الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معنى حديث النبي «حُبِّب إلي من الدنيا الطيب والنساء»

مصحف
مصحف

يفسر البعض خطأ حديث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: «حُبِّبَ إلي منَ الدُّنيا، النساءُ، والطِّيبُ، وجُعِلَ قرةُ عيني في الصلاةِ» رواه: أنس بن مالك.

 

شرح الحديث

كان النبي صلى الله عليه وسلم أعبد الناس وأتقاهم لله عز وجل؛ فلم يكن يحب من الدنيا إلا الطيب، فأحب أزواجه، وأحب الروائح الطيبة؛ من مسك وغيره، وحث عليه ورغب فيه، كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: "حبب إلي من الدنيا"، أي: نصيبي منها وما أتحصل عليه من متاعها: "النساء"، أي: زوجاته رضي الله عنهن، وهن من أولى من يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم: "خير متاع الدنيا المرأة الصالحة".

 

 "والطيب"، أي: العطور ونحوها مما يدهن به، "وجعل قرة عيني في الصلاة"، وهذا بيان لعظيم محبته لها؛ وذلك لما فيها من القرب من المولى عز وجل؛ فلا شيء يسعده ويدخل عليه السرور بمثل ما تدخل عليه الصلاة؛ فقرة العين يعبر بها عن المسرة ورؤية ما يحبه الإنسان.

 ما يستفاد من الحديث 

 

 وفي الحديث: الحث على التطيب بالروائح الطيبة. وفيه: بيان عظم قدر الصلاة عند النبي صلى الله عليه وسلم، وأنها ينبغي أن تكون الأولى عند كل مسلم

 

معنى حديث حبب إلي النساء

أكد الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن سيّدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يقدر النساء، لأنهم أقرب إلى الله. 


وأوضح الجندى، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع عبر فضائية "dmc"، اليوم الثلاثاء: "النبي صلى الله عليه وسلم، قال حبب إلى من دنياكم الطيب والنساء، وهو يقصد النساء بشكل عام أمك وأختك وبنتك وزوجتك وخالتك وعمتك".

 

وتابع: "النبي كان يقدر النساء لأنهن أقرب إلى الله في ضعفهن وتقواهن وإخلاصهن وتحملهن للأمانة وأقرب لقلب الرسول لأنهن من قمن بتربيته، النبي لم ير أباه قط، وإنما رأى أمه، وأرضتعه وربته النساء".


ومن جانبه، أكد الشيخ رمضان عبدالمعز الداعية الإسلامي، أن "النبي صلى الله عليه وسلم كفن فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طلب في قميصه، ومدد في قبرها، قبل أن ينزلها، وقال لم يكن بعد أبي طالب أبر بي منها، وتوسل النبي لربنا بالأنبياء من أجلها". 

 

حديث حبب إلي من دنياكم الطيب و النساء

 

أفاد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، بأن من الخطأ الذي يقع فيه البعض، رواية حديث النبي صلى الله عليه وسلم:«حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة»، بزيادة«ثلاثًة» بعد «حبب إليَ من الدنيا».

وأضاف «جمعة» عبر فيديو بثه على قناته على يوتيوب، أن هناك فرقًا بين الدنيا والحياة، مؤكدًا أن الأولى مذمومة بشهواتها وتقديمها على الدين والحياة الآخرة، وأن الحياة ليست كذلك، ولذلك حرم الله علينا الانتحار والفساد في الأرض.



وأوضح أن قوله تعالى: « وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ»، يعني أن الدار الآخرة هي دار الحياة الحقيقية، وأننا ننظر إلى الحياة الدنيا كمزرعة للآخرة نعبد فيها خالقنا، مشيرًا إلى أن من المشروع الدعاء بخير ما في الدنيا كما في قوله تعالى« وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُولَٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202)»البقرة.

ورد عضو هيئة كبار العلماء، على شبهة يطرحها بعض الملاحدة «بحسب تعبيره» يتهمون فيها النبي بأنه محب للنساء بما ذكره صلى الله عليه وسلم في الحديث المذكور، موضحًا أن الرسول أحب النساء زوجة وأمًا وأختًا وبنتًا وليس كما يفهمها هؤلاء.


ونوه بأن النبي - صلى الله عليه وسلم -  جاء في مجتمع يكره النساء والبنات ويكرههن ولا يستبشر بولادتهن وكان بعض العرب يدفنون البنات وهن حيات، كما حكى القرآن عن المجتمع الجاهلي بقوله تعالى: «وإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ(59)»النحل.

وأكمل أن كثيرًا من المشركين كانوا يتعجبون لحب النبي صلى الله عليه وسلم، لابنته فاطمة وتدليله لها، وكانوا يقولون له: دعها فإنها بنت، مشيرًا إلى أن النبي كان يتعجب من كلامهم، ويقول: «مالكم ومالي، زهرة أشمها».