EN 
"مبقتش عارف احميكم ولااعيشكم مستورين في شقة " هذة كانت اخر كلمات رامى أبو المعاطى 45 سنة سنة نجار موبيليا وعاطل عن العمل بدمياط ، قبل اقدامه على الانتحار من فوق كوبري دمياط العلوى ، موجها حديثه لزوجته وابنائه قبل ان يتركهم فجأة ويقفز في نهر النيل محاولا الانتحار الا ان قوات الانقاذ النهرى والتى كانت بالفعل قريبة من مكان الحادث تمكنوا من انقاذه ونقله الى مستشفي التخصصي بدمياط لاسعافه.
البداية ، يتجسد في مشهد اسرة مكونة من اب وام وطفلين يسيرون اعلى كوبري دمياط العلوى مطرودين من خمسة ايام من احدى الشقق السكنية الايجار نظرا لتعثرهم دفعه وما من مالك الشقة الا ان طردهم خارجها وظلوا بالشارع خمسة ايام دون ان يكون لهم مأوى يحميهم كاسرة فقدت مدخل رزقها بسبب ضيق الحال منذ أزمة كورونا وتدهور صناعه الاثاث بدمياط وغلق الكثير من ورش صناعه الاثاث ورب تلك الاسرة يعمل نجار موبيليا وعاطل عن العمل منذ مايقرب من عام.
يسير الاب بجانب اسرته لايعلم وجهته الى اين الا انه يحمل الكثير من الهموم داخله وعلى عاتقه توفير مسكن لاسرته التى تم طردها في الشارع فيقول رامى ابوالمعاطى " انه سار هو واسرته في شوارع دمياط على مدار خمسة ايام وكانوا ينامون في الحدائق العامة والشوارع فلا يوجد مأوى لهم وضاق به الحال وحاول ان يستلف اى مبلغ من المقربين منه لدفع جزء من ايجار الشقة والابقاء عليهم بها الا ان سوء الاحوال المادية التى تعم الجميع جعلت كل الابواب تغلق في وجهه ولم يجد سوى الفكرة الشيطانية وهو الانتحار للتخلص من همومه وتخفيف العبء عن زوجته وقتها لم يفكر سوى في انه عاجز عن حماية اسرته واطفاله وتوفير سكن لهم.
تابع " هو يعلم ان الانتحار معصية كبري ولكن ضيق الحال وعجزه عن حماية اسرته من النوم في الشارع جعلته لايفكر في شيء سوى انهم يتركهم ليخفف الحمل عنهم وهو نادم كثيرا عما فكر ونفذه.
يشير ان لديه طفلين وهما عبد الرحمن 11 سنه ياسين 9 سنوات من حقهما العيش بشكل ادمى وهو توفير سكن بسيط لهما ولقمة عيش فاغلب ورش الموبيليا من فترة تم غلقها واغلب النجارين ومن يعملون بصناعه الاثاث بدمياط لايعملون ولايستطيعون الحصول على قوت رزقهم ورزق اولادهم بل إن الكثير اصبح بلاعمل بالفعل.
وفور انقاذه من قبل قوات الانقاذ النهرى وانتشرت صور انقاذه على صفحات التواصل الاجتماعى "الفيس بوك" وسارع الكثير من رجال الخير والجمعيات الخيرية لتقديم المساعدة له ولاسرته بتوفير سكن وعمل وهو ما تم بالفعل حيث تم توفير وحدة سكنية بنظام الايجار وقامت احدى الجمعيات بالتكفل بدفع الايجار وكذلك تجهيز الشقة وفرشها كما تطوع اخرون بتوفير عمل دائم له بديلا عن عمله الذى فقده .
كما تابعت الدكتورة منال عوض محافظ دمياط، حالة المواطن بعد انقاذه من الانتحار حيث وجهت المحافظ تعليماتها الى مديرية التضامن الاجتماعي بالتدخل فورًا وتقديم كافة أوجه الإغاثة العاجلة و الرعاية الكاملة له وكذا حصر احتياجات أسرته، إذ أكدت أنه وبتضافر الجهود مع المجتمع المدني تم تدبير مبالغ مالية و شقة سكنية مدفوعة الإيجار تم تجهيزها بالأثاث والفرش والأجهزة وأيضًا مواد غذائية وبطاطين و مراتب ، حيث كما أكدت الدكتورة منال عوض على المديرية استمرار متابعة الحالة الاجتماعية والنفسية وتوفير المساعده له ولأسرته.
أقرأيضا:
