فتاوى تشغل الأذهان
ما حكم إخراج الصدقة الجارية على المتوفَّى العاصي ؟
هل يجوز لرجل فتح مركز تجميل؟
حكم إجراء عملية تجميل للأسنان لإزالة التشوه
عندى نمش ووحمات في وجهي وأريد أزيلهم فهل هذا حرام؟
نشر موقع صدى البلد عددا من الفتاوى والأخبار الدينية الهامة التي تشغل الأذهان، والتي جاء من بينها:
سائلة تقول : زوجي لا ينفق عليّ لضيق كسبه، وأطلب مساعدته بأن أعمل، لكنه لا يوافق؛ فما حكم طلب الفرقة (أي الطلاق) منه لعدم النفقة ؟
وقال الدكتور مجدي عاشور المستشار السابق لمفتي الجمهورية في إجابته على السائلة: ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الزوج إذا كان حاضرًا أي غير مسافر ميسور الحال أي عنده مال ظاهر فللزوجة أن تأخذ حقها منه وليس لها حق في طلب التفريق. أمَّا إذا أعسر الزوج بالنفقة ورضيت الزوجة بالمقام معه فلا مانع على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء.
وتابع من خلال دقيقة فقهية : اختلف الفقهاء إذا عجز الزوج عن النفقة ولم ترض زوجته بالبقاء معه على قولين: الأول: ذهب إليه الحنفية، وهو مقابل الأظهر عند الشافعية، وقول عند الحنابلة إلى أنه ليس لها طلب التفريق، وليس للزوج أن يمنعها من التكسب كي تنفق على نفسها، لعموم قوله تعالى:﴿وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ﴾[البقرة:280]، والزوجة تدخل في عمومها، فتنتظر حتى يتيسر حاله بالنفقة.
والثاني: ذهب إليه المالكية وهو الأظهر عند الشافعية والصحيح عند الحنابلة أن للمرأة حق طلب التفريق بينها وبين زوجها لعجزه عن الإنفاق، فإن امتنع فرق القاضي بينهما، واستدلوا بقوله تعالى:﴿فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾[البقرة: 229].
وشدد أنه ينبغي للزوجة أن تصبر على عسر زوجها بالنفقة، ولا مانع أن تعمل بالتراضي، ولا تطلب الطلاق إلا إذا لحقها ضرر لا يدفع إلا به، وذلك عملًا بقاعدة :" ارتكاب أخف الضررين".
وفي بيان حكم إخراج الصدقة الجارية على المتوفَّى العاصي، قال: العصيان هو فعل المنهيات ، أو التقصير في الإتيان بالمأمورات ، سواء كانت المعصية صغيرةً أو كبيرةً ، ومن مات ولم يتبْ من المعاصي فهو في مشيئة الله تعالى وعفوه كما هي عقيدة أهل السنة والجماعة ، حيث قال الله تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا} [النساء: 116] ، وبايع النبي صلى الله عليه وآله وسلم أهل العقبة ليلة العقبة فقال لهم : " بَايِعُونِي عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا ، وَلَا تَسْرِقُوا ، وَلَا تَزْنُوا ، وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ ، وَلَا تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ ، وَلَا تَعْصُوا فِي مَعْرُوفٍ ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ثُمَّ سَتَرَهُ اللَّهُ فَهُوَ إِلَى اللَّهِ ، إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ وَإِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ " .
وأوضح : حثَّ الشرع الشريف على أنْ يَتصدُّقَ الأقاربُ مِن الأحياءِ على أهليهم من الأموات ، كما في حديث السيدة عَائِشَة رضي الله عنها: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم:إِنَّ أُمِّيَ افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا - أي : ماتت - وَإِنِّي أَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ ، فَلِي أَجْرٌ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهَا ؟ قَالَ : " نَعَمْ" . وذلك من الرحمة التي لا يمنعها العصيان قال تعالى: {وَرَحۡمَتِي وَسِعَتۡ كُلَّ شَيۡءٖ} [الأعراف: 156].
وشدد على أن إخراجَ الصدقات باسم مَن مات عاصيًا هو أمرٌ جائزٌ شرعًا ؛ إذ الأصل أنَّ عصيانَ الميت لا يمنع من وصول ثواب الصدقات إليه . وعليه : فيجوز أنْ نفعلَ له من الصدقاتِ الجاريةِ ، كالحج والصوم والصدقات وغير ذلك من الأعمال الحسنة ما يوفقنا الله تعالى إليه ؛بل هو أحوجُ إلى هذا .
