الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماذا يحدث للمولود عند ترديد الأذان في أذنه؟.. 3 أسرار لا يعرفها الكثيرون

مولود
مولود

حكم الأذان في أذن المولود ..  يسن الأذان في أذان المولود وثبت هذا في السنة النبوية، وذلك في حديث أبي رافع رضي الله عنه قال: (رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَذَّنَ فِي أُذُنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ حِينَ وَلَدَتْهُ فَاطِمَةُ بِالصَّلَاةِ) رواه الترمذي (رقم/1514) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وصححه النووي في "المجموع" (9/348)، وقد رويت هذه السنة أيضا من فعل السلف الصالح، كعمر بن عبد العزيز رحمه الله، كما في "مصنف عبد الرزاق" (4/336).

 

دلت السنة الصحيحة على استحباب الأذان في أذن المولود، ولذلك نص فقهاء الشافعية على استحباب الأذان في أذن المولود، ووافقهم الحنابلة، ونقله الحنفية عن مذهب الشافعية، ثم قال ابن عابدين رحمه الله: "ولا بعد فيه عندنا؛ لأن ما صح فيه الخبر بلا معارض فهو مذهب للمجتهد وإن لم ينص عليه، لما قدمنا عن الحافظ ابن عبد البر والعارف الشعراني عن كل من الأئمة الأربعة أنه قال: إذا صح الحديث فهو مذهبي، على أنه في فضائل الأعمال يجوز العمل بالحديث الضعيف".

 

ماذا يحدث للمولود بعد الأذان في أذنه

 

ذكر العلماء أقوالا في أسرار التأذين والإقامة في أذن المولود، منها:

 

أولا: "وسرُّ التأذين - والله أعلم - أن يكون أول ما يقرَع سمع الإنسان كلمات النداء العلويِّ المُتضمِّنة لكبرياء الرب وعظمته، والشهادة التي أول ما يَدخُل بها في الإسلام فكان ذلك كالتلقينِ له شعارَ الإسلام عند دخوله إلى الدنيا، كما يُلقَّن كلمة التوحيد عند خروجه منها، وغير مُستنكر وصول أثَر التأذين إلى قلبِه وتأثيره به، وإن لم يَشعُر، مع ما في ذلك من فائدة أخرى، وهي: هروب الشيطانِ من كلمات الأذان، وهو كان يرصده حتى يولَد فيُقارنه للمحنة التي قدَّرها الله وشاءها، فيسمع شيطانه ما يُضعِفه ويَغيظه أول أوقات تعلُّقه به.

 

وفيه معنًى آخر: وهو أن تكونَ دعوته إلى الله وإلى عبادته سابقةً على دعوةِ الشيطان، كما كانت فطرةُ الله التي فُطرَ عليها سابقةً على تغيير الشيطان لها ونقله عنها ولغير ذلك من الحِكَم"

 

ثانيا قيل: "الأذان من شعائر الإسلام، وأعلام الدِّين المحمدي، ثم لا بد من تخصيص المولود بذلك الأذان، ولا يكون إلا أن يُصوَّت به في أذنه، وأيضًا فقد علمتَ أنَّ مِن خاصية الأذان أن يفرَّ منه الشيطان، والشيطان يُؤذي الولد في أول نشأته".

 

ثالثا قيل: "ومِن حكمة الأذان أيضًا أن الرأس بالنسبة إلى الإنسان هي مُستودَع الحواسِّ التي تتحكَّم في كيانِ المولود نفسيًّا وجسديًّا مِن سَمعٍ وبصر، وشم وذوق، وحين يكون الأذان بمضمونه من التكبير والتوحيد أول ما يَطرُق السمع، مع أن الوليدَ في تلك الفترة لا يُدرك شيئًا، فإن واعيتَه تَحتفِظ بالنَّبرات والتقطيعات؛ فانسكابُها كالماء الصافي الرقراق في الآذان يُوافِق الفطرةَ كل الموافَقة، ويسدُّ على النفس مآرب الشرك، ويَحميها منه

الأذان في أذن المولود 

 إن الأصل في الأذان أنه قد شرع للإعلام بالصلاة، إلا أنه قد يُسَن في غير الصلاة تبركًا واستئناسًا أو إزالةً لهمٍّ طارئ وغير ذلك من المقاصد الحسنة؛ فيُسن الأذان مثلًا في أذن المولود حين يولد؛ لحديث أبي رَافِعٍ رضي الله عنه قَالَ "رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَذَّنَ فِي أُذُنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ حِينَ وَلَدَتْهُ فَاطِمَةُ بِالصَّلاةِ" أخرجه الترمذي في "سننه" وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.



