"فاينانشيال تايمز": حان الوقت لبحث التدخل "العسكري" بسوريا

اعتبرت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية أن الوقت قد حان ليؤخذ الخيار العسكري لحل الأزمة السورية بعين الاعتبار، مشيرة إلى أنه رغم الغضب الدولي العارم إزاء الأوضاع المتدهورة في سوريا لم يتزحزح الرئيس بشار الأسد عن موقفه الذي كان عليه قبل عام من التمسك بالسلطة.
وقالت الصحيفة البريطانية الصادرة اليوم الأربعاء إن مذبحة "الحولة" تجسد المأساة اليومية التي تعيشها سوريا منذ 14 شهرا وأثبتت فشل سياسة العالم في منع العنف في سوريا.
وأضافت "ليس من العدل أن يقال إن القوى الغربية لم تحاول وضع حد للأزمة السورية، وذلك باستخدام كل الوسائل الدبلوماسية المتاحة".
وتابعت "في الوقت الراهن تمنع روسيا أمريكا وأوروبا من اتخاذ أي إجراء دولي أكثر تشددا ضد سوريا بدعوى عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول غير أنها هى نفسها تتدخل في الشأن السوري ببيع الأسلحة إلى نظام يقتل شعبه".
ولفتت إلى أن كل الحجج ضد التدخل العسكري في سوريا مقنعة فالتدخل لن يكون أمرا يسيرا ولكن هناك طرقا لتأمين الشرعية الدولية والإقليمية وإنشاء "منطقة آمنة" محمية من قبل قوات حلف شمال الأطلنطي (ناتو) في إدلب بالقرب من الحدود التركية، وفي درعا بالقرب من الأردن وفي ذلك الوقت يمكن تجميع القوى الثورية الأكثر انضباطا.
إضافة إلى أن المنشقين البارزين سيجدون ملاذا آمنا لهم عندها فقط يمكن أن تحدث تصدعات خطيرة تؤذن بانهيار النظام.
وأضافت أن وكالات الاستخبارات الغربية تلقي باللوم على تنظيم القاعدة لشن هجمات بالقنابل في العاصمة السورية دمشق، والتي أضافت عنصرا جديدا خطيرا للصراع.
وفي ختام تعليقها، قالت الصحيفة "مما لاشك فيه أن التوصل إلى حل سلمي دبلوماسي في سوريا لا يزال هو الخيار المفضل، ولكن في حال كان من المستحيل تحقيقه، فإن سوريا ستواجه فترات طويلة من إراقة الدماء والصراع الطائفي الذي يهدد استقرار المنطقة".