الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التقى هيكل 5 مرات

عاشق اللغة العربية ومهندس العلاقات الإيرانية بالمنطقة|من هو حسين أمير عبد اللهيان

وزير الخارجية الإيراني
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان

عقد بالعاصمة العراقية بغداد اليوم السبت، مؤتمر «بغداد للتعاون والشراكة»، والذي يهدف لدعم ومساعدة بلاد الرافدين لعبور ما تشهده من أوضاع صعبة سواء أمنية أو أقتصادية.

وشهد المؤتمر مشاركة كبيرة من قبل دول جوار العراق أو الدول الفاعلة والمؤثرة في المنطقة ومنها؛ «فرنسا - مصر - تركيا  - إيران - قطر - السعودية - الإمارات - الكويت» بالإضافة إلى «الجامعة العربية - سفراء دول العشرين - مجلس التعاون الخليجي - منظمة التعاون الإسلامي - وممثل عن الاتحاد الأوروبي»، بينما غابت سوريا عن المشاركة.

ولفت وزير خارجية إيران الجديد، حسين أمير عبد اللهيان، الذي مثل بلاده بالمؤتمر الأنظار إليه، ليس من خلال هجومه القوي والمركز على الولايات المتحدة الأمريكية، وأنها سبب أزمات المنطقة ولكن من خلال إلقاء كلمة باللغة العربية الفصحى.

وجذبت كلمة وزير الخارجية الإيراني الجديد، حسين أمير عبد اللهيان، مسامع المتابعون لمؤتمر «بغداد للتعاون والشراكة»، وتساءل بعضهم عن تاريخ الرجل، وكيف له الإلمام باللغة العربية؟.

وفي السطور التالية نلقي الضوء على شخصية وزير خارجية إيران الجديد حسين أمير عبد اللهيان، المحافظ صاحب «الرؤية الخامنئية» في السياسات الدولية:

تأييد برلماني قوي 

ووفقا للمنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية ـ أفايب، باتت وزارة الخارجية الإيرانية من أهم الحقائب التي ينظر إليها بعين الترقب خلال الفترة المقبلة، وبعد أن حسم حقيبتها حسين أمير عبد اللهيان رسميا، بعد تصديق مجلس الشورى الإسلامي الإيراني (البرلمان) على منح الثقة لعبد اللهيان لتولي وزارة الخارجية في حكومة إبراهيم رئيسي، بعد حصوله على تأييد يتمثل في 270 صوتا من أصوات البرلمان الإيراني.

ويترقب المتابعون للشأن الإيراني خطى عبد اللهيان المحسوب على التيار المحافظ، في ظل توقف مفاوضات الاتفاق النووي في العاصمة النمساوية فيينا، حيث أجريت 6 جولات من المفاوضات، فيما تنتظر الدول الكبرى الحركة الأولى لإيران على رقعة الشطرنج، كإشارة لاستئناف المفاوضات في جولتها السابعة للتوصل لاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، وهو ما قوبل بتصريحات عبد اللهيان عقب حصوله على تأييد نواب البرلمان بتأكيده على أن أولوية سياساته ستكون لدول الجوار ودول آسيا.

حياته الدبلوماسية وخلافه مع ظريف

حفلت حياة عبد اللهيان الدبلوماسية بالكثير من المواقف التي شكلت فكره تجاه المنطقة والعالم، وهو الحاصل على شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة طهران، كما عمل بوزارة الخارجية الإيرانية، وعرف بموقفه الصريح والفاعل على الصعيدين الدولي والإقليمي في أزمات العراق وسوريا والتطورات في غرب آسيا وشمال إفريقيا.

عُين نائبا لـ وزير الخارجية في وزارة علي أكبر صالحي في عهد الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، كما استمر في نفس المنصب خلال السنوات الثلاث الأولى لحكومة روحاني الأولى تحت قيادة محمد جواد ظريف، وبعدها عين مساعد خاص لرئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، واستمر في هذا المنصب مع رئيس البرلمان الحالي محمد باقر قاليباف.

كان حسين أمير عبد اللهيان أول مسؤول إيراني يتم دعوته إلى العاصمة البريطانية لندن لإجراء محادثات إقليمية بعد إعادة فتح سفارة لندن في طهران خلال الولاية الأولى للرئيس حسن روحاني، كما أنه التقى وزير الخارجية البريطاني آنذاك فيليب هاموند، وأجرى محادثات إقليمية مفصلة مع فيديريكا موجيريني وعقد اجتماعات مفصلة مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

دوره في المفاوضات النووية 

كما شارك في المفاوضات النووية في عهد الرئيس الأسبق محمد خاتمي، كما أنه كان مفاوضا في اللجنة السياسية للمفاوضات الإيرانية الأميركية في بغداد عام 2007، وهي المفاوضات التي كان خلالها عبد اللهيان من أوائل الدبلوماسيين الإيرانيين الذين جلسوا علنا مع نظرائهم الأميركيين على طاولة للحوار عام 2007 في بغداد.