وذكر الإمام ابن القيم في كتاب "تحفة المودود بأحكام المولود" حتى يكون أول ما يطرق سمعه هذه الكلمات التي فيها تعظيم الله وتكبيره والشهادة له سبحانه بالوحدانية ولنبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة، ولأن الأذان يطرد الشيطان.

كما يسن الأذان في أُذنِ المهموم فإنه يزيل الهمَّ، وخلف المسافر، ووقت الحريق، وعند مزدحم الجيش، وشرع الأذان لإذهاب الخوف وعند الضلال في السفر، وللمصروع ، وعند إنزال الميت القبر.

 

فضل الأذان والمؤذنين

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ -أي: الأذان- وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ -من الفضيلة- ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لَاسْتَهَمُوا -أي: لاقترعوا-، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ -التبكير للصلاة- لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ -العشاء- وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا. -الحبو أن يمشي على يديه وركبتيه-" رواه البخاري ومسلم.

وعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: «إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ، وَالْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ مَدَّ صَوْتِهِ، وَيُصَدِّقُهُ مَنْ سَمِعَهُ مِنْ رَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ صَلَّى مَعَهُ» رواه أحمد والنسائي، ومعنى قَوْله: "وَيُصَدِّقهُ مَنْ سَمِعَهُ"، أَيْ: يَشْهَد لَهُ يَوْم الْقِيَامَة، أَوْ: يُصَدِّقهُ يَوْم يَسْمَع وَيُكْتَب لَهُ أَجْر تَصْدِيقهمْ بِالْحَقِّ.

 

ودعا النبي -صلى الله عليه وسلم- للمؤذنين والأئمة، ففيما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «الْإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، اللَّهُمَّ أَرْشِدْ الْأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ» رواه أبو داود والترمذي، ومعنى أن الإمام ضامن، أي: الإمام يحفظ على القوم صلاتَهم، والمؤذن أمينٌ على مواقيت صلاتهم.

ماذا يحدث للمؤذن يوم القيامة 
وروى مسلم في صحيحه أن الْمُؤَذِّنَ جَاءَ إِلَى مُعَاوِيَةَ -رضي الله عنه- يَدْعُوهُ إِلَى الصَّلَاةِ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «الْمُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» قيل: المعنى: إذا ألجم الناسَ العرقُ يوم القيامة طالت أعناق المؤذنين لئلا ينالهم ذلك الكرب والعرق.وعَنْ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «مَنْ أَذَّنَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَكُتِبَ لَهُ بِتَأْذِينِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ سِتُّونَ حَسَنَةً، وَلِكُلِّ إِقَامَةٍ ثَلَاثُونَ حَسَنَةً» رواه ابن ماجة والبيهقي.

وعن عبد الله بن أبي أوفى -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله: «إن خيارَ عِباد اللهِ الذين يُراعُونَ الشّمسَ والقمرَ والنُّجومَ والأظلّةَ لذكر الله عزّ وجل" رواه الطبراني في الدعاء، والحاكم، وقال الألباني: صحيح لغيره. والمعنى أن المؤذنين خيار عباد الله، فهم الذين يرقبون الوقت للأذان.وعَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا كَانَ الرَّجُلُ بِأَرْضِ قِيٍّ -أي: قفر- فَحَانَتِ الصَّلَاةُ فَلْيَتَوَضَّأْ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ مَاءً فَلْيَتَيَمَّمْ، فَإِنْ أَقَامَ -أي: للصلاة- صَلَّى مَعَهُ مَلَكَاهُ، وَإِنْ أَذَّنَ وَأَقَامَ صَلَّى خَلْفَهُ مِنْ جُنُودِ اللَّهِ مَا لَا يُرَى طَرَفَاهُ" رواه عبد الرزاق.

 

وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "يَعْجَبُ رَبُّكُمْ مِنْ رَاعِي غَنَمٍ فِي رَأْسِ شَظِيَّةٍ بِجَبَلٍ يُؤَذِّنُ بِالصَّلَاةِ وَيُصَلِّي، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ الصَّلَاةَ يَخَافُ مِنِّي، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي وَأَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ" رواه أبو داود والنسائي. شَظِيَّةٍ بِجَبَلٍ، أي: القطعة المرتفعة من رأس الجبل.