قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هل تفعلها القارة السمراء .. 6 دول أفريقية في طريقها إلى روسيا وأوكرانيا لعرض مبادرة سلام لإنقاذ العالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

هل تستطيع إفريقيا إنقاذ العالم؟ وهل تستطيع أن تجبر طرفي الصراع الروسي والأوكراني على قبول وقف إطلاق النار؟ أسئلة أصبحت مطروحة، مع تشكك كبير، وذلك في ظل مبادرة السلام التي أعلنت عنها مجموعة من الدول الإفريقية تحت رئاسة الاتحاد الإفريقي، وهنا يكون التساؤل، ما تفاصيل تلك المبادرة، وما الخطوات التنفيذية التي ستتخذها الدول المشاركة بالمبادرة؟

ووفقا لما خرج من اجتماعات ممثلي تلك الدول، فمن المنتظر أن تكون هناك زيارة لمسئولين أفارقة إلى دولتي روسيا وأوكرانيا، خلال الأيام المقبلة، وذلك من أجل الترويج لتلك المبادرة، وبدء ما يمكن أن نطلق عليه مرحلة جس النبض، والتي تتضمن معرفة شروط كل طرف لوقف القتال، والحد الأدني المطلوب لدى طرفي الصراع من أجل إنهائه، وهي المرحلة التي تسبق طرح الرؤى التوافقية التي قد تساهم في إنهاء الصراع بشكل تام، أو على الأقل البدء بمرحلة وقف القتال كمرحلة تمهيدية لبدء محادثات سلام، ولو كانت طويلة الأمد.

إعلان زعماء أفارقة عن مبادرة سلام في شهر مايو

البداية كانت مع إعلان رئاسة جنوب إفريقيا عن تلك المبادرة بشهر مايو الماضي، وذلك حين قالت إن ستة زعماء أفارقة، اقترحوا أن تقبل أوكرانيا بدء محادثات سلام مع روسيا، وتم الإعلان حينها عن استعداد مسؤولين من جنوب أفريقيا لزيارة البلدين للترويج للفكرة، وتضمنت المبادرة عدد من الدول الإفريقية منهارئيس زامبيا هاكيندي هيشيليما ورئيس جمهورية الكونغو دينيس ساسو نجيسو ورئيس أوغندا يويري موسيفيني.

وذكر حينها فينسنت ماغوينيا، المتحدث باسم رئاسة جنوب أفريقيا، أن المبادرة تضمن محورين أساسيين أولا، وقف القتال وثانيا، وضع إطار عمل لسلام دائم،وقد جاء الإعلان عن المبادرةفى 16 مايو، وبقيادة الرئيس السنغالي ماكي سال، رئيس الاتحاد الأفريقي العام الماضي، وتم الإعلان حينها أنه من المتوقع ذهاب بعثة السلام إلى موسكو وكييف في مطلع يونيو.

نحن نعاني .. تلك دوافع الدول الإفريقية لطرح المبادرة

"التوصل إلى اتفاقات للإفراج عن شحنات الحبوب والأسمدة الحيوية لشحنها إلى أفريقيا، فقد عانت أشد الفئات هشاشة في أفريقيا بشدة من الصدمات التي تعرضت لها أسعار الغذاء والطاقة بسبب الحرب" .. هكذا كانت الكلمات المصاحبة للتصريحات التي أطلقها زعماء الدول المشاركة بالمبادرة، وكان آخرها ما قاله رئيس الكونغو دينيس ساسو نغيسو أثناء زيارته لساحل العاج أمس الثلاثاء، وذلك حين قال إن إفريقيا لا يمكنها أن تظل صامتة بشأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وتابع دينيس ساسو نغيسو وفق ما نشرته صحيفة إفريقيا نيوز: "نعاني جميعا من آثار هذه الحروب مباشرة على شعوبنا، فالتضخم آخذ في الارتفاع في كل مكان ونعتقد أن أفريقيا لا يمكن أن تظل صامتة أو غير مبالية في مواجهة مثل هذه المأساة" .. وتأتي تلك التحركات أيضًا مع تزايد المخاوف بشأن انسحاب روسيا من الاتفاق الأوكراني الذي يسمح بتصدير الحبوب والأسمدة بأمان في زمن الحرب من ثلاثة موانئ أوكرانية على البحر الأسود.

