الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد تصريح الرئيس عن الأورجانيك.. حقيقة الأغذية العضوية في الأسواق المصرية

حقيقة الأغذية العضوية
حقيقة الأغذية العضوية في مصر

"اللي معاه فلوس ياكل أورجانيك والباقى مياكلوش؟.. لا إن شاء الله كل المصريين هياكلوا أورجانيك"... كلمات قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال افتتاح المشروع القومى للصوب الزراعية بالعاشر من رمضان اليوم السبت؛ ليطمئن المصريين على غذائهم خلال المرحلة المقبلة.

لعل كثيرا من المصريين لا يعلم معنى ومفهوم الأغذية الأورجانيك، وقد تتفاجأ وانت تتجول في احد السوبر ماركت بخضر وفاكهة أسعارها تصل إلى 3 أو 4 أضعاف عن مثيلاتها في الأسواق العادية، لتقترب منها أكثر لترى مكتوبا عليها "عضوي" أو "Organic" فقط.

الحقيقة أن الاغذية" الاورجانيك" هي الطعام العضوي الذي ينتج بطريقة صديقة للبيئة، ولا يحتوي على اي إضافات صناعية مثل المبيدات أو المخصبات الكيميائية، كما أنه نوع من الغذاء غير المعرض للأشعة، والمذيبات الصناعية أو الإضافات الكيميائية.

في تاريخ البشرية الطويل، كانت الزراعة تعتبر عضوية مئة بالمئة حتى القرن العشرين، واخترعت تلك الإضافات الكيميائية والمبيدات الحشرية للمحاصيل.. ومنها ظهرت الزراعة العضوية في الاربعينيات لتواجه ما يسمى بـ"التصنيع الزراعي"، وسميت الزراعة العضوية في ذلك الوقت بالزراعة الخضراء.

هل المنتجات في مصر اورجانيك حقا، أم خدعة لزيادة ربح التجار؟!... الأكيد أننا لدينا في مصر منتجات "أورجانيك" بدليل تصديرنا للسوق الأوروبية لكن الموجود في السوق المحلي لا نستطيع الجزم بأنه أورجانيك 100%؛ لأن الزراعة العضوية تعتمد على "الضمير فقط"؛ لأن المنتج العضوي لابد من وجود شهادة معه تؤكد ذلك، وهذا غير متوفر في مصر.

عادة ما يعتمد ذوو الضمائر "الميتة" على طرح منتجاتهم في السوبر ماركت على أنها عضوية ليخدعوا المواطن العادي الذي يستحيل عليه التفرقة بين العضوي وغير العضوي، خاصة مع الإبهار في التعبئة والتغليف، التي توحي للمستهك بانه الطعام الأصح والاكثر أمنا.. والحقيقة إنها خدعة، بحسب تأكيد دراسة صدرت مؤخرا لجمعية "عين مصر" لحماية المستهلك، أن جميع منتجات الأورجانيك في الأسواق "مزورة"، ويلجأ التجار الى الاطعمة التقليدية ويتلاعبون بطريقة تغليفها وتنظيفها وطريقة تقديمها لإيهام المواطن بانها اورجانيك.

فيما حذر أمين عام الجمعية المصرية للتغذية الطبية واستشاري التغذية الدكتور طارق رشدي من محاولات البعض وضع طبقة شمعية على منتجاته الغذائية ليوهم المستهلكين بأنها عضوية!.

ولكن على الرغم من ذلك يقبل المواطنون على شراء هذا النوع من الغذاء حتى تكون ضمائرهم "مرتاحة" وهم يتناولونه رغم ارتفاع أسعاره المستمر؛ لأن ما نسمعه عن الاغذية المسرطنة يجعلنا نلجأ لأي وسيلة تبعدنا عنها حتى إذا لم نكن متأكدين فما باليد حيلة!.

ويؤكد الباحثون المصريون في مجال الزراعة، أنه لا يوجد ضمان أن هذا المنتج غالي الثمن عضوي، ولن يتم تأكيد ذلك إلا عن طريق التحليلات، وأن هناك ضرورة لوجود رقابة على هذه المنتجات لتأكيد أنها فعلا عضوية.. ولم تُظهر الدراسات العلمية حتى الآن فرقًا واضحًا مهمًا بين الطعام العضوي والطعام المزروع بالأساليب التقليدية من حيث الأمان، والقيمة الغذائية، والمذاق.

وتجنبًا للإصابة بأمراض مميتة كالسرطان والفشل الكلوي التي تتسبب فيها الأغذية المتداولة نتيجة استخدام المبيدات والهرمونات والأسمدة الكيميائية في إنتاجها، بحسب دراسات وأبحاث علمية وتقارير طبية، يشتري المواطن سلعة "عضوي" مفترض أنها طبيعية، لكن للأسف هذا غير موجود في بلادنا بنسبة 100%، ومعظم الأغذية المسماة "عضوية" لا تستحق هذه التسمية، خاصة أن مصر لا تمتلك قانونا للزراعة العضوية يشمل الإنتاج أو التدوال.

ويدور في اذهان العديد من المصريين تساؤل حول هل أظهرت الابحاث والتجارب العلمية الفارق بين الأغذية الأورجانيك والتقليدية، وهل الذين يتناولون الأولى أكثر صحة وتجنبا للأمرض من الذين يتناولون الثانية؟!

هيئة المعايير الغذائية التابعة للحكومة البريطانية أجابت عن هذا السؤال، وأكدت أن الطعام العضوي (الذي لا تستخدم فيه الأسمدة والمبيدات) ليس له قيمة غذائية إضافية وليس أفضل من أي منتج زراعي تستخدم فيه الأسمدة والمبيدات الكيميائية المسمى بالطعام التقليدي، ففي أكثر الدراسات شمولا التي أجريت على المحتوى الغذائي للطعام العضوي مقارنة بغيره من الأطعمة اكتشف علماء عدم وجود اختلافات جوهرية في الفيتامينات والمعادن.

وكشفت دراسة منفصلة عدم وجود فوائد إضافية من أكل الطعام العضوي كاللحم أو الفواكه أو الخضراوات المستنبتة في مزارع مكثفة. وتوصلت هيئة المعايير الغذائية -التي قدمت البحث بواسطة كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة- إلى أنه لا يوجد سبب لشراء الطعام العضوي باهظ الثمن لأسباب غذائية.