تشهد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر موجة من القضايا المثيرة للجدل، نتيجة تصرفات بعض الشباب الذين يسعون للانتشار والشهرة بأي ثمن، أو تحقيق أرباح مالية بطرق غير قانونية. وفي هذا الإطار، تمكنت أجهزة الأمن مؤخرًا من ضبط حالتين أثارتا الرأي العام، تكشفان حجم الاستغلال والإهمال الأخلاقي في استخدام منصات التواصل.
أولى القضايا: استغلال شاب لشقيقه ذوي الاحتياجات الخاصة
في الواقعة الأولى، كشفت تحريات قطاع الأمن العام عن قيام شاب بإنشاء حساب على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نشر محتوى غير لائق يظهر فيه برفقة شقيقه من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأوضح المتهم خلال التحقيقات أنه كان يسعى لرفع نسب المشاهدة وجذب المتابعين، وبالتالي تحقيق أرباح مالية من الإعلانات، دون أي وعي بتأثير المحتوى على المجتمع أو على شقيقه.
وبعد رصد الحساب وتتبع نشاطاته، تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد مكان إقامة الشابين والقبض عليهما بدائرة قسم شرطة المنيرة الغربية بالجيزة.
وتشير التحقيقات إلى أن المحتوى الذي تم نشره تضمن ممارسات غير أخلاقية واستغلالًا واضحًا لشخص ضعيف، مما دفع السلطات لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتهمين، تمهيدًا لإحالتهم للنيابة العامة.
ثاني القضايا: "أنا شهاب من عند الجمعية"
وفي واقعة ثانية، أثارت قضية طفل سائق توك توك يُعرف إعلاميًا باسم "شهاب من عند الجمعية" جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن تورط في سلسلة من الأفعال المخالفة للقانون.
فقد اعتدى الطفل على قائد سيارة ملاكي، ووجه له ألفاظًا خارجة أثناء قيادته للتوك توك بطريقة تهدد سلامة الآخرين، مرفقة بعبارة شهيرة تداولها رواد الإنترنت: "أنا شهاب من عند الجمعية".
وفي ضوء هذه التصرفات، أصدرت محكمة مستأنف الطفل حكمًا بإيداعه إحدى دور الرعاية لحين بلوغه سن 18 عامًا، بعدما كانت محكمة الطفل بدرجة أولى قد حكمت عليه بالسجن لمدة عامين مع الإيداع.
قائمة التهم الموجهة لـ"شهاب من عند الجمعية"
بحسب ما أوضح محامي القضية، شملت التهم الموجهة إلى الطفل ما يلي:
- البلطجة وترويع المواطنين في الشوارع العامة.
- حيازة أداة حادة "مفك" واستخدامها في تهديد الآخرين.
- تعطيل حركة المرور وقيادة التوك توك بدون ترخيص رسمي.
- إتلاف ممتلكات الغير، بما في ذلك تحطيم سيارة المجني عليه.
- توجيه سب وقذف للمواطنين بألفاظ خارجة ومهينة.
دور الأمن الاجتماعي
تعكس هاتان القضيتان حجم التحديات التي تواجهها أجهزة الأمن في مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يسعى بعض الشباب لاستغلال المنصات الإلكترونية لمكاسب شخصية على حساب القيم والأخلاق، كما تؤكد هذه الوقائع ضرورة تعزيز الوعي لدى الأسر والشباب حول مخاطر استخدام السوشيال ميديا بشكل غير مسؤول، وضمان حماية الفئات الضعيفة من الاستغلال.