الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فوضى انتقال السلطة بأمريكا.. بايدن يخطو بثقة نحو البيت الأبيض.. وترامب يسقط في فخ الكوميديا السوداء

ترامب وبايدن
ترامب وبايدن

مع أول ظهور علني له وإدلائه بخطاب منذ أن أكدت وسائل الإعلام الأمريكية فوزه بالانتخابات، ظهر الرئيس المنتخب جو بايدن يقدم تطمينات بأن نقل السلطة سيستمر على النحو الذي يمليه القانون وأنه سيكون رئيسًا لجميع الأمريكيين، حتى مع محاولة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب ورفاقه الجمهوريين في عرقلة صعوده إلى البيت الأبيض من خلال التشكيك في نزاهة الانتخابات وتزوير الأصوات.

وفي تقرير لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، تعد استراتيجية بايدن مألوفة، حيث استخدمها فريقه طوال فترة الانتخابات، وذلك من خلال اتباع القواعد ونمذجة سلوك الرئيس ورفض محاولات ترامب لجذب الناس إلى تصريحاته المنتمية لعالم الخيال، في الوقت الذي سقط فريق الأخير في أخطاء كوميدية.

وأظهر بايدن أمس الثلاثاء، أنه لن ينجر إلى تصريحات ترامب، حيث يعمل على تهدئة أعصاب مؤيديه المتوترين الذين يشعرون بالقلق مما يسمعونه من الجمهوريين.

وتحدث بايدن إلى خمسة من قادة العالم في غضون يومين، وسخر من تصريحات وزير الخارجية مايك بومبيو التي قال فيها إن "فترة ترامب الثانية'' ستبدأ العام المقبل، كما وصف رفض الرئيس المنتهية ولايته لنتائج الانتخابات بأنه "محرج". 

وأشار إلى أنه سيبدأ في ترشيح واختيار الفريق الانتقالي قبل عيد الشكر، مؤكدا "لا نرى أي شيء يبطئنا، بصراحة تامة.. سنفعل بالضبط ما سنفعله إذا تنازل"، مضيفا: "نحن فزنا، وهذا ما فعلناه. لذلك لا يوجد شيء يتغير حقًا". 

ومع ذلك، اعترف بوب باور، أحد كبار محامي الحملة، في مكالمة مع صحيفة "بوليتيكو"، الثلاثاء بأن معظم إجراءات بايدن تدور حول طمأنة الأمريكيين بأن جهود ترامب لعرقلة الانتقال سيفشل.

وقال باور إن ترامب تحول إلى الذئب العاوي، مؤكدا أنه لم يكن هناك غموضًا بشأن نتائج الانتخابات.

وفي اتصال سابق مع الصحفيين، أكد باور أن التصريحات الأخيرة من الجمهوريين التي ألقت بظلال من الشك على نتائج الانتخابات ترقى إلى "الضجيج وليس القانون"، و"المسرحيات وليس الدعاوى القضائية".

وأشار مساعدو حملة بايدن أيضًا إلى أن بعض الهجمات على الانتخابات تم الترويج لها من قبل وسائل الإعلام التي كانت لا تريد ترشيح الرئيس المنتخب لعدة أشهر.

وينظر مستشارو بايدن إلى جهود ترامب القانونية على أنها كوميدية سوداء، وذلك بعدما حذف الرئيس المنتهية ولايته، تغريدة على تويتر بعد الإعلان عن إقامة مؤتمر صحفي في فندق فور سيزونز لمحاميه رودي جولياني، ليتضح فيما بعد أن مكان المؤتمر لن يكون في الموقع المذكور بل في مبنى يدعى "فور سيزونز توتال لاندسكيبينج" ولا علاقة له بالفندق، كما يقع بين محرقة الجثث ومتجر للبالغين في ضواحي المدينة.

كما ذكرت صحيفة "بوليتيكو" أن أول شخص استدعاه جولياني إلى المنصة لتقديم مزاعم لا أساس لها من تزوير الأصوات كان مرتكبًا جنسيًا مُدانًا، بالإضافة إلى إعلان إصابة ديفيد بوسي، المستشار الذي استعان به ترامب للإشراف على التحديات القانونية للحملة، بفيروس كورونا.

في غضون ذلك، يتصرف بايدن إلى حد كبير كما لو كان يسير كالمعتاد لتولي الرئاسة، فأدلى بتصريحات عامة حول جائحة فيروس كورونا وقانون الرعاية الصحية بأسعار معقولة، إذ ظهر في المرتين وهو يقف خلف منصة وأمام خلفية تحمل شعارات كَتب عليها "مكتب الرئيس المنتخب".

وأجرى بايدن مكالمات هاتفية مع حفنة من القادة الأجانب، وأطلق فرق مراجعة للوكالات، وهي مجموعات من الموظفين الانتقاليين الذين يمكنهم الوصول إلى الوكالات الرئيسية في الإدارة الحالية، ما يعكس انتصاره.

كما تمضي خطوات انتقالية أخرى على قدم وساق، فتواصلت لويزا تيريل، وهي مساعدة انتقالية في إدارة الرئيس المنتخب، مع رؤساء الأركان الديمقراطيين في الكابيتول هيل هذا الأسبوع، لمعرفة التفاصيل حول كل شيء من الاتصالات إلى التنصيب دون الإشارة إلى التأخيرات المستمرة في الإطلاق الرسمي لعملية الانتقال. 

وبدأت فرقة العمل المعنية بفيروس كورونا التي أنشأها بايدن حديثًا في التواصل مع الديمقراطيين في الكابيتول هيل لوضع استراتيجية حول كيفية معالجة الوباء عندما تؤدي الإدارة الجديدة اليمين.

ومع تقدم بايدن، فإن بعض حلفاءه وفريقه يشجعونه على بذل المزيد من الجهد لإبعاد الانتباه عن التعثر، بعدما رفض ترامب نقل السلطة له، خاصة أن الرئيس المنتخب قلل من أهمية الضرر الذي يمكن أن يحدثه هذا التأخير، لكن آخرين أكدوا الحاجة إلى ضم مسؤولي فريقه الانتقالي إلى الوكالات الفيدرالية من أجل التعامل مع الوباء وتقليل أي ثغرات في الأمن القومي.

كما أن التأخير في انتقال السلطة يعني أيضًا أن بايدن لا يمكنه الوصول إلى الإحاطة الرئاسية اليومية، ولا تلقي مساعدة وزارة الخارجية في إجراء مكالمات مع القادة الأجانب.

لكن قد الضغط العام هو أقوى أداة لفريق بايدن لمحاولة إقناع رئيسة إدارة الخدمات العامة المعينة من ترامب، إميلي ميرفي بتأكيد فوز بايدن والسماح للانتقال بالمضي قدمًا، خاصة مع رفض بايدن استخدام الإجراءات القانونية لإجبار ترامب على التنازل عن السلطة.