الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"لحظات الغضب القاسية"

صدى البلد

مصطفى – القاهرة
عمرى 39 عاماً متزوج ووهبنى الله ولدا وبنت وأعمل بإحدى شركات البترول، مشكلتى العصبية الشديدة، التى تصل فى أحيان كثيرة أن أفقد كل شىء، خسرت الكثير من الناس الذين كانوا شيئا مهما فى حياتى، حتى فى عملى فلا أتحمل كلمة تغضبنى من المدير أو أى شخص وتجدنى فجأة تحولت إلى شخص آخر غصبا عنى، وكثير من الأحيان ينتهى الأمر بالغلط والفاظ خارجة، ويحدث معى كثيرا عبر الهاتف مما خسرنى الكثير من الأصدقاء أو مكان عملى.
أما فى المنزل فالأمر أكثر صعوبة فالنقاش يتحول سريعا إلى مشاجرة، والأكثر من ذلك أننى أصل فى لحظات من العصبية إلى التعدى على زوجتى بالضرب، لا أعرف ما يصيبنى لحظات الغضب، لا أشعر بنفسى عند انفعالى، لا أفكر بعقلى أمام أى مشكلة، رغم أن كل من حولى يصفوننى بالطيبة والقلب الصافى وبالفعل أنا كذلك لا أحمل فى قلبى أى كره أو ضغينة لأى انسان، حتى أننى أجلس لأحاسب نفسى كثيرا عما فعلت، ولماذا أتحول إلى شخص آخر فى لحظات الغضب القاسية، فأننى سريع النسيان ولا تجدنى اتذكر حتى شخصا أساء إلى ولكن تجدنى ابتسم فى وجهه.
بعض الأحيان اقتنع أن من حولى يحاولون استفزازى دائما، حتى زوجتى تدفعنى خلال حوارنا إلى الجدال لدرجة تصل بى للاستفزاز، لماذا لا تحاول أن تمتص غضبى، ولماذا يحاول مديرى فى العمل التقليل من شأنى، هل أنا المخطئ دائما.
أشعر أننى الخاسر دائما، استحملت زوجتى الكثير ولولا حبها لى لتركتنى منذ فترة طويلة لكنها تعلم كم أحبها وأحب أولادى وأن كل ما أفعله خارجا عن إرادتى، لا أريد خسارة زوجتى أو عملى ولا أعرف كيف اسيطر على نفسى فى لحظات الغضب.
إلى صاحب الرسالة:

الطريق إلى حل أى مشكلة هو الاعتراف بوجودها، هذه البداية للنجاح، والعصبية والغضب الزائد هى مشاعر خلقها الله بداخلنا مثلها مثل أى مشاعر أخرى، ولكنها تختلف من شخص لآخر، وليس من المعقول ولن تستطيع أن تلغى هذا الاحساس نهائيا ولكن على الأقل يمكنك التحكم فيه، فالغضب لا يؤثر سوى على صاحبه ويصيبه بالآلام النفسية والصداع وآلام المعدة والضغط النفسى الدائم بشكل كبير يؤثر عليك أنت أولا ثم على من حولك وهناك بعض الإرشادات التى ستساعدك فى التحكم بعصبيتك الزائدة.
- إذا كنت بالمنزل وحدث خلاف مع زوجتك أو نقاش ربما سيتحول إلى مشكلة، فى هذه اللحظة عليك أن تترك المنزل عندما تشعر أن الغضب سيتملكك وأذهب إلى أى مكان تشعر فيه بالهدوء والراحة، أفعل أى شىء تشعر أنك ترتاح إليه فى تلك اللحظات.
- فكر جيدا فى المشكلة وهدئ من نفسك وعليك إعادة التفكير من جديد بشكل سليم ومنطقى وقم بترتيب أفكارك وفكر فى الحل وليس بالمشكلة وتذكر قوله تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
- بعد أن تهدأ وتشعر براحة النفس اتجه إلى بيتك وادخل منزلك وابتسم لزوجتك وأولادك، وعليك أن تدرك جيدا أن الزوجات يخونهن دائما التوقيت ولا ينتظرن الوقت المناسب للنقاش فى بعض الأمور، لذلك تحدث الكثير من الخلافات الدائمة، وعندما تشعر بذلك من زوجتك اطلب منها أن تغلق هذا الحوار على الأقل فى هذا التوقيت.
- تغاضى عن الأخطاء والتمس العذر دائما للناس فالتسامح نعمة وهبها الله لنا وهو طريقك للحياة السعيدة.

عليك أن تتسامح وأن تتغاضى، وأنت كما ذكرت غير قاسٍ بشهادة الغير، وربما ذلك دليل تسرعك حتى لو بطريقة غير مرغوبة، فإذا حدث حوار عبر الهاتف وشعرت أنك غير قادر على التحكم باعصابك أغلق المكالمة فورا واطلب من المتصل عدم الحديث فى هذا الوقت بسبب توترك، وأثناء المكالمة ابعد الهاتف عن أذنك وتنفس بعمق 4 مرات ثم أكمل الحديث وستشعر أن طاقة الانفعال قد هدأت وتستطيع استكمال الحوار بهدوء.
وفى عملك عندما تشعر أنك ستغضب وأصبحت غير قادر على التحمل أو المغادرة حاول بقدر المستطاع تقليل الكلام والرد فكلما قل الحديث قل الجدال وقلت المشاجرة وانحسرت الخسائر، وعليك أن تدرك فى علاقتك مع زوجتك أن الاحترام خطوة تسبق الحب آلاف الأميال.
عليك أن تبدأ من داخلك ولا تلوم طبيبك وتتهمه بعدم النجاح فى حالتك، فالحقيقة أنك أنت من ستستطيع التغلب على حالتك عليك الثقة من النجاح.
بقلم - دكتورة هبة الفايد استشارى الأمراض النفسية والعلاج بالطاقة