EN 
- معارضون إسرائيليون: ما ارتكبه قادة تل أبيب خزي وجبن كبير
- محللون: العلاقات مع إسرائيل ستبقى كما هي.. لكن لن يعود عهد ترامب
- الصحافة العبرية: بايدن سيحافظ على شراكة حقيقية معنا.. وعهد أفضل مع الفلسطينيين
"ربما انتظر ساعات على أمل أن تتغير النتيجة لصالح صديقه ترامب".. هكذا كشفت الصحافة العبرية السر وراء تأخر رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، عن تهنئة الرئيس المنتخب والفائز عن الحزب الديمقراطي "جو بايدن".
وأفادت الصحف العبرية، بأن نتنياهو ارتكب عدة أخطاء قد تجعل العلاقة متوترة مع الرئيس الأمريكى الجديد..
الخطأ الأول
الخطأ الأول الذي ارتكبه نتنياهو الملاحق من قبل جماهيره بتهم الفساد ، كان تأخره عن تهنئة بايدن ليسبقه زعماء كثر بالعالم، حتى سبقه وزراؤه، حيث هنأ وزيرا الدفاع والخارجية الإسرائيليان، بيني جانتس وجابي أشكنازي، بايدن بالفوز على الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، بينما أتى نتنياهو متأخرًا عن الجميع ما اعتبره المحللون خطأ نتنياهو الأول مع بايدن والذي قد يقول إن العلاقات مع بايدن لن تكون كما كانت مع ترامب، الذي أتاح للاحتلال الإسرائيلي مزايا لم يحصل عليها خلال عقود.
وزارؤه يسبقونه
ذكر "جانتس"، رئيس الحكومة الإسرائيلية بالإنابة، زعيم تحالف "أزرق - أبيض"، عبر حسابه في "تويتر" فجر اليوم، الأحد، "فيما تتبلور نتائج الانتخابات النهائية، أقدم التهاني من صميم القلب إلى جو بايدن، المؤيد والصديق القديم لإسرائيل، وزميلته كامالا هاريس التي صنعت التاريخ كأول امرأة تم انتخابها لمنصب نائب الرئيس".
في الوقت نفسه، أعرب جانتس عن امتنانه لترامب، واصفًا إياه "شريكا قيما لدولة إسرائيل"، مشيدًا بالتزام الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته بأمن الدولة العبرية وإسهامه في مستقبلها.
وتابع "الشرق الأوسط اتخذت خطوات هائلة إلى الأمام بفضل الزعامة الشجاعة لهذا الرئيس خلال السنوات الأربع الأخيرة ونحن ممتنون له لذلك امتنانا جما".
من جانبه، هنأ أشكنازي المنتمي إلى "أزرق-أبيض" أيضا، عبر "تويتر"، بايدن وهاريس بالفوز الانتخابي، مشيدا بدعم بايدن المستمر وصداقته لإسرائيل على مدى ربع قرن تقريبا.
وأعرب وزير الخارجية الإسرائيلي عن قناعته بأن التحالف الاستراتيجي الحيوي بين بلده والولايات المتحدة سيستمر بالازدهار في عهد الإدارة الأمريكية الجديدة.
آخر المهنئين
لكن المحللين يجادلون وفق ما ذكرت صحف عبرية، في أن العلاقات مع بايدن لن تكون كما كانت مع ترامب، إلا أنها ستبقى استراتيجة كما كانت منذ عقود، علاقة بين حليفين لا يمكن أن تتخلى فيها أمريكا عن دعم إسرائيل.
وعلقت الصحف العبرية بقولها، إن كبار القادة الإسرائيليين كانوا من بين آخر المعلقين على نتيجة انتخابات 2020 الأمريكية، فبعد فجوة زمنية طويلة بشكل واضح ، أصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس رؤوفين ريفلين بيانات في وقت مبكر من صباح الأحد هنأ فيها جو بايدن بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وكتب نتنياهو تغريدتين الأولى هنأ فيها بايدن واثنى على علاقات مستمرة معه منذ 40 عاما، وفي تغريدة ثانية ، شكر الرئيس دونالد ترامب "على الصداقة التي أظهرها له ولإسرائيل ، للاعتراف بالقدس والجولان(المحتلتان) ، وللوقوف في وجه إيران ، واتفاقات السلام التاريخية ، ولإيصال العلاقات الأمريكية الإسرائيلية لنقط تحالف غير مسبوقة .
12 ساعة تأخيرًا
وذكرت الصحف، أن "نتنياهو" و"ريفلين" استغرقا 12 ساعة بعد أن أعلنت جميع وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى أن بايدن هزم ترامب، وبعد فترة طويلة من قيام قادة العالم بذلك، وهو ما اعتبره المحللون خطأ ومصدر قلق، وتعبيرًا عن غضب أطلقه بعض السياسيين الذين استهجنوا تصرف نتنياهو، لأن العلاقات مع أمريكا ليست بين أشخاص.
