محاولة الآلاف من اللاجئين استغلال نقاط عبور غير محكمة لدخول اليونان.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، استغل ورقة اللاجئين، لابتزاز أوروبا للحصول على دعمها في سوريا، حيث أعلن عن فتح حدود بلاده أمام المهاجرين على أرضها باتجاه الحدود الأوروبية.
ووقع اللاجئون ضحية لإعلان أردوغان، حيث أفادت وكالة "رويترز" الإخبارية، اليوم الاثنين، بمقتل لاجئ سوري متأثرًا بإصابته على الحدود التركية اليونانية، وذلك تزامنًا مع إعلان الجيش اليوناني الاستنفار على حدود بلاده مع تركيا لمنع المهاجرين من دخول البلاد.
وأكد مسؤول أن "46 شخصًا خرجوا سالمين قبالة سواحل جزيرة ليسبوس اليونانية بعد غرق قارب لهم كان محملًا بنحو 50 شخصًا، لكن جرى انتشال طفل كان "فاقدًا للوعي" ولم تنجح محاولات إنعاشه، فيما نقل طفل ثان إلى المستشفى.
وبدأ الجيش اليوناني، صباح اليوم الاثنين، تدريبات عسكرية باستخدام الرصاص الحي على الحدود مع تركيا، وذلك ضمن حالة الاستنفار لمنع المهاجرين من دخول البلاد.
وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، إن بلاده عازمة على حماية حدودها، محذرًا المهاجرين من أن بلاده "ستردهم إذا حاولوا دخول البلد بطريق غير مشروع".
وأضاف في تغريدة له على موقع "تويتر"، أنه سيزور الحدود البرية للبلاد مع تركيا في منطقة إيفروس يوم الثلاثاء ومعه رئيس الاتحاد الأوروبي تشارلز ميشيل.
وأعلنت الوكالة الأوروبية لمراقبة وحماية الحدود الخارجية "فرونتكس"، رفع مستوى التأهب إلى "الأقصى"، فيما دعا الاتحاد الأوروبي إلى عقد اجتماع طارىء لوزراء الخارجية.
ووفقًا لعدد من التقارير، فعبر ما يقدر بنحو 75000 مهاجر من تركيا إلى الحدود الأوروبية بعد ثلاثة أيام من إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان أن الحدود "مفتوحة".
وقال وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، أمس الأحد، إن موجة جديدة من المهاجرين تدفقوا من تركيا على الحدود اليونانية باتجاه أوروبا.
ووفقا لشبكة "سكاي نيوز"، قال صويلو إن: "أكثر من 76 ألف مهاجر غادروا بلادنا".
وفي وقت سابق، أعلن أردوغان أن تركيا لا طاقة لها لاستيعاب موجة هجرة جديدة، حسبما ذكرت وكالة "الأناضول".
وأطلقت الشرطة اليونانية الغاز المسيل للدموع لإبعاد مئات المهاجرين الذين احتشدوا لعبور الحدود من تركيا يوم السبت ورشقوها بالحجارة، وذلك مع انتقال تداعيات الحرب في سوريا إلى أعتاب الاتحاد الأوروبي.
وكثفت اليونان، التي أصبحت مركزا لنشاط اللاجئين وطالبي اللجوء في السنوات الأخيرة، جهودها لحماية حدودها البرية والبحرية مع تركيا في أعقاب تصريحات أنقرة بأنها لن تحتوي على تدفق اللاجئين من سوريا إلى أوروبا.
ووصل أكثر من مليون شخص إلى اليونان طالبين اللجوء في الاتحاد الأوروبي منذ عام 2014.
وتتهم اليونان أنقرة بإرسال المهاجرين إلى الحدود في "هجوم" منظم، قائلة إنها مصرة على إبعادهم.
وأكد رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، رفض استقبال أي شخص يدخل اليونان بشكل غير قانوني، مشيرًا إلى أنالمهاجرين على الحدود تحولوا إلى بيادق تستخدمها تركيا للضغط الدبلوماسي.
ومن المقرر أن يعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعا طارئا، الأسبوع المقبل، لمناقشة تداعيات التطورات الأخيرة المرتبطة بالنزاع السوري، وتوجّه آلاف اللاجئين إلى الحدود بين تركيا واليونان.
وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في بيان، إن المعارك في محيط محافظة إدلب السورية "تشكل تهديدا جديا للسلم والأمن الدوليين"، ولها تداعيات إنسانية خطيرة على المنطقة وخارجها.
وأضاف "لذا، أدعو إلى اجتماع طارئ لمجلس الشؤون الخارجية الأسبوع المقبل لمناقشة الوضع.. يتعين على الاتحاد الأوروبي مضاعفة جهوده لمعالجة هذه الأزمة الإنسانية الفظيعة بكل السبل المتوفرة".