كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، في تقرير نشرته الثلاثاء، أن الولايات المتحدة أبلغت قطر مسبقًا بنوايا إسرائيلية لتنفيذ هجوم استهدف قيادات فلسطينية على أراضيها.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن هذا الإخطار جاء قبل الضربة الجوية التي نفذتها مقاتلات إسرائيلية ضد مبنى في العاصمة القطرية الدوحة، كان يضم اجتماعًا لقيادات حركة حماس لمناقشة المقترح الأمريكي الخاص بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
تفاصيل الإخطار
بحسب الصحيفة، فإن إسرائيل أبلغت واشنطن بنيتها استهداف الاجتماع في الدوحة، وهو ما دفع الأخيرة إلى نقل المعلومة إلى الحكومة القطرية قبل ساعات من التنفيذ.
ولم تكشف الصحيفة تفاصيل إضافية حول طبيعة الرد القطري على هذا الإخطار، غير أن السلطات في الدوحة سارعت بعد الاستهداف إلى فرض طوق أمني مشدد حول المبنى المستهدف ومنع المدنيين من الاقتراب أو التصوير.
خلفية العملية
الهجوم، الذي أسفر عن انهيار جزئي للمبنى المستهدف بحسب مشاهد بثتها وكالات أنباء عالمية، يأتي ضمن سلسلة من الضربات التي تنفذها إسرائيل خارج نطاق غزة، مستهدفة قيادات من حماس في محاولات لوصفها بأنها "توسيع لنطاق العمليات" ضد الحركة.
ووفق "وول ستريت جورنال"، فإن هذه الاستراتيجية تهدف إلى تقويض قدرة الحركة على التفاوض، عبر ضرب مواقع قياداتها حتى في الدول التي تضطلع بدور الوساطة.
ردود الفعل العربية والدولية
أثار القصف الإسرائيلي على الدوحة موجة إدانات عربية واسعة. فقد وصفت مصر الهجوم بأنه "سابقة خطيرة واعتداء مباشر على سيادة قطر"، بينما أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في اتصال هاتفي مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وقوف المملكة الكامل إلى جانب الدوحة.
أما البحرين فاعتبرت أن الاعتداء يشكل انتهاكًا صارخًا لمبادئ القانون الدولي، في حين شددت جامعة الدول العربية على أن السلوك الإسرائيلي "خارج على كل الأعراف والقوانين الدولية".
موقف حساس
ويعكس إخطار واشنطن للدوحة قبل تنفيذ الهجوم يعكس مزيجًا من الاعتبارات الأمنية والدبلوماسية؛ فمن جهة، تسعى الولايات المتحدة إلى الحفاظ على شفافيتها مع شريك رئيسي مثل قطر، ومن جهة أخرى، تضع نفسها في موقف حساس كونها تضطلع بدور الوسيط مع مصر في جهود وقف إطلاق النار.
كما أن نقل هذه المعلومة يثير تساؤلات حول مدى علم قطر المسبق بتوقيت العملية، وما إذا كان ذلك قد أثّر على مسار الاجتماع المستهدف.
مستقبل الوساطة
يُتوقع أن يعقّد هذا التطور مسار الوساطة القطرية، حيث إن استهداف العاصمة الدوحة مباشرة يمثل رسالة سياسية تتجاوز البعد العسكري.
فبينما تسعى إسرائيل إلى الضغط على حماس من خلال ضرب قياداتها، فإنها في الوقت نفسه توجه ضربة معنوية لدور الوساطة الذي تقوده قطر.
ويخشى محللون أن يؤدي هذا الحدث إلى تقويض الثقة في العملية التفاوضية، وربما دفع الأطراف المعنية إلى إعادة تقييم أدوار الوسطاء في المرحلة المقبلة.