الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علامات رضا الله عن العبد

علامات رضا الله عن
علامات رضا الله عن العبد

علامات رضا الله عن العبد.. أولى هذه العلامات هي الابتلاء، فمصيبة العبد ليست دائمًا تكون غضبًا من الله، لحديث الرسول الكريم: « إذَا أَحَبَّ اللَّهُ تَعَالَى عَبْدًا صَبَّ عَلَيْهِ الْبَلاءَ صَبًّا، وَسَحَبَهُ عَلَيْهِ سَحْبًا، فَإِذَا دَعَا قَالَتِ الْمَلائِكَةُ: صَوْتٌ مَعْرُوفٌ، وَقَالَ جَبْرَائِيلُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ: يَا رَبِّ عَبْدُكَ فُلانٌ، اقْضِ لَهُ حَاجَتَهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: دَعُوا عَبْدِي، فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَ صَوْتَهُ».

كذلك من علامات رضا الله عن العبد ، محبة الناس، لحديث أبي هريرة، عن النبي قال: إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه. فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، ثم توضع له البغضاء في الأرض.

ومن هذه العلامات التوفيق للطاعة، مشيرًا إلى قول بعض العارفين بالله: « إذا أردت أن تعرف عند الله مقامك فانظر فيما أقامك».
كذلك، أن يفرح العبد إذا ذكر الله كما قال تعالى: « الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)»الرعد.
ومن علامات رضا الله عن العبد، حسن الخاتمة، لقول رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عز وجل بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَهُ» قِيلَ: وَمَا عَسَلُهُ؟ قَالَ: «يَفْتَحُ اللَّهُ عز وجل لَهُ عَمَلًا صَالِحًا قَبْلَ مَوْتِهِ، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ» (مسند الإمام أحمد، حديث رقم: 17438، وصححه الألباني في صحيح الجامع).

من علامات رضا الله عن عبده التوفيق فإذا كنت تصلي مثلا ومواظب على الصلاة باستمرار دون انقطاع فهذا توفيق من الله بسبب رضاه عنك، فإذا كنت تداوم على فعل شيء تقربا لله فهو رضا من الله عليك كأن تداوم على صلاة ركعتين يوميا قبل نومك. و"أحب الأعمال الى الله أدومها".

ومن بين علامات رضا الله عن عبده هو استجابة الله لدعاء عبده وفي نفس الوقت لا يمكن القول بأن عدم الاستجابة غضب من الله لعل كان التأخير أفضل فالله يعلم وأنتم لا تعلمون.

بُعد الإنسان عن شريعة الرّحمن، وكثرة ارتكاب المعاصي والذنوب، وعدم التوفيق إلى عبادة الله وفعل الطاعات، كراهية الناس للعبد وضيق الحال، عدم الإنصياع لمن يرشده إلى طريق الصواب، وعدم حب مجالس العلم والانتفاع من العلماء.

كيف يكون الرضا عن الله
 الرِضا عن أَقدار الله تعالى المختلِفة يعتبر قضاء الله نافذًا لا محالة، لذلك على الإنسان أن يتقبّله مهما كان عظيمًا أو ثقيلًا على النفس، وأن يصبر خاصةً عند الصدمة الأولى، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ، وإنَّ الله تعالى إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمن رضِي فله الرِّضا، ومن سخطَ فله السُّخْطُ) [حديث حسن]، كما أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى أن قضاء الله سنّة إلهية، إلا أنّ الاختلاف يكون بكيفية استقبال المؤمن لهذا القضاء، فمنهم من يستقبله بالرضا الذي هو أصل الإيمان الحق بالله سبحانه وتعالى، ومنهم من يستقبله بالجزع الذي هو صفة النفس الهلوعة، حيث قال سبحانه وتعالى: (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا، إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا) [المعارج: 19-20].

الرِّضا عن شَرْع الله وحُكمه عزَّ وجل يكون ذلك بعدم السخط على أي شيء أنزله الله سبحانه وتعالى وورد في شريعته، وإنما بالتسليم، والطاعة، والانقياد، والخضوع، وأخذ كل ما ورد في الشريعة دون اختيار أو انتقاء أي شيء حسب أهواء النفس ورغباتها، فيفعل ما أمر الله بفعله، ويبتعد عما حذر منه، ونهى عنه، ويأخذ مما أباحه الله دون أن يتعدى على المحظور، حيث قال الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) [البقرة: 208]، حيث لا مجال لإساءة الأدب مع الله، أو السخط على أي شيء من شريعته، أو انتقادها.

 آثار الرضا عن الله يعتبر حالةً من أحوال أهل الجنة، فهو لا يفارق صاحبه لا في الدنيا، ولا في القبر، ولا في الآخرة. يعبّر عن ظاهر الدين وباطنه، حيث يدخل الله صاحبه في جنة الدنيا، ويهيّئه للدخول في جنة الآخرة.

ويضاعف الشكر الذي يعتبر أعلى مقامات الإيمان، ويعتبر ثمرةً من ثماره، يفرّغ القلب لله، ويزيد تعلّقه به، يعتبر سببًا من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، فيعيش صاحبه هنيًا.

يخلّص صاحبه من الهموم والغموم، فيعيش راضيًا، يبعد الهوى عن النفس، ويخرجه من القلب، ويزيد إيمانه، وقربه من الله، مما يبعده عن ارتكاب الذنوب والخطايا.