الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بين الاغتصاب وإثبات النسب.. حكايات مأساوية لـ أشخاص بلا هوية.. فيديو

صدى البلد

أشخاص بلا هوية.. دون شهادات ميلاد أو بطاقات رقم قومي، بعضهم يعيشون بدون أم والآخر دون أب، وآخرون يبحثون عن أنسابهم لا يريدون شيئا سوي العائلة، فهناك من يبحث عن أبيه وأمه، وهناك من يتبرأ من نسله ويرفض الإعتراف بهم، وفي النهاية فما بين الإغتصاب وإثبات النسب ضحايا يعيشون بلا هوية في المجتمع.



مأساة عزة بدأت من 16 سنة عندما اعتدى والدها على أمها و حملت منه وعندما حاولت إثبات حقها فى الطفل الذي حملت منه أوهمها بانهاء الزواج وطلب منها أن تبصم على ورق تنازل عن قضية اثبات النسب.. وسط حالة من البكاء والحزن روت عزة قصتها المأساوية، قائلة: أنا من قرية ميت عساس، محافظة الغربية، اتولدت سنة 2004 ومش معايا شهادة ميلاد ولا بطاقة رقم قومي، وبحاول أثبت نسبي لأبويا اللي عارفني وأنا عارفاه، لكن مش قادرة أعمل ده ومحدش بيساعدني".


وتسرد عزة قصتها من بداية المأساة قائلة : أنا أبويا اعتدى على أمي من سنين فاتت وهي حملت منه وجابتني، وعشان أمي ست تعبانة وعلى قدها ومش بتعرف تكتب ولا تقرأ أبويا ضحك عليها وخلاها تبصم على ورق تنازل عن القضية وحقي ضاع".


وتستكمل عزة : "أنا شوفت أبويا مرتين وفي المرتين دول ضربني ومشي، ده غير أنه ضرب أمي كذا مرة قدامي في القرية، وكل الناس عارفة أنه أبويا وأنه السبب في اللي حصل لأمي لما اعتدى عليها".


وأضافت الفتاة "أنا اتعلمت قراءة وكتابة عشان أحفظ القرآن الكريم وأصلي الصلوات الخمسة، لكن أنا مش عارفة أتعلم ولا أخرج من البيت ولا أعيش زي البنات التانية عشان مش معايا ورق، أنا مخرجتش ألعب زي أي طفل معشتش حياتي زي البنات ما عاشت، أنا عايشة لوحدي بس وبدعى ربنا يجيب لي حقي".


وتابعت عزة باكية : "اعتبروني زي بنتكم واقفوا معايا واثبتوا حقي ساعدوني ماليش حد في الدنيا، غير ربنا انا عايشة مع جدتى وخالي ولو جراله حاجة هترمي في الشارع، أنا مش عايزة فلوس أنا عايزة بس شهادة ميلاد وبطاقة شخصية،وابويا يعمل تحليل DNA أنا وهو ونعمل إثبات نسب".


وناشدت عزة النائب العام المستشار حمادة الصاوي قائلة :"أنا بطلب من النائب العام يقف جنبى حتى اثبت نسبى ، أنا عاوزة ان ابويا يكتبني بـ اسمه مش عاوزة منه حاجة تاني خالص، بطلب من سيادته أنه يقف جنبي ويعتبرني بنته عايزة يبقي ليا ورق".


واختتمت عزة حديثها قائلة " أنا على وش جواز مش عارفة أنا هتجوز ولا لأ حد يقولي أنا هعمل إيه.. انا عايزة اعمل محضر عشان اثبت نسبي ومش عارفة أعمل حاجة عشان مش معايا ورق".




واحد وعشرون عاما قضاها الشاب هشام وحيدا في الدنيا، دون أب أو أم، لا يعلم من أين آتي يعيش بدون أهل داخل دار أيتام أم المؤمنين بمنطقة القومية العربية بإمبابة محافظة الجيزة.


تفاصيل الحياة المأساوية التي عاشها الطالب خلال هذه الأعوام بعيدا عن أهله سطرت بين أوراقها رجلا يفتخر الجميع به، طالبا مداوما على صلاته، شابا يحترمه كل من يعرفه من الوهلة الأولى.


يروي الشاب هشام تفاصيل رحلته من عام 1998 منذ أن عثر عليه أحد الأشخاص بمنطقة الطالبية بالجيزة، وحتى نشأته في دار أيتام ثم رحلته في البحث عن أسرته للعثور عليهم.