تولي عبد اللهيان بعد ذلك منصب سفير إيران في البحرين من عام 2007 حتى عام 2011 ، ثم تم تعيينه مديرا لقسم «الخليج العربي» في وزارة الخارجية، وبعد ذلك بعام أصبح نائبا لوزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية، وفي هذا المنصب، أجرى أغلب اتصالاته مع المسؤولين والنظراء من الدول المجاورة.

ويعد خلاف عبد اللهيان مع جواد ظريف من أهم المحطات التي شكلت العلاقات بين الطرفين، حيث فوجئ عبد اللهيان عقب تعيينه في منصب نائب وزير الخارجية للشئون العربية والأفريقية بـ شهرين وبالتحديد في منتصف شهر يونيو من عام 2016 بقرار من جواد ظريف بتعيينه سفيرا لإيران في سلطنة عمان، وهو ما اعتبرها خطوة من ظريف للحد من نفوذ عبد اللهيان في القضايا الإقليمية، لكن الدبلوماسي الذي يتمتع بصلات قوية مع مكتب المرشد الأعلى رفض المنصب، وفي غضون أسابيع قليلة، غادر اللهيان وزارة الخارجية لتولي دور آخر، وهو مساعد رئيس البرلمان علي لاريجاني الذي أشرف على التفاوض بشأن اتفاق إيران الاستراتيجي مع الصين.

لكن التقديرات تشير إلى أن ظريف كان يحاول التخلص من الوجوه المتشددة في وزارة الخارجية وبالتحديد عبد اللهيان، الذي كان يمثل تيار المحافظين والمرشد الأعلى في الخارجية الإيرانية، حيث أحدث قرار ظريف خلافا حادا بين بين روحاني وظريف من جانب، وبين المرشد والحرس الثوري من جهة أخرى، حول بقاء عبد اللهيان في الخارجية الإيرانية من عدمه.

علاقاته بالعالم العربي 

قد يبدو أن هناك اختلافات بنيوية في رؤى عبد اللهيان عن سلفه محمد جواد ظريف، ففي الوقت الذي قضى فيه ظريف حياته المهنية في الولايات المتحدة مطورا من إتقانه للغة الإنجليزية ومعمقا فهمه للغرب، حاول عبد اللهيان أن يقضي حياته المهنية في منطقة الشرق الأوسط ذات التشعبات المختلفة في القضايا الإقليمية والدولية، حتى أصبح على دراية بالاختلافات الثقافية الدقيقة بين شعوب المنطقة.

وقد شكلت تلك الاختلافات البنيوية الكثير من أفكار عبد اللهيان حول حديثه عن رؤيته المقبلة خلال توليه منصب وزارة الخارجية، بعد أن أعلن خلال جلسات الاستماع بالبرلمان، أن الأولويات ستكون العلاقات مع دول المنطقة، أي البلدان العربية، وبلدان آسيا الوسطى، وتركيا، وروسيا، والشريك الاستراتيجي الصين، أما عن ملف المفاوضات النووية ذائع الصيت، فأشار عبد اللهيان إلى أنه سيجلس على طاولة المفاوضات لكنه لن يتعامل مع الاتفاق النووي على أنه من بين أولويات بلاده القصوى، وبالتالي تكون سياسة إيران مع جيرانها العرب خلال الفترة المقبلة محل ترقب كبير وحذر.

كما شكلت المناصب التي تولاها عبد اللهيان توجهاته حول السياسات العامة لبلاده خلال الفترة المقبلة، وهو الذي بجانب أنه شغل مناصب سفير إيران لدى البحرين، ورئيس اللجنة الخاصة بالعراق في وزارة الخارجية الإيرانية، ومساعد السفير في بغداد، ومستشار وزارة الخارجية الإيرانية، إلا أنه ارتبط اسمه خلال فترة عمله في وزارة الخارجية، بتدخلات «الحرس الثوري» الإيراني وجناحه «فيلق القدس» في السياسة الخارجية.

التقى هيكل 5 مرات

أما فيما يتعلق بمصر فقد شارك ممثلا عن بلاده في حفل تنصيب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في عام 2014، بصفته مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية، وانتهز الفرصة ومكث بضعة أيام في القاهرة، والتقى بالعديد من النخب المصرية، ربما كان أهمها الكاتب المصري محمد حسنين هيكل، وبحسب رواية عبد اللهيان، فقد التقى بهيكل خمس مرات في السنوات التي سبقت وفاة هيكل.