العلماء: عقوق الوالدين يحرم من دخول الجنة.. وبرهما بعد الوفاة يتحقق بثلاثة أشياء

«أستاذ شريعة»: من لم يفعل «4 أمور» يكون عاقا لوالديه
«كريمة»: «3 أفعال» لبر الوالدين بعد «وفاتهما»
اهتم الإسلام ببر الوالدين والإحسان إليهما والعناية بهما، وسبق النظم المستحدثة في الغرب كرعاية المسنين وغيرها، فقد جاءت الشريعة الإسلامية بأوامر صريحة تلزم المؤمن ببر والديه وطاعتهما بل وقرن الله تعالى فى القرآن الكريم برهما بالأمر بعبادته في كثير من الآيات؛ وقد جاء ذكر الإحسان إلى الوالدين بعد توحيده عز وجل لبيان قدرهما وعظم حقهما ووجوب برهما.
أكد الدكتور عبد الفتاح إدريس، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن عقوق الوالدين يعد كبيرة من الكبائر عند الله تعالى لأنه يترتب عليه قطع الرحم التى أوجب الله تعالى وصلها، لافتا إلى أن عقوق الوالدين يبدأ من مساحة إعراض الابن بوجهه عن والديه وينتهى بضربهما وإيذائهما.
وأضاف «إدريس» أن الآيات التى وردت فى القرآن الكريم فى بر الوالدين جاءت كلها على سبيل الأمر فيكون من خالف هذا الأمر عاص لله تعالى، منوها أنه توجد أربعة أمور من لم يفعلهم يكون عاقا لوالديه: الأول: عدم طاعة الوالدين فما يتعلق الأمر بالواجب لهما، الثانى: عدم الإنفاق عليهم إذا كانوا فى احتياج إلى النفقه.
وتابع: «والثالث: عدم القيام على أمرهما، عدم القيام عليهما فى أمر العلاج والتمريض وإطعامهم»، مؤكدا أن من لم يقم بتلك الأمور الأربعة يكون عاقا لوالديه.
وأشار إلى أن بر الوالدين أمر أكد عليه الله تعالى ورسوله الكريم فى القرآن الكريم و السنة النبوية المطهرة،لافتا إلى أنه وردت الكثير من الآيات القرآن التى تحث على بر الوالدين منها: « وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا»، وقوله: « وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا» وقوله أيضا: « فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا».
وأوضح أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عد الشخص العاق لوالدية من الأشخاص الذين سيحرمون من دخول الجنة يوم القيامة، مستشهدا بحديث سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: « ثَلاثَةٌ لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْعَاقُّ وَالدَّيُّوثُ وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ تَشَبَّهُ بِالرِّجَالِ وَثَلاثَةٌ لا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الْعَاقُّ بِوَالِدَيْهِ وَالْمَنَّانُ عَطَاءَهُ وَمُدْمِنُ الْخَمْرِ».
وبدوره، قال الدكتور أحمد كريمة،أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إنه توجد ثلاثة أمور لبر الأبوين بعد موتهما وهم: الأول: كثرة الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة، الثانى: الاستغفار لهم، ثالثا: صله رحمهم وأصدقائهم الذين كانوا يداومون على زيارتهم.
واستشهد «كريمة» بحديث سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- الذى ورد عن عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ السَّاعِدِيِّ قَالَ:«بَيْنَا نَحْنُ جلوس عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا؟ فقَالَ: نَعَمْ، الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا, وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا».
ولفت أن حديث سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم: «أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ» ليس معناه الملكية التامة لأموال الابن لأبيه، وإنما يراد منه تفضيل الابن والديه على نفسه.
واستكمل: «أن هذا الحديث يعد حثا على بر الوالدين فى حدود الطاقة البشرية، لافتا إلى أنه إذا أخذ الحديث على معناه اللفظى فيكون بذلك الابن مأمور أن يعطى أمواله لأبيه فى كل الأحوال وقد نرى الآن فى مجتمعنا الأب المدمن أو الأم المبذرة التى تنفق الأموال يمينا ويسارا بغير فائدة فيكون فى هذه الحالة ليس بواجب على الابن أن يعطى أمواله لأبويه»، مشيرا إلى أن لهذا السبب لا يكون الحديث المقصود به إعطاء الأموال فى العموم للوالدين وإنما بقدر الطاقة البشرية.