الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صلاح الدين يحرر القدس.. ما لا تعرفه عن معركة حطين

معركة حطين
معركة حطين

يصادف  في مثل هذا اليوم  4 يوليو 1187، قيام معركة حطين، والتي انتصر فيها المسلمون بقيادة صلاح الدين الأيوبي على الصليببين.

اندلعت المعركة بين الصليبيين والمسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي، أما القادة من الجانب الصليبي فهم "غي دي لوزينيان"، و"ريمون الثالث أمير طرابلس"، و"رينو دي شاتيون أمير حصن الكرك". 

وكان تعداد القوات الصليبية حوالي 63.000، أما المسلمون فبلغ عددهم تقريباً 25.000.

بلغ عدد القتلى من الجانب الصليبي نحو 30.000، وتم أسر مثلهم، كما قتل القائد رينو دي شاتيون.

مكان معركة حطين

وقعت معركة حطين بالقرب من سهل حطين في فلسطين، بين الناصرة و طبرية، وانتصر فيها المسلمون، ووضع فيها الصليبيون أنفسهم في وضع غير مريح استراتيجيا في داخل طوق من قوات صلاح الدين، ما أسفر عن سقوط مملكة القدس وتحرير معظم الأراضي التي احتلها الصليبيون.

أسباب المعركة

كانت مناطق من البلاد الإسلامية والقدس تحديداً احتلت من قبل الصليبيين عام 1099م، وكان الإقطاعيون الصليبيون والفرسان قد نصبوا أنفسهم أمراء وملوك على تلك المناطق.

وفي يوم من الأيام، كانت هناك قافلة عائدة من بلاد الشام إلى مصر، فتعرضت للسرقة والنهب من قبل أمير حصن الكرك رينو دي شاتيون ويسمى أرناط الفرنجة.

وتعود هذه القافلة لأخت السلطان صلاح الدين الأيوبي. 

وطالب السلطان صلاح الدين الأيوبي حكام الصليبين بالتعويض لكنهم رفضوا، فكانت هذه الحادثة فرصة السلطان صلاح الدين الأيوبي للقضاء على الصليبيبن واستعادة حكم القدس للمسلمين، والتخلص من الحكم الصليبي الذي كان يسرق وينهب.

سير المعركة

استولى المسلمون على عيون الماء، عملا على تعطيش الصليبيين وإجبارهم على النزول للاشتباك معهم، ولما وصل الصليبيون إلى السهل الواقع بين لوبيا وحطين، شن صلاح الدين هجوما ففروا إلى تلال حطين، فحاصرت قوات المسلمين التلال، وأقبل الليل وتوقف القتال. 

في اليوم التالي 4 يوليو 1187 وفي قيظ شديد ونقص في مياه الشرب، قامت معركة حطين، والتحم الجيشان على بعد ميلين من حطين، فتضعضعت صفوف الصليبيين وأهلكتهم سهام جيوش المسلمين، ثم شن هجوم بالسيوف والرماح، فقتل وجرح وأسر الكثير، فاستسلم الألوف منهم، وقام الصليبيون بمناورة، فتقدم قائد الفرسان ريمون الثالث أمير طرابلس بأمر من غي دي لوزينيان، ملك القدس، وزحزح بهجومه هذا قوة يقودها تقي الدين عمر، فظن الصليبيون أنهم فتحوا ثغرة في صفوف صلاح الدين فاندفعوا فيها.

ولكن جيش صلاح الدين قام بحصار جزء من الجيش الصليبي فشطره إلى شطرين، ودامت المعركة نحو 7 ساعات على التوالي، سقط فيها الآلاف بين جرحى وقتلى، ووقع الملك "غي دي لوزينيان"، ملك القدس آنذاك، في أسر صلاح الدين، بالإضافة إلى العديد من القادة والبارونات، و لم ينج إلا بضع مئات فروا إلى صور واحتموا وراء أسوارها.

نتائج معركة حطين

كانت هزيمة الصليبيين في معركة حطين هزيمة كارثية، حيث فقدوا فيها زهرة فرسانهم، وقتل فيها أعداد كبيرة من جنودهم وأسر فيها أعداد كبيرة أيضاً، وأصبح بيت المقدس في متناول صلاح الدين، وكان من بين الأسرى ملك بيت المقدس ومعه مئة وخمسون من الفرسان ومعهم "رينو دي شاتيون"، صاحب حصن الكرك، و غيره من كبار قادة الصليبيين، فأحسن صلاح الدين استقبالهم، وأمر لهم بالماء المثلج.

عامل صلاح الدين القدس وسكانها معاملة أرق وأخف بكثير مما عاملهم الغزاة الصليبيون، قبل ذلك بمئة عام تقريبا، حيث قتل الصليبيون آنذاك كل أهالي القدس من رجال وكهول ونساء وأطفال، و70000 تم قتلهم في ساحة المسجد الأقصى، وسمح صلاح الدين للصليبين بمغادرة القدس في غضون 40 يوما بعد دفع فدية مقدارها 10 دنانير ذهبية عن كل رجل، 5 دنانير ذهبية عن كل امرأة، ودينار واحد عن كل طفل.

وأظهر صلاح الدين تسامحًا كبيرًا مع فقراء الصليبيين الذين عجزوا عن دفع الجزية.