EN 
تشهد مصر وبعض الدول العربية إضافة لعدة دولة أوروبية ارتفاعات غير مسبوق في درجات الحرارة، حيث سجلت بعض الدول درجات حرارة فوق المعدلات الطبيعية تخطت الـ 50 درجة مئوية مثل الكويت والعراق، متأثرة بظاهرة القبة الحرارية.
كارثة مناخية تهدد البشر
وسجلت درجات الحرارة أرقاما قياسية للصيف الثاني على التوالي، حيث كشف فريق بحثي أن موجات الحر الشديد تسببت بطرق مباشرة وغير مباشرة في وفاة حوالي 62 ألف شخص صيف العام الماضي.
وحدث ثلثا الوفيات بشكل خاص بسبب الموجات الحارة التي ضربت أوروبا بين 11 يوليو و14 أغسطس من العام الماضي، وكانت إيطاليا الدولة الأكثر تأثرا من حيث عدد الوفيات بالنسبة لعدد المواطنين، تلتها اليونان، ثم إسبانيا والبرتغال، وكانت هناك زيادة ملحوظة للغاية في معدل الوفيات في الفئات العمرية الأكبر سنا، خاصة من النساء.
ويشهد النصف الشمالي من الكرة الأرضية موجة قيظ وحرائق غابات استدعت إجلاء 1200 طفل من مخيمات صيفية قرب العاصمة اليونانية أثينا، في حين توقعت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن تشتد موجة الحرّ التي تؤثر على منطقة البحر المتوسط بحلول منتصف الأسبوع الجاري، حيث يشهد العالم درجات حرارة لم يعرف لها مثيلا من قبل.
ورجّحت المنظمة التابعة للأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني أن تستمر تلك الموجة حتى أغسطس القادم في بعض المناطق، مثل اليونان وتركيا، وقالت المنظمة إن مطلع يوليو الجاري كان الأسبوع الأشد حرارة على الإطلاق في كوكب الأرض، مشيرة إلى أن يونيو الماضي كان أعلى حرارة منه في أي عام آخر، أما السبب فهو "الاحتباس الحراري".
وتضرب موجة حرّ كبيرة نصف الكرة الأرضية الشمالي، من الولايات المتحدة إلى دول في شمال أفريقيا، وصولاً إلى دول أوروبية، وتستمر نحو اليابان والصين، ولم يسبق للسكان في بعض هذه الدول أن شهدوا درجات حرارة كهذه، ولا سيما في مناطق تُعرف بأنها ملجأ سياحي خلال فترة الصيف لاعتدال مناخها.
وكشف عضو المركز الإعلامي للهيئة العامة للأرصاد الجوية، الدكتورة منار غانم، إن حالة الطقس في مصر تتأثر بامتداد مرتفع جوي في طبقات الجو العليا (القبة الحرارية)، ما يعمل على زيادة فترات سطوع أشعة الشمس بشكل كبير.
وأضافت "غانم" أن ذلك بالإضافة إلى تأثرنا بمنخفض الهند الموسمي على سطح الأرض مع كتل هوائية معظمها قادمة من على البحر المتوسط، بالإضافة إلى ارتفاع في نسب الرطوبة خلال فترات النهار، فترتفع درجات الحرارة نتيجة لالتحام هذه المتغيرات مع بعضها البعض.
موعد انتهاء الموجة الحارة
وكشفت "غانم"، أن أعلى درجة حرارة ستسجلها مصر هي 45 درجة مئوية، وتكون في مدن جنوب الصعيد، مؤكده أن درجات الحرارة في مصر لن تصل لـ 50 و55 مثل باقي الدول، بفضل مرور هذه الكتل الحرارية على البحر المتوسط.
وتعد القبة الحرارية عبارة عن امتداد لمرتفع جوي في طبقات الجو العليا أي على ارتفاع من 5 إلـ 6 كم من سطح الأرض، وهو مرتفع جوي على شكل القبة، ويحبس كمية كبيرة من الرطوبة على بعد قريب من سطح الأرض، يصاحبه ارتفاع كبير في درجات الحرارة، وكانت أخر مرة ضربت هذه الظاهرة فيها الوطن العربي منذ 120 عامًا.
وعن موعد انتهاء الموجة الحارة، صرحت بأن هذه الموجة الحارة قد بدأت منذ يوم السبت 15 يوليو وتستمر على مدار هذا الأسبوع وحتى يوم الجمعة المقبل، وبدءٍا من يوم السبت تعود درجات الحرارة حول المعدلات الطبيعية لها في مثل هذا الوقت من العام.
وقدم طبيب ألماني كبير العديد من النصائح المهمة للحد من الآثار السلبية لارتفاع درجات الحرارة على مستوى الكثير من بلدان العالم، خاصة لمن يعملون خارج المكاتب أو الأماكن غير المكيفة خلال فصل الصيف.
وقال رئيس الاتحاد الألماني لأطباء خدمة الصحة العامة، يوهانس نيسن، في تصريحات لصحف شبكة "دويتشلاند" الألمانية الإعلامية الصادرة اليوم الثلاثاء "عندما يكون الجو حارا، يجب أن نسترشد بطريقة العمل المطبقة في دول الجنوب: الاستيقاظ مبكرا، والعمل بشكل منتج خلال ساعات الصباح، وأخذ قيلولة في الظهيرة، هو مفهوم يجب أن نتبناه في أشهر الصيف".
وأضاف "عندما يكون الجو حارا للغاية لا يكون الناس قادرين على الأداء كالمعتاد. قلة النوم بسبب غياب التبريد في الليل تؤدي أيضا إلى مشكلات في التركيز".
وأوصى نيسن بإرجاء متطلبات العمل المعقدة حتى الساعات الأولى من الصباح، وقال: "هناك أيضا حاجة إلى عدد كافٍ من المراوح وارتداء ملابس خفيفة، حتى لو كانت قواعد الزي في المكتب لا تسمح بذلك".
وأكد ضرورة شرب الكثير من السوائل وتناول أطعمة خفيفة بكميات أصغر وترطيب الجسم من خلال "حمام بارد للقدم تحت المكتب سيكون طريقة أخرى للتبريد خلال العمل من المنزل".
