جبل العفاريت أو كهف الجن، مسميات لا اختلاف عليها كلها لمعنى واحد لتحليلات
مختلفة، توصل لها العلماء الذين بحثوا داخل بطن الكهف الذى يسكنه الجن، وتجتمع فيه
ليلا بحسب روايات سكان المناطق القريبة منه.

ما الحكاية:
يقع جبل الجن، وهو واحد من أضخم الكهوف
في العالم في سلطنة عمان ويبلغ طوله 340 مترًا وعرضه 228 مترًا وارتفاعه على هيئة قبة
120 مترًا، وترجع تسميته إلى أسطورة مفادها أن نفرًا من الجن يتخذون هذا الكهف مجلساً
لهم،وقد اتضح لاحقاً أن ثمة تجويفا في سقف
الكهف يتسلل منه الضوء إلى الحائط الأيمن عاكسًا معه ظلالاً متحركة، حملت الأهالي على
الاعتقاد بأنها عفاريت من الجن تتخذ الكهف مجلساً لها.

ولسنوات بعيدة وسكان منطقة الشمال الشرقي من سلطنة عمان يخافون الاقتراب من تجويف في جبل بمنطقتهم؛ إذ يعتقدون أن الجن تسكنه، وتعقد اجتماعات فيه، ولأجل ذلك أطلقوا عليه "كهف الجن"، و"كهف مجلس الجن"، كانوا يرون أشباحاً تتحرك من بعيد داخل الكهف، وكانوا يتناقلون روايات عن تلك الأشباح، وهو ما كان يمنع من اكتشاف ذلك المكان من قبل السكان.

ماذا وجد العلماء؟
في عام 1983، اكتشف عالم الآثار الأمريكي شيريل جوتز، بعد عمليات حفر استمرت
عشر سنوات، أن ما كان مكاناً مخيفاً ويبث الرعب في قلوب السكان، كنز لا يقدر بثمن.
يشار إلى أن ما شجع جونز على العمل لكشف أسرار المكان قبل عثوره على الكهف،
أنه عثر مصادفة على صورة قديمة للكهف في مخطوطة أثرية عائدة إلى القرن الثالث في إحدى
مكتبات لوس أنجلس، ومع أن تلك المخطوطة البدائية كانت تصف الكهف بطريقة أسطورية وخرافية،
فإن جونز أصر على ملاحقة الموضوع، حيث باشر بحفرياته واستكشافاته في جبال بني جابر
العمانية منذ ربيع عام 1973، ليقع في النهاية على الكهف الضائع في صيف عام 1983.

مواصفات الكهف
ومن ميزاته أن جميع جدرانه من الحجر الجيري، يتخللها بعض المجاري المائية المكونة
من الرمال والحصى، كما كانت بقايا الهياكل العظمية المتناثرة على أرضه، التي تبين أنها
عائدة لأفاع ولزواحف أخرى، من أول ما اكتشف داخل هذا الكهف المثير.
واعتبر الكهف مستودع كنوز، إذ إن من بين ما اكتشف في داخله مجموعة من اللآلئ
النادرة الفائقة الأهمية تاريخياً، المتكونة في التجاويف المائية الجافة؛ بفعل التفاعلات
الكيميائية الحاصلة من جراء تكثف ذرات كربونات الكالسيوم على حبيبات الرمل والحصى.
وأولى المستكشفون وعلماء الآثار لهذا المكان الساحر قدراً كبيراً من الاهتمام،
للتعرف على المزيد من أسراره المكنونة منذ عصور قديمة.
أول ما أزيح عنه الستار من أسرار ضخامةُ هذا الكهف، الذي وصف بأنه أول أكبر
الكهوف في المنطقة العربية، وتاسع أكبر كهوف العالم؛ إذ يبلغ 340 متراً طولاً، وبعرض
228 متراً وبارتفاع 120 متراً.