اهتمام كبير من الرئيس عبد الفتاح السيسي بتنمية وتعمير سيناء من خلال تنفيذ مشروعات خدمية وتنموية بمختلف القطاعات، وتعمل الدولة المصرية على إعادة فكرة مد خط سكك حديدية جديد يربط بين العريش وطابا وشرق بورسعيد لتسهيل نقل البضائع.

ممر العريش - طابا
كشفت الدولة المصرية عن تطورات ممر العريش - طابا اللوجيستي، ضمن العمل على تدشين خط "التجارة العربي"، وذلك بالتعاون مع كل من الأردن والعراق، عن طريق الموانئ المصرية.
قال وزير النقل الفريق مهندس كامل الوزير إن الممر اللوجيستي العريش – طابا هو ممر تنمية جديد يساهم في تحقيق التنمية الشاملة في سيناء وله عوائد اقتصادية عديدة وسيخدم اهالي شمال ووسط وجنوب سيناء.
جاء ذلك خلال الجولة التفقدية التي قام بها الوزير لمواقع العمل في مشروع إعادة تأهيل وتطوير خط السكة الحديد الفردان – بئر العبد بطول 100 كم (يتم تجديد مسافات متفرقة بطول 22 كم وإعادة تأهيل مسافة 64 كم، حيث يتم رفع السكة الحالية وإعادة تأهيل الجسر ووضع قطاع تزليط جديد وإعادة تركيب السكة مرة أخرى وإعادة تركيب سكة التي سبق سرقتها أثناء فترة الانفلات الأمني بطول إجمالي 14 كم.
ويتم هذا المشروع تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بجعل مصر مركزا عالميا للتجارة واللوجستيات، وفي إطار متابعة أحد تنفيذ أهم الممرات اللوجيستية الجاري انشائها لتنفيذ التوجيهات الرئاسية وهو ممر العريش – طابا اللوجيستي الذي يبدأ من ميناء العريش البحري حتى منفذ طابا البري ويربط بينهما خط سكك حديد العريش/ طابا، وهو امتداد لخط الفردان/ بئر العبد/ العريش مروراُ بمنطقة الصناعات الثقيلة في وسط سيناء.
كما تفقد وزير النقل خط سكة الحديد من بالوظة حتى ميناء شرق بورسعيد بطول 44 كم (يتم إحلال وتجديد الجزء الموجود بهذا القطاع بطول حوالي 24 كم من غربلة بازلت ودك السكة)، بالإضافة إلى إنشاء جسور جديدة وتركيب سكة جديد بطول 20 كم وصولا إلى ميناء شرق بورسعيد بهدف ربط ميناء شرق بورسعيد بخطوط شبكة السكة الحديد لتعظيم نقل البضائع عن طريق النقل السككي).
وتأتي هذه الجولة في إطار متابعة مشروع إعادة تأهيل وتطوير وإنشاء خط الفردان/ شرق بورسعيد/ بئر العبد/ العريش/ طابا البالغ إجمالي أطواله حوالي 500 كم، حيث اطلع الوزير على التقدم في معدلات انشاء خط بئر العبد العريش بطول 81 وكذلك إنشاء خط العريش/ النخل/ التمد/ طابا بطول 275 كم.
كما تابع وزير النقل تقدم العمل في تجديد واستعادة كفاءة المحطات، حيث أنهت الشركة القابضة للطرق والكباري التابعة لوزارة النقل أعمال تجديد محطة بئر العبد خلال 45 يوما وجارٍ العمل لاستعادة كفاءة وتجديد المحطات الأخرى مثل القنطرة شرق وجلبانة ورمانة وبالوظة، كما سيتم إنشاء محطة جديدة في العريش.

