الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجابون.. ماذا يحدث في أغنى دولة أفريقية بالنفط وأكثرها ثراءً؟ القصة الكاملة

الجابون
الجابون

أعلنت مجموعة من ضباط الجيش في الجابون أنهم سيطروا على السلطة في البلاد، وألغوا نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي حقق فيها الرئيس الحالي علي بونجو أونديمبا الفوز، وحلوا جميع مؤسسات الدولة، وفقا لوكالة “تاس” الروسية.

وانطلقت عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية في الجابون في 26 أغسطس الجاري وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث تنافس في الانتخابات الرئاسية 14 مرشحًا، من بينهم رئيس الدولة الحالي علي بونجو أونديمبا، الذي كان يسعى لولاية ثالثة في منصبه، كما كان ألبرت أوندو أوسا، المدعوم من الائتلاف الانتخابي البديل 2023 الذي يضم 6 أحزاب معارضة، منافسه الرئيسي.

ووقع الانقلاب مباشرة بعد إعلان هيئة الانتخابات الجابونية إعادة انتخاب الرئيس الحالي لولاية ثالثة، حيث حصل على 62.4% من الأصوات، بينما حصل منافسه الرئيسي ألبرت أوندو أوسا على 30.7%، ورفضت المعارضة قبول نتيجة الانتخابات بحجة حدوث مخالفات.

ماذا يحدث في الجابون؟

وبعد إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية بساعات، أعلنت مجموعة من كبار الضباط في القوات المسلحة الغابونية، عبر التلفزيون الرسمي، توليهم السلطة في البلاد وإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. 

ويتكون المتمردون من ضباط يخدمون في قوات الأمن والقوات المسلحة والشرطة في الدولة الواقعة في وسط أفريقيا، بالإضافة إلى أفراد من الحرس الوطني والحرس الرئاسي.

وبعد الاستيلاء على السلطة في الجابون، أعلن الجيش الجابوني إغلاق الحدود حتى إشعار آخر، كما قاموا بحل جميع مؤسسات الدولة، بما في ذلك الحكومة ومجلس الشيوخ والجمعية الوطنية والمحكمة الدستورية، ثم إنشاء هيئة أطلقوا عليها اسم لجنة انتقال واستعادة المؤسسات، لكن لم يتم الكشف عن عضويتها بعد.

وأعلن المتمردون العسكريون اعتزامهم احترام كافة التزامات الجابون الدولية، وفي شرح الأساس المنطقي لتصرفاتهم، قال الجيش إن الحكم غير المسئول دفع البلاد إلى حافة الفوضى.

احتفالات في الجابون

خرج سكان العاصمة الجابونية ليبرفيل وبورت جنتيل، ثاني أكبر مدينة في الجابون، إلى الشوارع حاملين الأعلام الوطنية ومرحبين بقوات الجيش الجابوني.

وبحسب تقارير سابقة، فقد سُمع دوي إطلاق نار في العاصمة، كما أوقفت شركة التعدين الفرنسية "إيراميت" أنشطتها في الجابون وسط أنباء عن الانقلاب.

الأراء الدولية 

صرح مسئول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أنه إذا ثبتت صحة التقارير حول حدوث انقلاب في الجابون، فسيتم طرح الوضع في البلاد للمناقشة في اجتماع 31 أغسطس لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي. 

ووفقا لبوريل، فإن الوضع الحالي في منطقة الساحل الإفريقية بأكملها صعب ويشكل خطورة على أوروبا.

وأشارت رئيسة الوزراء الفرنسية، إليزابيث بورن، إلى أن باريس تراقب عن كثب الأحداث في الجابون.

كما دعا متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، الأطراف في الجابون إلى حل الخلافات سلميا.

من هو الرئيس علي بونجو؟

وأفادت وكالة “فرانس برس” نقلاً عن المتمردين العسكريين الذين استولوا على السلطة في البلاد، أن الرئيس الجابوني علي بونجو أونديمبا يخضع للإقامة الجبرية.

وأونديمبا هو نجل عمر بونجو أونديمبا، ثاني رئيس للجابون منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960، والذي حكم البلاد من عام 1967 إلى عام 2009. 

وانتخب علي بونجو أونديمبا رئيسا بعد وفاة والده في عام 2009 وأعيد انتخابه لفترة رئاسية ثانية في عام 2016 مع هامش فوز ضئيل للغاية على مرشح المعارضة. 

وبحسب تقديرات المحللين، فإنه تمكن من تنفيذ 13 نقطة فقط من أصل 105 نقاط في برنامجه الانتخابي لعام 2016.

إحدى أغني دول أفريقيا

وتعد الجابون إحدى أغنى دول أفريقيا بالنفط، حيث يمثل إنتاج النفط 70.5% من عائدات التصدير، كما أنها واحدة من الدول الرائدة في القارة من حيث نصيب الفرد من الدخل (7540 دولارًا اعتبارًا من عام 2022، في المركز الثالث بعد سيشيل وموريشيوس). 

وبالرغم من ذلك، إلا أن الحكومة الحالية لم تتمكن من حل مشكلة الفقر المتوطن الذي أثر على 32.9% من سكان البلاد عام 2022، بحسب البنك الدولي.