غضب سياسي من نتنياهو
قال زعيم المعارضة العبرية يائير لابيد، الذي كان أول سياسي إسرائيلي يهنئ بايدن مساء أمس، السبت، إنه من "جبن وخزي" أن تظل القيادة العليا في البلاد صامتة، و"تضر بالمصالح الإسرائيلية".
وأضاف "لابيد"، "إذا كان باستطاعة الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية ورئيس الوزراء البريطاني فعل ذلك، فكان يمكنهم أيضُا فعل ذلك".
وأكد السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة مايكل أورين إن الأمريكيين يولون اهتماما كبيرا لما يقال عن التطورات في بلادهم، محذرا من أن فشل نتنياهو في الاعتراف بفوز بايدن قد يؤثر سلبًا على علاقة الإدارة المقبلة مع الحكومة الإسرائيلية.
وقال لقناة i24news التلفزيونية مساء أمس السبت ، قبل أن يهنئ نتنياهو بايدن حدثت فجوة زمنية : "لن يتم نسيان ذلك بسرعة".
آسف على رحيل ترامب
وذكرت الصحافة العبرية، أن نتنياهو أقام علاقة وثيقة مع ترامب وإدارته التي تخلت عن عقود من السياسة الأمريكية التي أظهرت نوعًا من الحياد والإدانة اللفظية للمستوطنات، وذلك باعتراف الإدارة الحالية التي توشك على تسليم السلطة بالسيادة الإسرائيلية على القدس (المحتلة) ومرتفعات الجولان المحتلة كذلك، وإزالة معارضة بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
في المقابل، التقى جانتس وترامب علنًا مرة واحدة فقط ، لإجراء محادثات قصيرة قبل كشف النقاب عن خطة الإدارة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط في يناير، بينما كان لا يزال يخوض المنافسة ضد نتنياهو.
وبعد دخوله الحكومة، تم إبعاده عن المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة حول التطبيع مع الدول العربية الأخرى.
ورفض ترامب الاعتراف بالهزيمة، وقدم مزاعم لا أساس لها من الاحتيال الخطير وتعهد بإحالة قضيته إلى المحاكم.
أمل في فوز ترامب
وحسب ما نقل موقع والا الإخباري مساء أمس السبت عن مصادر لم يسمها مقربة من نتنياهو قولها فيما يخص تأخر نتنياهو عن التهنئة، إنه كان "ينتظر النتائج الرسمية"، والتي قد لا يتم الانتهاء منها لعدة أيام حيث مازالت الولايات الأمريكية تصادق على فرز الأصوات.
تعليمات للوزراء
في الوقت نفسه ، أفادت "والا" و "كان" الإخباريتين أن مكتب رئيس الوزراء أصدر تعليماته لوزراء حزبه من الليكود بنقل رسالتين في المقابلات الصحفية: أن إسرائيل يمكن أن تعمل بشكل جيد مع بايدن ، تمامًا كما عملت مع ترامب ؛ وأنهم يأملون في أن يستمر بايدن في دفع الدول العربية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل والوقوف في وجه إيران ، ولن يتم عكس قرار إدارة ترامب بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان.
ويرى خبراء، بوجود انتكاسة لنتنياهو، لإمكانية إعادة الرئيس الجديد العلاقات مع الفلسطينيين.
وكشف استطلاع للرأي نفذه معهد الديموقراطية الإسرائيلية قبل الانتخابات الأمريكية، أن 63 في المائة من الإسرائيليين كانت لديهم الرغبة بفوز ترامب بولاية رئاسية ثانية، مقابل 17 أو 18 بالمئة يفضلون بايدن.
بايدن ليس على طريق ترامب
لكن من المتوقع أن يتراجع بايدن عن الكثير من قرارات ترامب.
وأكد الرئيس المنتخب معارضته للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية، متماشيا مع الإجماع الدولي الذي يعتبرها مخالفة للقانون الدولي.
ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة بار إيلان الإسرائيلية إيتان جلبوع، إن المسؤولين الإسرائيليين قلقون من تأثير منتقدي إسرائيل في الحزب الديموقراطي على إدارة بايدن.
وقال جلبوع إن "الفرع التقدمي الراديكالي للحزب الديمقراطي" هو "معاد لإسرائيل" ويزداد قوة، مضيفا "لا نعرف حتى الآن مدى تأثيرهم على صنع السياسة".
ووصف السناتور عن ولاية فرمونت بيرني ساندرز المرشح لمنصب وزاري محتمل ، نتنياهو بأنه "عنصري رجعي".
