الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لا تفرضوا شروطا على مصر .. صحيفة أمريكية : إدارة بايدن تجازف بمصالحها الحيوية.. القاهرة لديها خيارات تحالف دولي متعددة.. والإخوان شركاء داعش

الرئيس الأمريكي جو
الرئيس الأمريكي جو بايدن

صحيفة "ذا هيل" الأمريكية:
إدارة أوباما أفسدت الثقة المتبادلة بين القاهرة وواشنطن
مصر موضع منافسة بين القوى العظمى على إقامة الشراكات معها
مرسي "فرعون إخواني" صعد بفضل الدعم الأمريكي
مصر أوجدت بدائل للتسليح الأمريكي بعد ثورة 30 يونيو

علقت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية على عدة إشارات صدرت مؤخرًا عن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تنذر بممارسة الأخيرة ضغوطًا على مصر بذريعة "تعزيز حقوق الإنسان"، جريًا على عادة إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما الذي كان بايدن نائبًا له.

وحذرت الصحيفة من أن فرض أي شروط في إطار العلاقات الأمريكية مع مصر أو على المساعدات الأمريكية لمصر من شأنه تعزيز التصور أن الولايات المتحدة شريك غير موثوق، وهو ما قد يدفع مصر لتعزيز شراكاتها مع أقطاب وقوى دولية أخرى لا تطرح مثل هذه الشروط في مقاربة علاقاتها مع دول العالم.

وقالت الصحيفة إنه بعد ثورة 30 يونيو والتخلص من حكم جماعة الإخوان، جمدت إدارة أوباما جزءًا كبيرًا من مبيعات الأسلحة إلى مصر بحجة دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان، فما كان من مصر إلا أن اتجهت لتنويع مصادر تسليح جيشها من دول مثل فرنسا وروسيا، ولكن بعد أن تشكل الانطباع بأن الولايات المتحدة تقف ضد مصر في لحظة فارقة من تاريخها.

وأوضحت الصحيفة أنه بين عامي 2000 و2009، شكلت مبيعات مشتريات الأسلحة من الولايات المتحدة 75% من إجمالي واردات مصر من الأسلحة، لكن خلال العقد التالي لم تشكل الأسلحة الأمريكية أكثر من 23% من مشتريات الأسلحة في مصر، مع تزايد اعتماد الأخيرة على مصادر غير أمريكية للتسلح بعد عام 2013.
  
وأضافت الصحيفة أن مصر تُعد موضع منافسة وتسابق بين القوى العظمى في العالم على إقامة الشراكات معها، بفضل موقعها الاستراتيجي بين أفريقيا وآسيا وأوروبا، وتحكمها في قناة السويس التي تعد أقصر طريق للشحن بين آسيا وأوروبا، فضلًا عن طاقتها البشرية الهائلة التي تربو على 100 مليون نسمة.

وبالإضافة إلى أهميتها التجارية، يعد التحليق عبر المجال الجوي المصري والوصول السريع عبر قناة السويس أمرًا بالغ الأهمية للعمليات العسكرية الأمريكية المستمرة في نطاق القيادة المركزية العسكرية الأمريكية. وفي خضم تهديدات إيران المتزايدة في عام 2019 على سبيل المثال، سمحت مصر بعبور حاملة الطائرات الأمريكية أبراهام لينكولن والقاذفات المرتبطة بها عبر السويس إلى المنطقة.

ومن جانب آخر، يعني الموقع الحيوي لمصر أيضًا أنها تواجه تهديدات لا تعد ولا تحصى على جبهات متعددة، والتي إن لم يتم احتوائها فستضرب استقرار المنطقة بأكملها في مقتل، فعلى حدود مصر الغربية يستمر الصراع الليبي حتى الآن دون ضمانات كافية لنجاح التسوية السياسية، وعلى مدخل البحر الأحمر يتربص الحوثيون المعدومون من إيران بالملاحة الدولية، وفي البحر المتوسط تعربد تركيا طامعة في ثروات لا تستحقها.

وتابعت الصحيفة أن موجة الربيع العربي التي دعمتها إدارة أوباما أدت إلى صعود "فرعون آخر" هو الرئيس المعزول الراحل محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان، التي تقوم أيديولوجيتها بالأساس على العداء للغرب وفي القلب منه الولايات المتحدة، وفي الواقع فإن جماعة الإخوان تشارك تنظيم داعش الإرهابي نفس الأهداف، مضيفة أنه بعد فترة وجيزة من فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2012، منح مرسي نفسه صلاحيات مطلقة، وصادق على عجل على دستور ديني جديد تمت صياغته مع حلفاء سلفيين.

وخلصت الصحيفة إلى أن وقف المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر أو فرض أي شروط عليها باسم الديمقراطية وتعزيز حقوق الإنسان سيقوض مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة، فضلًا عن مصداقيتها كحليف، بينما يساعد روسيا والصين في تحقيق هدف تجاوز الولايات المتحدة كشريكين أمنيين في الشرق الأوسط لا يفرضان شروطًا في شراكاتهما.