نقل الركاب والبضائع
وتابع الوزير تقدم أعمال إنشاء كوبرى معدني جديد بمنطقة الفردان وأعمال إعادة تأهيل الكوبري القائم ”كوبري الفردان“ كوبري معدني بطول 640 مترا، حيث يتكون من جزأين يمر أعلى قناة السويس وتم الانتهاء من إنشائه فى 2001 وهو يربط خطوط السكك الحديد غرب قناة السويس بسيناء، لتعظيم التنميه بشبه جزيرة سيناء وزيادة معدل نقل الركاب والبضائع بين الوادى وسيناء.
وتتضمن الأعمال إنشاء كوبري معدني جديد مزدوج على قناة السويس الجديدة مكون من جزأين كل جزء بطول 320 مترًا وأعمال إعادة تأهيل وازدواج خط السكة الحديد أعلى الكوبرى القائم وأعمال إنشاء خطوط سكك حديدية لربط الكوبريين فى الجزيرة الفاصلة بين القناتين وربط الكوبرى غرب القناه بخط بنها بورسعيد وشرق القناه بخط الفردان رفح وانشاء برج اشارات شرق قناة السويس وانشاء سحارات اسفل قناة السويس لمد خطوط الشبكات (مياه – كهرباء – إشارات) وانشاء منطقة إدارية شرق قناة السويس الجديدة.
وشدد الفريق مهندس كامل الوزير على تكثيف الأعمال لسرعة الانتهاء من المشروع وفقا للجدول المخطط.
وفي تصريحات صحفية على هامش جولته صرح الوزير: "تم متابعة أحد أهم المكونات الرئيسية للممر للمر اللوجيستي العريش/ طابا وهو مشروع إعادة تأهيل وتطوير وإنشاء خط سكة حديد الفردان/ شرق بورسعيد/ بئر العبد/ العريش/ طابا بطول إجمالي حوالي 500 كم، حيث سيخدم هذا الخط نقل الركاب والبضائع، وسيخدم التجمعات السكنية والصناعية والتعدينية بسيناء عن طريق ربط المصانع بوصلات سكك حديدية ثم التصدير عبر ميناء العريش وطابا الى الخارج، حيث يرتبط هذا الخط مع شبكة السكك الحديدية بأنحاء الجمهورية".
وفي إطار خطة الحكومة المصرية لتنمية سيناء وخطة وزارة النقل لرفع كفاءة طرق شمال ووسط سيناء ومن أهمها طريق القنطرة شرق العريش المزدوج بطول 170 كم، تفقد وزير النقل أعمال رفع كفاءة وتوسعة المسافة من القنطرة شرق حتى بالوظه بطول 19 كم، الذي يتم تنفيذه ضمن المبادرة الرئاسية حياه كريمة بتكلفة 153.6 مليون جنيه، ورافقه اللواء حسام الدين مصطفى رئيس الهيئة العامة للطرق والكباري وقيادات الهيئة.
وأوضح وزير النقل أن سيتم إضافة حارة ثالثة باتجاه القنطرة شرق، كما تابع أثناء جولته أعمال رفع الكفاءة بتقنية إعادة تدوير طبقات الرصف (FDR) في المسافة من كمين بئر العبد حتى كمين بالوظة بطول حوالي 52 كيلو متر في اتجاه القنطرة شرق بتكلفة 300 مليون جنيه.
في إطار الخطة الشاملة لتطوير شبكة الطرق في شمال سيناء تنفذ وزارة النقل خطة صيانة دورية لحماية الطرق من العوامل الجوية (السيول – تحرك الكثبان الرملية).
وتعمل مصر على إعادة فكرة مد خط سكك حديدية جديد يربط بين العريش وطابا وشرق بورسعيد، وسوف يساعد في تسهيل عمليات نقل البضائع.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور عبد الله أبوخضرة، أستاذ الطرق والنقل بجامعة بني سويف، إن الحكومة تسعى لجعل مصر مركزا عالميا للتجارة واللوجستيات، من خلال خلق ممرات لوجستية تنموية متكاملة لربط مناطق الإنتاج بالمواني البحرية بوسائل نقل نظيفة وسريعة وآمنة مرورا بالموانئ الجافة والمناطق اللوجستية.

ربط مناطق الإنتاج
وأضاف أبوخضرة ـ في تصريحات له، أن ممر العريش طابا التنموي المتكامل والذي يجعل مصر مركزا عالميا للتجارة مما له من أهمية لوجستية، موضحاً أن الممر يبدأ من ميناء العريش البحري على البحر متوسط والذي يصل بين القارات أوروبا وآسيا وأفريقيا ويمتد الممر حتى منفذ طابا البري ويربط بينهما خط سكة حديد (العريش / طابا) وهو امتداد لخط (الفردان / بئر العبد / العريش) وصولا لميناء شرق بورسعيد وأنفاق بورسعيد للربط بشرق وغرب القناة.
وأوضح أن الممر سيسهم في ربط مناطق الإنتاج الصناعية والزراعية والتعدينية والخدمية بالمواني البحرية بوسائل نقل سريعة ونظيفة وآمنة مرورا بالمواني الجافة والمناطق اللوجستية، وسيتم امتداده باتجاه الشرق إلى الأردن والعراق بوصفه جزءا من طريق النقل العربي الذي سيخدم حركة التجارة إلى الأردن والعراق ودول الخليج وإلى الدول العربية الإفريقية.
وتابع: ممر العريش طابا التنموي له عوائد اقتصادية عديدة، ويخدم أهالي شمال ووسط وجنوب سيناء، إذ يعتبر ممر تنمية جديد، سيخدم المناطق الصناعية عن طريق ربط المصانع بوصلات سكك حديدية ثم التصدير عبر ميناء العريش وطابا إلى الخارج.
واختتم: ويرتبط هذا الخط مع شبكة السكك الحديدة بجميع أنحاء الجمهورية وهو مما يعمل على توفير آلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة وجذب المستثمرين وعمل أحياء لسيناء عن طريق كوبري الفردان وربطها بباقي الجمهورية مما يعمل على طرد الإرهاب والقضاء على أي أطماع خارجية بسيناء.
ومن جانبه، قال الخبير الاقتصادي محمد أنيس، إن الممر التنموي يأتي في إطار رؤية شاملة للتخطيط اللوجستي في مصر خلال المرحلة المقبلة، ما يعني تكامل كافة الحلول اللوجستية التي تجعل من مصر مركز دعم وتجميع لوجستي لمنطقة التجارة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأوضح أنيس ـ في تصريحات له، أن الممر يساعد على التنمية الشاملة لشبه جزيرة سيناء، بحيث يمكن إقامة تجمعات سكانية كبيرة على طول الخط، إضافة لاتصاله بخط النقل العربي مع الأردن والعراق.
وتابع "يمكن نقل البضائع للأردن والعراق عبر الخط الجديد، بحيث يكون النافذة الأكبر للدولتين على البحر المتوسط".
وتابع" إنشاء المنطقة الاقتصادية بقناة السويس، وتطوير القناة وتوسيعها، وإنشاء الخط الجديد من طابا للعريش، يغلق كافة الفرص لصناعة أي بدائل خارج الأراضي المصرية".
ويرى أن الربط بين مصر والأردن والعراق يمكن تمديده مع دول أخرى، مع تطوير ميناء العريش حاليا، ليصبح رئيسيا، فضلا عن خدمة الخط الجديد للتجمعات الصناعية القائمة في سيناء، ويساعد في توسعها بشكل أكبر.