.

وفد إفريقي لزيارة طرفيّ الصراع خلال الـ48 ساعة

وتأتي هذه التصريحات قبل أيام قليلة من اجتماع العديد من رؤساء دول القارة ، بمن فيهم ساسو نغيسو، في كييف وموسكو للتوسط، حيث من المرتقب أن تكون تلك الزيارة خلال الـ48 ساعة المقبلة،حيثتم الاتفاق على أن عددًا قليلاً من رؤساء الدول، في الواقع رئيس واحد لكل منطقة فرعية في وسط إفريقيا بالإضافة إلى الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي ، وأن 5 أو 6 رؤساء يمكن أن يسافروا إلى أوكرانيا وروسيا لإيصال رسالة عن السلام".

ومن جانبه قال مكتب الرئيس سيريل رامافوزا في بيان يوم الخميس إن رئيس جنوب إفريقيا تحدث هاتفيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، والذي رحب بمبادرة رؤساء الدول الأفريقية، وقد كان رامافوزا قد أشار الشهر الماضي إلى أن الرئيس الروسي والرئيس الأوكراني ، فولوديمير زيلينسكي ، قد اعطيا موافقته على استقبال بعثة السلام الأفريقية.

جنوب إفريقيا مستعدة لاستضافة المحادثات

ويبدو أن الزيارة خطوة تحضيرية، تمهيدا لبدء مباحثات طويلة، وقد أعلنت جنوب إفريقيا، عن استعدادها لاستضافة محادثات سلام لحل النزاع بين روسيا وأوكرانيا، وصرح وزير الرئاسة خومبودزو نتشافيني في مؤتمر صحفي عقده في بريتوريا عقب الاجتماع "يجب أن نكون منفتحين على احتمال أن تستضيف جنوب إفريقيا قمة السلام هنا".

وأعلنت الدولة الواقعة في الجنوب الأفريقي عن وساطة في روسيا وأوكرانيا "لإيجاد حل سلمي" للحرب، ويجب أن تبدأ المهمة في الأسابيع القليلة المقبلة، ورغم أن جنوب إفريقيا، التي رفضت إدانة روسيا منذ بدء الحرب في أوكرانيا، قد تعرضت لهجوم من قبل دول الغرب بدعوى البقاء على "الحياد" وتأييد الحوار ، وهو ما عرضها لانتقادات على الساحة الدولية لقربها من موسكو، ولكن مع إعلان المبادرة أعلنت الولايات المتحدة عن ترحيبها بالخطوة.

روسيا وأوكرانيا بانتظارنا.. وتلك تفاصيل الزيارة المرتقبة

رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، أكد أن نظيريه الروسي والأوكراني ، فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي ، قد اعطيا موافقتهما على استقبال بعثة السلام هذه المؤلفة من ستة قادة أفارقة، وقال إن الدول المشاركة بالمبادرة وافقت على اقتراح نقاط يمكن طرحها على روسيا وأوكرانيا لوقف إطلاق النار وإحلال سلام دائم في المنطقة، وأضاف أن رؤساء الدول الأفارقة، الست المعنية "سيضعون اللمسات الأخيرة على عناصر خارطة الطريق نحو السلام".

وقال رامافوسا خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا إن اجتماع يوم الاثنين الماضي أكد أننا الآن في مرحلة سنذهب فيها إلى كييف وموسكو، ومهمتنا هي مهمة سلام ، ونريد أن نسميها طريقًا إلى السلام، مضيفًا أن القادة الأفارقة "سيسعون لتأمين التزام من كلا الجانبين يجب عليهم أيضًا السعي لإنهاء هذا الصراع بالوسائل السلمية ".

وأضاف أنه يتعين على القادة الروس والأوكرانيين "أن يشرحوا لنا وجهة نظرهم بشأن الحرب وكذلك الحد الأدنى من متطلباتهم لإنهاء الصراع، وحينها سنكون قادرين على إعطاء وجهة نظرنا الخاصة كأفارقة حول كيفية إدراكنا لتأثير هذه الحرب على إفريقيا من حيث أسعار المواد الغذائية والحبوب وأسعار الوقود ، وكذلك على أوروبا وبقية العالم، لأن تلك الحرب أصبح نوعًا من الصراع معولمًا إلى حد ما ".