بعد البريكست.. بريطانيا أمام تغييرات حدودية «ضخمة».. وارتفاع نسبة الهجرة 230 ٪
حذر مسؤولون بريطانيون من أن حدود البلاد قد تتعرض لضغط كبير من أجل التصدي لموجات الهجرة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث من المتوقع أن ترتفع الرسوم الجمركية بنسبة 360٪، كما سترتفع معدلات الهجرة بنسبة 230٪.
قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أن تقريرًا جديدًا من المكتب الوطني للمراجعة الحسابية، أثار شكوكا حول مسألة استعداد السلطات البريطانية لضبط الحدود خلال شهر مارس 2019، وهو تاريخ الخروج الرسمي للمملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وذلك بسبب الاعتماد على "التكنولوجيا القديمة"، والعمليات اليدوية، ونقص الموظفين.
وقال النائب العمالي ميج هيلير، رئيس لجنة الحسابات العامة، انه "من الصعب أن نرى" كيف يمكن للحكومة أن تنفذ هذه "التغييرات الضخمة" في الوقت المناسب بعد الانسحاب الاتحاد الاوروبي".
أضافت الصحيفة البريطانية، أن ذلك جاء بعد أن قال مسؤول كبير بوزارة الداخلية، أن القوات الشرطية، يمكن أن توضع وتتمترس على الحدود،كملاذ أخير لدعم قوات الحدود، اذا ما تعطلت سبل الاتفاق بين المملكة المتحدة والاتحاد الاوروبى، وانتهت المفاوضات دون الوصول لبر أمان.
وقال رئيس جهاز المخابرات الخارجية البريطاني السابق "إم اي 6"، سير جون سويرس، إلى أن على بلاده صرف ميزانيات "ضخمة" على الدبلوماسية والدفاع والاستخبارات بعد انسحابها من الاتحاد الأوروبي.
وأوضح سويرس، في جلسة أمام أعضاء مجلس اللوردات، أن خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي سيفقدها امتيازات "لا يمكن حصرها" في المجال العسكري والاستخباراتي بشكل سيؤثر سلبا على وضعها الدولي.
وأشار إلى أن الانسحاب سيحد في حال حصل بشكل فعلي، من تحرك الدبلوماسية البريطانية، لا سيما في القضايا الاستراتيجية.
وأضاف أن البلاد ستكون بحاجة إلى استثمارات عالية في القطاعات الحساسة للحفاظ على مكانتها الدولية الحالية والتي بنتها قبل أربعة عقود.
وأبدى سويرس تخوفه من التأثيرات الاقتصادية للانسحاب من الاتحاد الأوروبي، خلال الأعوام الخمسة المقبلة، وقال إن بريطانيا قد تجد نفسها في وضع مشابه لما عاشته خلال الأزمة الاقتصادية مطلع سبعينيات القرن الماضي.
وقال مراجعو الحسابات إن الصعوبات التي يطرحها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ستزيد من الضغط على الحدود حيث سيحتاج مسؤولو الهجرة إلى اتخاذ قرارات أكثر بنسبة 230٪ سنويا إذا ما تم توسيع نطاق النظام الحالي للمسافرين من خارج المنطقة الاقتصادية الأوروبية ليشمل الوافدين الأوروبيين.
كان قد تقدم قادة الاتحاد الأوروبي بمبادرة إزاء رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي التي تواجه ضغوطا في بلادها من أجل إحراز تقدم في المفاوضات المتعلقة ببريكست، فيما لاتبدو ملامح الحل متوافرة بحسب أوروبيين .
وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك في أعقاب انتهاء القمة التي استمرت يومين إن «الشائعات حول الوصول إلى طريق مسدود بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة مبالغ فيها».
وأعطى القادة «الضوء الأخضر» صباح الجمعة لبدء الدول ال 27 الاعداد «فيما بينها» للمرحلة الثانية من المفاوضات التي سيكون محورها مستقبل العلاقات بين الطرفين وكذلك بالنسبة لمرحلة انتقالية محتملة بعد الموعد الرسمي لبريكست والمقرر في 29 مارس 2019.