تحول الصيني جاك ما من الفقر إلى الثراء هو قصة نجاح مذهلة تلهم الكثيرين في جميع أنحاء العالم. حيث كان جاك يعمل كمدرس للغة الإنجليزية في الصين قبل أن يؤسس شركة "علي بابا" الشهيرة، والتي أصبحت الآن واحدة من أكبر الشركات التجارية الإلكترونية في العالم.
حياة جاك ما.. من الفقر للرفد من الجامعة
ولد جاك ما في عائلة فقيرة في مدينة هانغتشو في الصين، وكان يعاني من مشاكل صحية في طفولته. وعلى الرغم من ذلك، كان يحب اللغة الإنجليزية وتعلمها بنفسه من خلال الدراسة الذاتية والتحدث مع السياح الأجانب في مدينته.
وبعد التخرج من الجامعة، عمل جاك ما كمدرس للغة الإنجليزية في جامعة هانغتشو، وعمل كذلك كمترجم للشركات الأمريكية العاملة في الصين.
كان قد فشل ثلاث مرات في امتحان القبول بالجامعة ولكنه الآن أغنى رجل في الصين، وهو معروف أيضًا باسم ما يون ، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة علي بابا التي تقدر بمليارات الدولارات.
يحتل جاك المرتبة 36 في قائمة أغنى رجل في العالم وهو رجل أعمال صيني معروف ، ولد في 15 أكتوبر 1964. وهو ليس فقط أول رجل أعمال صيني ظهر على غلاف مجلة فوربس ، ولكنه أيضًا أغنى رجل في الصين بقيمة صافية تقدر بـ 23.9 مليار دولار.
تعليم جاك ما.. عمل احترافي
مع تقدمه في السن ، التحق جاك بالجامعة وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية في عام 1988 على الرغم من فشل ثلاث محاولات لاجتياز امتحان القبول بالجامعة. فاز في التصويت لشغل منصب رئيس الطلاب.
في وقت لاحق ، انتقل للعمل في جامعة Hangzhou Dianzi كمحاضر في اللغة الإنجليزية والتجارة الدولية مقابل أجر شهري قدره 12 دولارًا. كما أنهى تعليمه في كلية تشيونج كونج للدراسات العليا للأعمال (CKGSB) ومقرها بكين ، حيث أنهى دراسته في عام 2006.
بدأ جاك أعمال الترجمة عندما حدثت طفرة الصادرات الصينية، مما أتاح له فرصة السفر إلى الولايات المتحدة لأول مرة في عام 1994. وعبر الإنترنت لأول مرة هناك.
مشروع علي بابا
وفي عام 1995، قرر جاك ما السفر إلى الولايات المتحدة لحضور مؤتمر تقني في سان فرانسيسكو، حيث تعرف على الإنترنت لأول مرة. وعند عودته إلى الصين، قرر تأسيس شركة "علي بابا"، وهي شركة تجارة إلكترونية تهدف إلى توفير منصة للشركات الصينية للتجارة مع العالم الخارجي.
لم يكن الطريق سهلاً بالنسبة لجاك ما في بداية عمله، حيث اعتمد على التمويل الذاتي لتأسيس الشركة وكان يعمل بجد لينجح في تحويلها إلى مشروع ناجح. ومع مرور الوقت، تمكنت "ألي بابا" من النمو بشكل كبير، وأصبحت واحدة من أكبر الشركات التجارية الإلكترونية في العالم.
وبفضل هذا النجاح، أصبح جاك ما واحدًا من أغنى الأشخاص في العالم، وتقدر ثروته الصافية بأكثر من 50 مليار دولار أمريكي.
ويعد جاك ما الآن من أبرز المستثمرين والمؤسسين في الصين، حيث يستثمر في عدة مجالات في الصين وحول العالم، ويعمل على توفير فرص العمل وتعزيز الابتكار في الشركات الناشئة.
بالإضافة إلى ذلك، يعمل جاك ما على تعزيز التعليم في الصين وحول العالم، ويدعم عدة مؤسسات خيرية ومنظمات تعمل على تحسين الظروف الفقراء والمحتاجين. ويعتبر جاك ما مثالاً حياً للصينيين الشباب، حيث يعد قدوة للجيل الجديد الذي يسعى لتحقيق النجاح في حياتهم، ويعمل على تعزيز الابتكار والريادة في الصين وحول العالم.
ومن المثير للاهتمام أن تحول جاك ما من الفقر إلى الثراء يعكس التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي حدثت في الصين خلال السنوات الأخيرة. فقد شهدت الصين نمواً اقتصادياً هائلاً في العقد الماضي، حيث تمكنت من تحويل نفسها من اقتصاد زراعي إلى اقتصاد صناعي وتكنولوجي متقدم.