EN
حدثنا في البداية عن مسيرتك الكروية
أنا حمدي محمد حسين نوح مواليد 23 فبراير 1955 في حي الجمالية، بدأت بلعب كرة الشراب حتى ذهبت للعب في فريق إسكو تحت 18 عامًا.. تمرنت مع كابتن شلش وكابتن حسني أبوزيد.. لعبت مع فريق تحت 18 عامًا، وتحت 21 عامًا، وفي الفريق الأول."
صعدنا للممتاز مع الشيخ طه إسماعيل، لعبنا موسمين وكنت أنافس على صدارة هدافي الدوري وذهبت للمنتخب المصري من بوابة نادي إسكو عام 1978 في الدورة الإفريقية بالجزائر، سجلت هدفين في مالاوي، ولعبت مباراة ليبيا الشهير، ثم حصلت على وسام الجمهورية من الدرجة الثانية من الرئيس محمد أنور السادات.
احك لنا قصة انتقالك لنادي المقاولون العرب وقصة عرض الأهلي
وبعد تلك الدورة ذهبت لنادي المقاولون العرب بأكثر من 100 ألف جنيه، كنت أغلى لاعب في تاريخ مصر، ونظير شرائي ، تكفل نادي المقاولون بإنشاء مدرجات لنادي إسكو، ومصبغة، ومركز تدريب.
عرض عليا الانتقال للنادي الأهلي، وكانت الاستغناءات في ذلك الوقت صعبة، لو كان لي نصيب أن أذهب للنادي الأهلي، كان من الممكن أن أذهب لنادي الأهلي ونادي الزمالك ، لكن المقاولون استطاع شرائي في الأخير، لذا ذهبت لنادي المقاولون، اشتراني عثمان أحمد عثمان، وبقيت مع المقاولون العرب 6 سنوات، فزنا ببطولة أفريقيالأبطال الكؤوس، ومن ثم انتقل للإسماعيليبعد مشكلة مع مايكل إيفرت مدرب المقاولون..أنهيت حياتي مع الإسماعيلي.
هل ظلمت مع المنتخب المصري بالنسبة لقلة عدد مبارياتك مع الفراعنة؟
لعبت 15 مباراة مع المنتخب المصري، وسجلت 7 أهداف.. سجلت هدفين في مالاوي وهدفين في اليونان وهدفا في الأردن وهدفا في الكاميرون، وهدفا في نادي ساوثهامبتون.
كان هناك العديد من اللاعبين الجيدين في ذلك الوقت.. ظلمت لقلة عدد مبارياتي مع المنتخب، لكن حب الناس كان الأهم.. أخذت وسام الدرجة الأولى بعد فوزي مع المقاولون ببطولة إفريقيا ، وهذا أمر لا يتكرر أن أفز بوسامين.
احك لنا عن حياتك التدريبية وكيف بدأت
بعد اعتزالي بدأت حياتي التدريبية في الإمارات، دربت نادي الجزيرة وقضيت فيه 3 سنوات، ومن ثم انتقلت لنادي العين وقضيت معه 9 سنوات.. لعب فريقي سنتين دون هزيمة، ليكرمني الشيخ محمد بن زايد ولي العهد وسمو الشيخ هزاع بن زايد، أود أن أشكرهما شكرًا كبيرًا، عائلة زايد تحب مصر بالكامل ونحن نحبهم .. وأخرجت مواهب كبيرة كعلي الوهيبي وشهاب أحمد ومازالا يتواصلان معي حتى اللحظة وهما بمثابة أولادي.
وبعد ذلك أرسلني نادي العين لفرنسا لدراسة تكوين اللاعب المحترف في أحد المراكز التدريبية في فرنسا، كانوا يعلمون الناشئين أساسيات الاحتراف، وهو الفارق بيننا وبينهم هنا في مصر.. يقومونبتأهيل اللاعب حتى يكون لاعبًا محترفًا ، يقومون بتقوية بعض الأشياء في اللاعب حتى يكون لاعبًا قويًا ورائعًا، وهو الأمر الذي ينقصنا هنا في مصر، باستثناء نادي المقاولون العرب وبعض الأندية والتي تهتم بأندية قطاع الناشئين منذ القدم، قطاع المقاولون أخرج عبدالستار صبري ومحمد عودة ولاعبين كثر لعبوا في النادي الأهلي ونادي الزمالك.