فيما ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول "لو في طفل عايز يعمل تقويم لسد الفراغات بين الأسنان ، مع العلم عدم وجود أي أمراض في الأسنان والأمر متعلق بتجميل الأسنان وشكل الوجه، فهل هذا يجوز؟
وأجاب الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى في دار الإفتاء، أننا هنا نفرق بين حالين، فالإنسان الذي سيعمل هذه العملية لو تسببت هذه الحالة لضغط نفسي عليه بسبب شكل أسنانه وبدأ في الامتناع عن الخروج من المنزل، ففي هذه الحالة يكون تقويم الأسنان من قبيل العلاج.
وأشار إلى أنه لو كان الأمر لا يؤثر على نفسيته ولا تشكل له حرجا، ففي هذه الحالة يكون الأمر مجرد تقويم للأسنان وليس علاج للأسنان ، وهنا لا تجوز شرعا.
بينما حكم عمل تقويم الأسنان لإزالة التشوه، قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه يجوز تجميل الأسنان بالتقويم أو الزراعة أو العدسات اللاصقة لأنها داخلة في العلاجات.
وأكد الدكتور محمود شلبي، خلال رده على سؤال “ حكم عمل تقويم الأسنان لإزالة التشوه سواء بالتقويم أو الزراعة؟”، عبر فيديو على موقع “يوتيوب”، أنه لا مانع شرعًا من إجراء عمليات التجميل لإزالة التشوه ولرفع الضرر.
كما قالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، إنه لا مانع شرعًا من إجراء عمليات التجميل لإزالة التشوه ولرفع الضرر.
وأضافت اللجنة في إجابتها عن سؤال: «ما حكم عمل عملية تجميل للأسنان حيث تسبب جرحا في الشفاة من الداخل وتتسبب في آلام الفك واللثة؟»، أن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها، ودرء المفاسد وتقليلها وقد ثبت أن عَرْفَجَةَ بْنَ أَسْعَدَ، «قُطِعَ أَنْفُهُ يَوْمَ الْكُلَابِ، فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ وَرِقٍ، فَأَنْتَنَ عَلَيْهِ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ ذَهَبٍ» سنن أبي داود (4/ 92).
ورد إلى لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، سؤال تقول صاحبته "عندى نمش ووحمات في وجهي وأريد أزيلهم فهل هذا حرام؟
وأجابت لجنة الفتوى عن السائلة قائلة: «إن كـان هـذا النـمـش والـوحمـات فـي الـوجـه عيبًـا واضـحًـا ومشوهًـا للخلقـة؛ فلا حـرج عليـكِ فـي إجـراء عملية التجميل، ولا يدخل مثل هذا في تغيير خلق الله».
حكم التجميل باستخدام حقن البوتكس
أكدت دا الإفتاء، أن استخدام البوتكس في التداوي والعلاج -إن لم يلحق ضررًا بالمحَقُون- جائزٌ شرعًا، ولا حرج في استعماله من أجل تحسين الشكل والمظهر وإزالة التشوهات والأضرار النفسية والحسية الناتجة عن الأعمال الشاقة، أو التقدم في السن أو الأمراض المختلفة أو آثار الإعاقة ما دامت هذه التغييرات حاجية أو اقتضتها الأسباب العلاجية، والرجل كالمرأة في ذلك، شريطة ألا يتضمن ذلك تدليسًا.
وتابعت: لأنه قد تقرر شرعًا أن تغيير الخِلْقَة بغرض التدليس والكذب والتغرير حرامٌ يأثم به فاعله، ويجوز للمرأة المتزوجة استخدامه في طلب الجمال والحسن إذا أذن لها زوجها وبعد مراجعة الطبيب المختص، بل هو مستحبٌّ في حقِّها ما دامت تبتغي من ذلك التجمل والتزين للزوج.
كما تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا تقول صاحبته: “يريد أبني أن يفتح مركز تجميل فما حكم ذلك؟”.
وأجاب الدكتور علي فخر أمين الفتوى خلال فيديو عبر قناة دار الإفتاء على يوتيوب، عن السؤال قائلا: إذا كان مركز التجميل ستعمل فيه فتيات يجملن النساء فلا يوجد مانع.
وأضاف أمين الفتوى وإذا كانت الزوجات يأتين لمركز التجميل ليتزين لأزواجهن فلا مانع أيضا.
كما ورد سؤال للدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق من سائلة تقول" أنا فتاة أعاني من بروز في أنيابي وخاصة عندما أضحك؛ مما يسبب لي معاناة نفسية، وأحيانًا أتجنب الضحك لهذا السبب. هل اللجوء لتقويم الأسنان لتحسين هذا البروز حرام أم حلال"
أجاب المفتي السابق، أنه يجوز في هذه الحالة تقويم الأسنان، ولا يكون هذا تغييرًا لخلق الله، بل هو من إزالة الضرر.