الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد فشل الهجوم المضاد.. زيلينسكي يوجه بـ “تسريع” الدفاعات على خط المواجهة

صدى البلد

يدفع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي لتسريع بناء التحصينات العسكرية في النقاط الرئيسية على طول خط المواجهة في شرق أوكرانيا، حيث زادت القوات الروسية من هجماتها في الأسابيع الأخيرة. وجاء هذا الدفع بعد أن اعترف زيلينسكي بأن الهجوم المضاد لأوكرانيا ضد روسيا لم يحقق أهدافه.

وألقى جزءا من اللوم على بطء وتيرة المساعدات العسكرية الغربية لكييف. وبدا نداء زيلينسكي لتعزيز مواقع قواته العسكرية، الذي أدلى به في خطاب، علامة على تحول استراتيجي إلى الدفاع بعد الهجوم المضاد الذي أطلق في الصيف وهدف إلى استعادة مناطق كبيرة من الأراضي. حسبما ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية.

وقال زيلينسكي لوكالة الصحافة الفرنسية في مقابلة في منطقة خاركوف نشرت يوم الجمعة، إن بداية الشتاء تمثل “مرحلة جديدة من الحرب، وهذه حقيقة”. وعن الهجوم المضاد الصيفي، أضاف: “كنا نريد نتائج أسرع. من هذا المنظور، للأسف، لم نحقق النتائج المرجوة. وهذه حقيقة”.

وتلت تعليقات زيلينسكي يوما من زيارات إلى مواقع المواجهة في منطقة خاركوف الشرقية ومنطقة زابوريزيا الجنوبية. وكان برفقته وزير الدفاع رستم أوميروف، وتم التقاط صور لهما وهما يجتمعان في خاركوف مع قائد القوات البرية الأوكرانية والجنرال الذي يقود القوات الأوكرانية في جنوب البلاد. وكان غائبا بشكل لافت عن الصور فاليري زالوجني، القائد الأعلى الشعبي للقوات المسلحة الأوكرانية، الذي اختلف مع زيلينسكي حول التعامل مع الهجوم المضاد، وفقا لعدة أشخاص مقربين من الرئيس.

وقال زيلينسكي في خطابه يوم الخميس: “في جميع المناطق الرئيسية.. نحتاج إلى تعزيز وتسريع بناء المنشآت الدفاعية”، محددا المناطق في دونيتسك وخاركوف وسومي وتشيرنيهيف وكييف وريفنه وفولين، إلى جانب خيرسون الجنوبية، حيث ستركز الدفاعات.

وتحاول القوات الروسية الاستيلاء على ساحة المعركة قبل حلول الشتاء وقبيل إعلان الرئيس فلاديمير بوتين المتوقع أنه سيترشح لإعادة الانتخاب العام المقبل، ملقية آلاف الجنود والمدفعية الثقيلة في هجمات جديدة حول مدن شرقية مثل أفدييفكا وكوبيانسك.

وفي أفدييفكا، مدينة صناعية تقع على بعد خمسة أميال شمال غرب العاصمة الإقليمية دونيتسك التي سيطرت عليها روسيا في عام 2014، تستخدم القوات الروسية ما يسمى بتكتيكات الموجات البشرية. كما تلقي الطائرات الروسية قنابل، في حين تطلق القوات البرية صواريخ وقذائف الدبابات لمحاولة تخطي القوات الأوكرانية وحصارها.

أما عن المدينة، التي أصبحت الآن موطنا لـ 1300 نسمة فقط من سكان ما قبل الحرب البالغ عددهم 30000 نسمة، وفقا للسلطات المحلية، مدمرة إلى حد كبير، مع تسطيح كتل كاملة بالطريقة التي تعرضت لها المدينة المجاورة باخموت على مدار شهور من الحرب الوحشية في وقت سابق من هذا العام.

وقدر مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون أن روسيا نشرت ما لا يقل عن ثلاثة كتائب بآلاف الجنود في المعركة من أجل أفدييفكا، التي بدأت في 9 أكتوبر. لكن روسيا واصلت أيضا الهجمات في أماكن أخرى على طول خط المواجهة وزادت من قصف الصواريخ والطائرات بدون طيار الذي يستهدف البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا والمناطق السكنية، مع انخفاض درجات الحرارة وتغطية الثلوج معظم أنحاء البلاد.

وفي 25 نوفمبر، أطلقت روسيا أكبر هجوم لها بالطائرات بدون طيار على أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي الشامل قبل ما يقرب من عامين. وأسقطت الدفاعات الجوية الأوكرانية 74 من 75 طائرة بدون طيار إيرانية الصنع من طراز شاهد، بما في ذلك 66 موجهة إلى كييف. لكن القصف كان علامة مقلقة على أن روسيا ستستهدف العاصمة الأوكرانية جوا كما فعلت العام الماضي، عندما تعرضت الأحياء لساعات وأيام من انقطاع التيار الكهربائي.

وقال زيلينسكي في مقابلته: “لهذا السبب الحرب الشتوية صعبة”. ولم يعط أي إشارة إلى أن التحول الظاهر من العمليات الهجومية إلى موقف دفاعي أكثر يعني أن أوكرانيا تتخلى عن صراعها ضد عدوها العظيم.

وأكد زيلينسكي على نجاحات أوكرانيا، بما في ذلك الهجمات على أسطول روسيا البحري الأسود في القرم، الذي تعرض مقره للضرب بالصواريخ وعدة سفن خرجت من الخدمة بسبب الطائرات بدون طيار البحرية. وأبرز أيضا ممر الحبوب الذي تمكنت أوكرانيا من إنشائه حتى بعد انسحاب موسكو من اتفاق مدعوم من الأمم المتحدة يضمن مرور آمن للسفن الشحن التجارية.

وتمكنت القوات الأوكرانية أيضا في الشهر الماضي من عبور نهر دنيبر والحصول على موطئ قدم صغير ولكنه هش في قرية كرينكي. ومنذ ذلك الحين تعرضوا لقصف يومي من جيش روسيا، الذي جلب تعزيزات لوقف التقدم. وقال: “انظروا، نحن لا نتراجع، أنا راض. نحن نقاتل مع الجيش الثاني في العالم، الجيش الروسي، أنا راض”. لكنه أضاف: “نحن نخسر الناس، أنا غير راض. لم نحصل على جميع الأسلحة التي أردناها، لا أستطيع أن أكون راضيا، لكني أيضا لا أستطيع أن أشكو كثيرا”.