حدثنا عن بداية قصة اكتشافك لمحمد صلاح.. وماذا أعطيت صلاح ليصبح ما عليه الآن؟
بعد عودتي من فرنسا في رحلة استمرت 9 سنوات، أراد الكابتن ريعو أن أتولى تدريب فريق الناشئين في المقاولون العرب، وأخبرني أنه فريق رائع وكان متواجدًا فيه محمد صلاح والنني، فدربتهم لمدة عامين.. جميع المدربين الذين سبقوني لهم الفضل بالتأكيد على محمد صلاح، فهو أخذ من كل واحد منهم بعض الصفات، وبالنسبة لي، فإن صلاح اكتسب مني العامل النفسي، فعندما تعامل اللاعب الموهوب مثل ابنك، فستنفجر موهبته، وهو ما حصل معي من قبل مع الشيخ طه إسماعيل، كنت ابنه مثلما كان صلاح ابني، ونقلت تجربتي مع الشيخ طه لمحمد صلاح.
كان همي إكمال النواقص للاعبين حتى يصبحوا لاعبين بارعين وكاملين كرويًا، ما فاد محمد صلاح هو أنه كان يقول كلمة حاضر وكلمة نعم، كان تاركًا بيته ويمكث في النادي، وتنفيذه للتعليمات هي ما أوصلته لذلك الأمر.
دائمًا عودنا المقاولون على إخراج المواهب واهتمامه بقطاع الناشئين.. حدثنا عن ذلك الأمر
منظومة المقاولون العرب رائعة، وأخص بالشكر أستاذ إبراهيم محلب صاحب الفضل الكبير في هذا المشروع، وأستاذ شريف حبيب الذي كان له دورًا كبيرًا في انتقال صلاح لبازل، وكابتن محمد عادل ورئيس النادي والشركة محسن صلاح الذي يقدم مع مجلس الإدارة مجهودات كبيرة لخدمة النادي وهم أصحاب الفضل في وصول النادي لهذه المكانة في الوقت الحالي، والفريق يؤدي موسمًا رائعًا مع كابتن عماد النحاس أيضًا.
ما الفرق بين تجربة المقاولون العرب في السبعينيات والثمانينات وتجربة نادي بيراميدز الآن؟
نحن نادي شركة، ونتأثر بالشركة لأنها هي من تقوم بالصرف على النادي..استطعنا الفوز بالدوري ولقب البطولة الافريقية مرتين، وهو إنجاز لم يحققه ناد غير الأهلي أو الزمالك سوانا نادي المقاولون كبير ومازال يقدم مستويات رائعة تحت الإدارة الحالية وكابتن عماد النحاس الذي يعمل كأنه ابن للنادي.
سجلت هدفًا من أروع الأهداف في مرمى الزمالك عندما كنت لاعبًا للإسماعيلي.. حدثنا عن هذا الهدف
هدفي في شباك الزمالك مع الإسماعيلي، رفعت الكرة لي، وارتقيت وأغمضت عيني وقلت يارب.. كابتن الخطيب أخبر الإعلامي الكبير يعقوب السعدي أنه لم ير مثيلًا للهدف الذي سجلته في الزمالك.. هذا الهدف كان مكافأة من الله لي.
هل تعرضت للظلم الإعلامي؟
ربنا عوضني خير بولادي محمد صلاح وجميع اللاعبين الآخرين الذين دربتهم، أنا راضي كل الرضا.. العالم كله حاورني .. أمريكا وفرنسا وإيطاليا وكل صحفيين العالم .. وهؤلاء الناس يبحثون عن الثقافة، يبحثون عن الأصل، لمعرفة كيف تكون صلاح، وكيف طورت موهبته.
ما أصعب موقف واجهك في مسيرتك الكروية؟
أصعب موقف في مسيرتي، وفاة محمد حازم لاعب الإسماعيلي، كنت سأركب السيارة معه، لكن حمادة الرومي زميلي أصر أن أتناول العشاء معه، ونزلني من سيارة حازم، رحمه الله كان أفضل لاعب كرة قدم في مصر وقتها، اعتزلت بعد وفاته.