قال هشام سمير سالم : أنا عندي 21 سنة، من مواليد 1998، أنا اتربيت في دار أيتام معرفش غير اخواتي اللي اتربيت معاهم، فى الدار لحد ما اتعلمت ودخلت المعهد العالي للسياحة والفنادق، ومن سنة فاتت بدأت أدور على أهلي عشان أوصل لهم وأعيش معاهم".


واستكمل هشام حديثه : من 20 سنة فاتت فيه شخص لقاني بمنطقة الطالبية واتعمل محضر إثبات حالة، وده اللي عرفته من الدار، ودورت على الراجل ده لحد ما لقيته وفضلت اسأله عن أهلى أو إذا كان يعرف أي حاجة لكن للأسف هو ما يعرفش غير أنه لقاني في الشارع وميعرفش حاجة تاني".


وتابع هشام : أنا اتعلمت في مراحل التعليم المختلفة لحد ما بقيت في سنة أولى بالمعهد العالي للسياحة والفنادق، وبدأت أدور على أهلي تقريبا من سنة، لأني نفسي يكون ليا كيان في المجتمع يكون ليا أب وأم زي أي حد".


وأضاف الشاب العشريني "أنا مسامح أهلى تحت أي ظروف، إذا كان حصل مشاكل بينكم أو كنتم السبب في اللي حصلي أنا مسامحكم، أنا بس نفسي أشوف حد من دمي أب أو أم أو أخوات، نفسي يكون ليا عيلة".


وأنهي هشام حديثه قائلا : دي صورتي وأنا صغير، يا أمي لو شوفتيني أنا موجود في دار في القومية العربية إمبابة بالجيزة، أنا مسامحك ولو ماتقابلناش في الدنيا، أنا مسامحك ليوم الدين، وهنتقابل في الجنة إن شاء الله".




أمل التى ضاع مستقبلها وتحولت حياتها إلى سواد ومأساة تلاحقها عيون الناس فى كل مكان بعد أن أصبحت أمًا لطفلة تبحث عن نسبها، رفضت السكوت والاستسلام للواقع الذى تفرضه التقاليد والعادات وراحت تبحث عن حقها وطالبت بكل جرأة بالقصاص من المتهم.


تفاصيل مثيرة تحملها قضية اغتصاب الطالبة أمل لإثبات نسب طفلتها من المتهم، ثلاثين شهرا، عمر المأساة التي تعرضت لها أمل، بنت قرية ميت أشنا في محافظة الدقهلية، حيث تعرضت للاغتصاب على يد شاب يدعى "م. ح"، وهي في الصف الأول الثانوي، واكتشفت فقدانها غشاء البكارة بنسبة 40% وحملها منه طفلة، أنكرها المتهم تماما مثلما أنكر اعتداءه على أمها.


القصة المأساوية، روتها أمل لـ "صدى البلد"، وقالت إنها بدأت بتقدم المتهم "م. ح" لطلب يدها للزواج إلا أن أهلها رفضوا ذلك، وبمرور الوقت تمت خطبتها على آخر، فقام المتهم باغتصابها وفض غشاء بكارتها وأرسل لخطيبها رسالة من هاتفها بعد سرقته "عشان ماتنفعكش أنا بوظتها"، وعقب ذلك وبعد علم أهل الفتاة بحملها قام أعمامها بحجزها في القاهرة وإجبارها على الزواج من آخر لم تره من قبل ولم تشاهد المأذون الذي عقد قرانها، وبعد وضعها طفلتها التى أسمتها "جودي"، عادت لأهلها باحثة عن حقها في إثبات النسب.


قالت أمل عن قصتها المأساوية وحكايتها التى حملت تفاصيل بشعة لفتاة صغيرة في سنها: "من حوالي سنتين ونص المتهم "م. ح" أتقدم لطلب إيدي من أهلى، لكن أهلي رفضوه أكتر من مرة، وفضل يمشي ورايا في كل مكان أروحه، بشتري حاجة الاقيه، رايحة الدرس يمشي ورايا، مجرد ما أظهر في الشارع يكون هو بيراقبني وعرفت أمي باللي حصل ده، وراحت اتكلمت مع أمه وقالتلها "ابعدي ابنك عن بنتي، بنتي مخطوبة وهتتجوز وكل شيء قسمة ونصيب"؟

وأضافت أمل: "بعد فترة وفي أحد أيام فصل الشتاء، كنت راجعة من الدرس وكانت الساعة حوالي 8 بالليل والشارع فاضي، و"م" كان ماشي ورايا وفضل ينده على وأنا مردش، وفجأة وقفني ومسك إيدي وقالي: هو أنا مش بنده عليكي، قولتله: انت بتكلمني ليه إحنا مفيش بينا أي حاجة، قالي: انتي هتتجوزي صح؟ قولتله: وانت مالك؟ راح شدني من إيدي دخلني بيت قديم أو حاجة زي المخزن".


