في الساعات الأولى من مساء الخميس اصطحب "ايمن لطفي" - موظف - خطيبته إلى ساحة الحسين المضيئة بالانوار الزاهية حول المسجد العتيق، ليقضيان معا نزهة لطيفة بنهاية الأسبوع الشاق، عكف لطفي وخطيبته على الجلوس بأحد المقاهي الشهيرة، بجوار مسجد الحسين، وفور جلوسه تطلع إلى قائمة مقهى ليصدم من غلاء الأسعار التي قد تكلفه هو وخطيبته ما لا يقل عن 300 جنيه، للجلوس لتناول المشروبات لبضع ساعات.




يقف ماهر العامل الأربعيني أمام المقهى من الثالثة عصرًا حتى الواحدة صباحًا، لجذب الزبائن واجلاسهم وتنفيذ طلباتهم من مأكولات ومشروبات، بنشوة فرحة وانتصار على منافسيه في استقطاب أكبر عدد ممكن من الزبائن، "الرجل معدتش زي الاول والواحد بيقف من صباحية ربنا لحد بالليل عشان يلقط الزبائن وخصوصًا الأجانب والعرب عشان بقشيشهم حلو، وكلنا في الحسين بناكل عيش ومش بنقطع على بعض بس العامل الشاطر هو اللي بيعرف يجيب الزبون ويبسطه".




تستقل "صفية" واحفادها قطار او عربة من الصعيد يوم الخميس من كل شهر لزيارة أهل البيت والتبارك بهم والتنزه مع الأحفاد حامله صواني و حلل من الاطعمة وفرشها بالرصيف المجاور للحسين بعد انتهاء زيارتها لاهل البيت " انا بجي من الصعيد للحسين يوم خميس من كل شهر عشان ازوره واتبارك، وباخد العيال ومعانا الاكل ونقعد نفرش على الرصيف ونتفرج على الناس ونضحك ونهزر وبيبقى يوم جميل والجو حلو".

تعشق السيدة السبعينية رؤية مسجد الحسين والصلاة فيه من آن إلى اخر كما اعتادت منذ صغرها، وتحرص على ترسيخ هذا الأمر باحفادها ليظلوا يفعلون الشيء نفسه بعد رحيلها "حب اهل البيت ده لازم احفادي يتربوا عليه زي ما تربيت بالظبط، وبعودهم على زيارة الحسين من صغرهم عشان لما يكبروا يجوا يزوروا على طول بعد ما اموت ويترحموا عليه".

بالرغم من ضيق حال "صفية" إلا أنها تصر على الذهب إلى الحسين حين تسمح الظروف خاصة يوم الخميس كما عودها والدها وهي في صغرها "لما ما برحش الحسين فترة طويلة بحس بتعب نفسي وخنقة شديدة ولما اجي الحسين واصلي في المسجد برتاح ونفسيتي بتبقى احسن، وغير كده بنتفرج على الناس و الخواجات وناكل وننبسط احلى انبساط".

تنصرف السبعينية من الحسين للعودة إلى ديارها بالمنيا في العاشرة مساء لتلحق بالقطار، بعد قضاء ليلة الخميس في أجواء الحسين التي تتشدق بعبقه وفوح ابخرته الجميلة، بحسب وصفها.