حدثنا عن علاقتك بكابتن طه إسماعيل
أول ما شافني، قال لي لو اتمرنت كويس ستصبح أفضل لاعب في مصر، كانت الكرة المصرية ذاخرة بالمهاجمين مثل حسن شحاتة ومحمود الخطيب والشاذلي وعلي جريشة وأسامة خليل ومسعد نور، قلت له معقول أصبح أفضل لاعب في ظل وجود هؤلاء اللاعبين؟ فأخبرني أنني أملك الإمكانات لأصبح أفضل لاعب في مصر، أتواصل معه حتى الآن، وما أخذته من كابتن طه إسماعيل، أعطيته ومنحته لمحمد صلاح.
وعلاقتك بالكابتن محمود الخطيب.. وهل كان هو السبب في عدم استدعاء مدربي المنتخب المصري لك بكثرة؟
الخطيب لاعب كبير وأخويا وحبيبي، أنا لم أحزن لقلة مشاركاتي مع المنتخب، كنت أستمتع به في الملعب أو على الشاشة، كنت أراقب تحركاته، كان لاعبًا موهوبًا ورائعًا.. وأنا سعيد بأن الناس تشبهني بالخطيب.
كيف استطاع المقاولون العرب تحقيق تلك الإنجازات في مطلع الثمانينات؟
كان معنا مجموعة رائعة من اللاعبين، وكنا نلعب بروح كبيرة، كنا نريد الإثبات لأنفسنا أننا لاعبين جيدين، فعند صعودنا للدوري الممتاز.. مسكنا في الفرصة، كانت الروح الكبيرة بين لاعبي الفريق دورًا كبيرًا في أداء الفريق، لعبنا مباريات رائعة في إفريقيا وكانت الجماهير المصرية تساندنا وتؤازرنا.
حدثنا عن إصابتك بالتهاب الكبد الوبائي
أصبت بالتهاب الكبدي الوبائي أنا واثنين من زملائي، أثناء رحلتي مع المقاولون لإحدى الدول الإفريقية، وتكفل المقاولون بعلاجي، وبعد ذلك بدأت مشاكلي مع مايكل إيفرت .. قال إن حمدي انتهى، كان يقول لي اذهب للبيت لا تأتي للنادي، وأتتني انتكاسة للمرض وكنت قريبًا من الموت، ومن ثم ذهبت للإسماعيلي وقضيت 5 سنوات رائعة.
ماذا رأيت في محمد صلاح عند تدريبك له؟ وما النصائح التي وجهتها له؟
رأيت في محمد صلاح موهبة منحها الله له، وهي السرعة الفائقة، ولديه الجرأة للدخول لمنطقة الجزاء، .. قلت له أريدك أن تجري ، لن يلحقك أحد، ستسبق كل من في الملعب، عندما تأتي لك الكرة شوف الجون فين وحطها بكل سهولة.. قلت له أنه يجب أن يلعب على قدمه اليمنى، تمرر الكرة وترفع بقدمك اليمنى، ستأتي لك كرات يجب عليك أن تتعامل معها بقدمك اليمنى، فماذا ستفعل؟.. بكون سعيد جدًا لما يسجل أحد الأهداف بقدمه اليمنى، بكون مبسوط لأنه أخذ بنصيحتي، أخبرته أنه يجب أن يستفيد بالموهبة التي يملكها، هي التي ستصنع اسمك وتاريخك وتسعد أهلك، قلت له محدش هيقولك الكلام ده، أنا أبوك يا محمد هنا في مصر، نام بدري واحمد ربنا وصلي، وسمع الكلام حتى وصل لما هو عليه الآن.
وهل تتواصل معه في الوقت الحالي؟
لا أحب أن أعطله، هو ابني وأريده أن يصبح أفضل لاعب في العالم وأتمنى له كل التوفيق، فقط أرسلت له رسالة عبر قناة CNN.
في أي مركز بدأ محمد صلاح مسيرته الكروية عندما كنت تدربه؟
محمد صلاح بدأ مسيرته معي في المقاولون في الجهة اليسرى وليست اليمنى كما الآن، كان هو ومحمد عادل أبو حطب يلعبان على الجهة اليسرى، ومن ثم تغير مركز صلاح للجهة اليمنى.
حدثنا عن موقف بينك وبين صلاح لا تنساه
جاءت إحدى المراحل لصلاح كان طوله يبدأ في النمو، وكانت قدمه تتورم، وكان الأمر يستلزم الراحة، كان بيعيط ويقولي عايز ألعب، أخبرته أنه يجب أن يستريح بعض الوقت وأنه سيلعب بعد ذلك، لكنه كان يبكي وكان يريد اللعب.
