من يمر بمنطقة الأزبكية بالقاهرة لابد وأن يذكر بيت الألفى ويعود بالذاكرة التاريخية لعام 1798 الذى حمل معنى جديدًا للأزبكية، ففي يوم 27 فبراير انتهى إنشاء أفخم قصور الأزبكية، أنشأه محمد بك الألفي، كبير المماليك، وجعله تحفة معمارية على الجهة الغربية من بركة الأزبكية.

شغلَ القصر مساحة
هائلة من شارع نجيب الريحاني إلى شارع الألفى طولاً، ويمتد إلى شارع عماد الدين، وتشغل
هذه المساحة الآن عدة عمارات فخمة ومازالت مساحة منهُ عبارة عن أرض فضاء.
واحتفلَ الألفي بسكن
هذا القصر، فبراير 1798، ومكثَ فيه 16 يومًا فقط وسافرَ إلى الشرقية لعدة شهور لمُتابعة
أعماله، وفي هذه الفترة دخلَ الفرنسيون القاهرة في يوليو، فاحتلوا القصر واتخذُه بونابرت
سكنًا له ومقرًا لقيادة الحملة الفرنسية.

ماتَ الألفي وعمره
55 عامًا، أما قصره الذي استمر مقرًا لقيادة الحملة الفرنسية فقد تسلق الشاب السوري،
سليمان الحلبي، أسواره ليقتل كليبر، خليفة بونابرت. ثُم تحول القصر إلى مقر للضيافة
ثُم إلى فندق كبير، وهو فندق شبرد، الذي احترقَ كاملاً في حريق القاهرة، 26 يناير
1952.


وهناك لعنة ما تصيب
من يسكن هذا البيت وقد أطلق عليه البيت المنحوس بالرغم من ثراء وفخامة مبناه إلا أنه
هناك قدر تعيس يصاب به كل من يسكنه فمنذ بناءه عام 1798 وحتى هدمه عام 1841 وقد تلاحقت
المصائب بساكنيه حتي عندما هدم وبنى فندق شبرد القديم حرق مبني الفندق بالكامل ويقع
المنزل في حي الساكت بالأزبكية وبتتبع سنوات تاريخ البيت يمكننا ملاحظة ذلك.
في سنة 1797 م شيده
محمد بك الألفي، ولم يهنأ به فقد فر للصعيد فور دخول الحملة الفرنسية لمصر
وفي سنة 1798 سكنه
نابليون بونابرت وفشلت حملته على مصر وخرج منها
وفي سنة 1800 سكنه
كليبر وقُتِل في حديقته
ومن سنة 1801 م لسنة
1806 ظل المنزل خاوياً على عروشه لم يسكنه أحد
وفي عام 1807 مات
صاحب البيت محمد بك الألفي
ومن سنة 1808 لسنة
1811 م سكنه شاهين الألفي وكان سكنه فيه متقطعاً حتى قُتِل في مذبحة القلعة .
ومن سنة 1811 م لسنة
1840 كان المنزل مخزناً للسلاح ثم معهداً دينيا .
وفي عام 1833 انتقل
القصر إلى محمد بك الدفتردار زوج نظلة ابنة محمد على الذى هدمه وبناها على الطراز العثمانى
ولكنه توفي في نفس العام
حتى جاء عام
1835 وأمر محمد على بتخصيص جزء من السراى لتكون أول مخزنا للآثار الفرعونية، وبعد
هذا القرار بعام، أصبح المنزل مقراً لمدرسة الألسن
وفي عام 1837 تحول
الجزء المتبقى ليكون ديوانا للمدارس
أما في عام 1845
منح محمد على القصر لابنته زينب هانم والتى تزوجت من كامل باشا والذى عرف الشارع باسمه
وفي عام 1849 باعت
الأميرة زينب الجناح الذى به مدرسة الألسن إلى شركة شبرد الإنجليزية
وفي عام 1841 م تحول المنزل إلى فندق بناه رجل الأعمال والرحالة الإنجليزي صمويل شبرد وحرق الفندق بالكامل في منتصف القرن الماضي .