وتابعت الفتاة المجنى عليها: "أول مادخلت جوه قولتله انت عايز مني إيه، فضل يضربني ويوقعني على الأرض لحد ما أغمى عليا، وبعدها فضلت كام ساعة مش فاهمة ومش مدركة ومغمي عليا، ولما فوقت لقيت هدومي كلها متبهدلة وفضلت اسند بإيدي على الأرض علشان أقوم أقف، لقيت موبايل افتكرته موبايلي في الضلمة أخدته ومشيت".


واستطردت: "بعدها روحت البيت وحكيت لأمي على كل اللي حصل، وساعتها روحت عند أعمامي في القاهرة علشان نفسيتي وكنت تعبانة جدا، وروحت لدكتور كشف عليا وقال إني اتعرضت لفقدان 40% من غشاء بكارتي، وممكن أتجوز بس بعد فترة، وإن في نسبة 60% لسه موجودة، وبعدها أعمامي حبسوني ومشوفتش أمي وأبويا، وساعتها أعمامي جابوا واحد معرفوش ومأذون مشفتهمش وقالولي هنكتب كتابك على راجل علشان العار والشرف".

وتستكمل أمل الفتاة الضحية روايتها قائلة: "أمي وأبويا عرفوا بالموضوع وأخدوني منهم وروحنا عملنا تحليل وكشف في المنصورة والدكتور قال إني فقدت نسبة 40% من غشاء بكارتي وممكن أتجوز بس بعد فترة، واكتشفت ساعتها إني حامل، والدكتور قال اطلعوا على مركز أجا واعملوا محضر بكل التفاصيل اللي حصلت، وفعلا عملنا كده".

وأضافت: "بعدها كان في محامي معانا يعني من العيلة بس من بعيد، وقال إنه هياخد موبايل المتهم "م" علشان ده الدليل على حقي، ومتخافوش وأنا هرجعلك حقك، لكن المحامي ده بوظ القضية وتقرير الطب الشرعي مطلعش، ورجع الموبايل للمتهم وضيع حقي، وبعدها فضلت أحاول لكن المحضر اتحفظ، وكمان قضية النسب اللي حاولت أرفعها اترفضت في المحكمة".

وتابعت: "بعد سنة ونص من معاناتي، كنت بشوف كوابيس مابعرفش أخرج وأشوف الناس، ديما بحس إن فيه أيادي بتلمس جسمي، شوفت تهديدات في كل وقت، تهديد بقتل بنتي علشان ميكونش في قضية، وتهديد بتشويه وشي ووش أختي بمياه النار وتهديد بقتل أمي، لدرجة أن جد المتهم هددنا بأنهم هيولعوا في بيتنا ويقتلونا".

واستطردت: "قمت بنشر مقاطع فيديو على السوشيال ميديا أروي فيها مأساتي وحكايتي أنا وبنتي اللي عايزة أثبت نسبها وأطلع لها شهادة ميلاد بس، وآخد حقي ومستقبلي اللي ضاع بالقانون، أنا سبت التعليم وأنا في أولى ثانوي عام، ومستقبلي باظ بسببه".

وفي النهاية، ناشدت الفتاة الضحية أمل، المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، قائلة: "أنا زي بنتك ماتسبنيش، ياريت سيادتك تقف معايا لحد ما أثبت نسب بنتي، وكمان ياريت سيادتك تنقذ شرفي وعرضي اللي المتهم تعرض لهم، أنا بنت زي أي بنت كانت بتحلم تتجوز وتعيش، لكن "م" ضيع مستقبلي وأنا عايزة حقي منه في اغتصابي، وكمان حقي في إثبات نسب بنتي الصغيرة "جودي".

وأضافت الفتاة أمل: "أنا دلوقتي واحدة عندها 21 سنة، أنا حاسة نفسي 80 سنة، أنا حاسة إني كبرت في سني وحياتي، أنا مش بعرف أعمل حاجة، بقيت خايفة من كل الناس ومن الدنيا ومن اللي حواليا"، مناشدة الأجهزة الأمنية "خليكم جنبي ومعايا، اثبتوا نسب بنتي، أرجوكم عاملوني زي بنتكم أو أختكم وما تضيعوش حقي".