قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هل يعتذر حازم أبو إسماعيل عن الكذب السياسي؟


ماذا يحدث فى الشارع السياسي المصرى، وهل احترف السياسيون فى مصر الكذب السياسي حتى القادمين من التيارات الدينية التى يعتبرها الشعب المصري ممثلة لقداسة الإسلام، لأن هؤلاء الرموز الدينية يعبرون عن الإسلام أو على الأقل يعكسون صورة الإسلام لدى العامة من جموع الشعب المصري، وأليس الكذب يحرمة الدين الإسلامى وموجود ذلك وموثق فى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ومنها يقول القرآن فى سورة غافر "إن الله لا يهدى من هو مسرف كذاب"، وقال تعالى: "لعنة الله على الكاذبين" "آل عمران"، ويقول نبى الإسلام فى الحديث "كن صادقاً فالصدق يؤدى إلى الصلاح والصلاح يؤدى إلى الجنة، احذر الكذب فالكذب يؤدى إلى الضلال والضلال يؤدى إلى النار"، وغيرها من الآيات والأحاديث النبوية الشريفة، وهنا يجب أن نحدد أن الإسلام وغالبية الأديان السماوية تحرم الكذب وتقبحة فلماذا يحترفه السياسيون ولماذا ظهر فى أوساط صناع الإسلام السياسي بداية من فضيحة البلكيمى ومرورًا بكذب الإخوان فى نسب تمثيلهم فى البرلمان ثم تأسيسية الدستور وترشيحهم للشاطر، وأخيرًا تعمد المرشح الرئاسى حازم صلاح أبو إسماعيل إنكار جنسية والدتة الأمريكية.
إن السيد حازم أبو إسماعيل يعرف تمامًا أن السيدة والدته، رحمها الله، كانت تعيش فى أمريكا وتحمل الجنسية الأمريكية ولكنه يجادل وينكر ويبرر، فلماذا كل هذا، وأليس الصدق من صفات المسلم الحق أم أنه يعتبر السياسة تبيح كل شيء وأن الكذب فى السياسة مباح فى عالم تحكمه المصالح والصفقات أم أنه ورط فى ذلك بدون سابق معرفة كما يدعى أم يظن أن مؤيديه سيغيرون القوانين المصرية لصالحه أم أنه يعتقد أن الحقائق تتغير وفق رؤية الناس لها فى عالمنا الذى أصبح الكذب والنفاق عنوانًا له.
الكل يجمع من شخصيات وثيقة الصلة بأسرة أبو إسماعيل وجهات سياسية وإعلامية على حقيقة جنسية والدته، فلماذا ينفى ويتعمد ذلك، أيخشى الاعتراف بالحقيقة والانسحاب من سباق الرئاسة أم أن حلم الرئيس يسيطر عليه ويضعه فى منطقة ضبابية بين الواقع والخيال، وأعتقد أن عليه الاعتراف بأخطائه حفاظًا على سمعته وسمعة ومصداقية التيار السلفى الذى يعد أبرز رموزه فى مصر والعالم العربي.
كان هتلر يقول "إذا أراد سياسي أن يكذب فعليه أن يتذكر كذبه"، إن تذكر القضايا التي نكذب فيها هو محاولة لسد الطريق على من يريد معرفة درجة صدقنا أو كذبنا، وهنا يدلل على أن التاريخ لن يرحم من يكذب على شعبه ومحبيه لأن الكذب سيأتى يوم عليه ويكشف وعلينا أن نبادر ونعترف حتى نكسب احترام وتأييد شعوبنا، وأعتقد أن وقت الصفقات واللعب بأوراق الضغط من تأييد شعبى وقداسة دينية فى حالة أبو إسماعيل لايمكن أن تبرر له الكذب السياسي على شعبه، والمؤسف كما ذكرت سابقًا هو أنه يعبر عن التيار السلفى ومصداقيته، فكيف سيثق العامة من الشعب فى مشايخهم بعد تعمد كذب قائدهم وأبرز رموز مشروعهم السياسي بحكم مصر.
أتمنى من السيد حازم أبو إسماعيل أن يبادر بالاعتراف بحقيقة جنسية والدته وأن يعتذر للشعب المصري وجميع أتباعه وأن يعلن للجميع ملابسات وحقيقة الأمر حتى لا يصدم الشعب فيه وفى كل رموز ومشايخ تياره وحتى لانفاجأ بحالة من حالات التشويه ضد كل ماهو إسلامى بحجة تكرار كذب رموزه، وعليهم أن يعلموا أن التاريخ لن يرحمهم والإسلام دين حقيقة ومحبة وتسامح وحتى لانعطى صورة عكسية لحقيقة الدين الإسلامى لدى الغرب وكل أعداء الإسلام وعليهم أن يتعلموا أن السياسة تعتمد فى حقيقتها على الوضوح والشفافية وأن الكذب السياسي يلقى بصاحبة وتياره إلى مزبلة التاريخ.