قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

مصالحة لبايدن.. أردوغان يمد غصن الزيتون إلى الاتحاد الأوروبي.. يتقي شر أمريكا بطلب ود الجميع.. وخروقات الرئيس التركي السابقة ترتد عليه

أردوغان
أردوغان

  • أردوغان يعلم أن إدارة بايدن لن تتعامى عن تصرفاته الهوجاء في الدول المجاروة
  • محاولة للتودد.. أنقرة تعيد النغمة القديمة: نحن إلى أوروبا أقرب
  • نظام الحكم التركي يسعى لإنقاذ نفسه بعد خسائر فادحة خلال عامين


في مواجهة إدارة أمريكية معادية "محتملة"، يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كسر عزلته عن طريق إصلاح العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، والتودد إلى الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، وفق ما ذكرت صحف دولية.


توترت العلاقات بين أردوغان وزعماء الاتحاد الأوروبي، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال العامين الماضيين بشكل واضح، بحيث هوت العلاقات بين أنقرة وبروكسل إلى أدنى مستوياتها منذ أن فتحت تركيا رسميا محادثات للانضمام إلى التكتل عام 2005 وهي عملية مجمدة الآن.


وبينما يتحدث أردوغان عن فتح "صفحة جديدة" ، فإن قائمة المظالم الأوروبية تطول بشكل كبير.


في الآونة الأخيرة، بدأت بروكسل في وضع قائمة بالعقوبات بسبب مطاردة تركيا للغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط، مما أدى إلى مواجهة بحرية مع اليونان العام الماضي.


وأثارت تدخلات أردوغان العسكرية المباشرة في الصراعات السورية والليبية غضبًا في أوروبا وفي الدول العربية، بينما أزعج دعمه الصريح لأذربيجان في حرب ناجورنو كاراباخ التي استمرت ستة أسابيع حلفاء أرمينيا في الغرب، وكذلك روسيا.


كما تعد تهديدات أردوغان بإرسال ملايين اللاجئين السوريين وغيرهم من اللاجئين الذين تستضيفهم تركيا إلى أوروبا إذا فشل الاتحاد الأوروبي في توفير المزيد من التمويل، تشكل تهديدًا دائمًا للأوروبيين.


ومع تزايد الضغوط الدولية وفرض أمريكا عقوبات على تركيا بسبب شرائها منظومة صواريخ للدفاع الجوي "إس 400"، وتلويح أوروبا بعقوبات أكيدة، صرح دبلوماسي أوروبي بأن "أنقرة باتت لا تستطيع تحمل تصعيد مع كل من الولايات المتحدة وأوروبا، خاصة في ظل اقتصادها الهش، ولذا تبحث تركيا عن أصدقاء، وتؤكد الأرقام اعتماد تركيا الكبير على أوروبا".


واستحوذت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على 67.2 في المائة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تركيا بين عامي 2002 و2018، وفقًا للبيانات الرسمية.


مع تراجع التواجد الأجنبي والسياحة، فقدت الليرة التركية خمس قيمتها مقابل الدولار العام الماضي، مما أجبر البنك المركزي على حرق معظم احتياطياته في محاولة لدعم العملة.


وتأكيدا لذلك، أقال أردوغان صهره، الذي شغل منصب وزير المالية من السلطة وألقى باللوم عليه في مشاكل تركيا الاقتصادية.


وقالت إلكه تويجور، المحلل في المعهد الألماني للشئون الدولية والأمنية ومعهد إلكانو رويال: "يبحث أردوغان عن أصدقاء في أي مكان وفي كل مكان".


وتحقيقا لهذه الغاية، عقد أردوغان اجتماعا مع سفراء الاتحاد الأوروبي - وصفه بعض المشاركين بأنه "إيجابي" بينما سيزور وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو بروكسل يوم الخميس.


وتبادل ماكرون وأردوغان أيضًا رسائل قال جاويش أوغلو إنها قد تساعد في إعادة تنشيط العلاقات ، مما قد يؤدي إلى مكالمة عبر الهاتف محتملة.


ويبدو أن فوز الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن على دونالد ترامب، مسئول جزئيًا على الأقل عن تحول أردوغان في لهجته.


وقالت إلكه تويجور: "انتصار بايدن أدى إلى تغيير الأوراق. تتوقع تركيا أن تكون الإدارة الأمريكية المقبلة أقل ميلا إلى التغاضي عن ممارساتها وسلوكياتها الخارجية".


وتثير تعيينات بايدن القلق في أنقرة، فـتعيين "بريت ماكجورك" بمجلس الأمن القومي، مشرفا على شئون الشرق الأوسط وأفريقيا، مثال على ذلك.


كان ماكجورك من المنتقدين لسياسة تركيا تجاه سوريا، حيث تدعم الولايات المتحدة الميليشيا الكردية التي تلقي أنقرة باللوم عليها في الهجمات على أراضيها، وتلعب دورًا مهمًا في تشكيل علاقات واشنطن مع أردوغان.


وقال سينم أدار، الباحث في مركز دراسات تركيا في برلين: "يمكن تفسير هذه الدعوة الواضحة للتقارب مع الاتحاد الأوروبي على أنها استعداد لقدوم بايدن".


والسبب وراء تحركات أردوغان المتراجعة، أنه بعدما كان ذات يوم جزءًا من مجموعة مختارة من القادة الذين يمكنهم الاتصال بالرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب مباشرة عبر الهاتف، يظهر الأمر الآن غير ذلك، بفقده هذا الامتياز مع بايدن، مايجعل أردوغان يسعى للتقارب بكل شكل وطريقه.


كما أن أردوغان يواجه "ضغوطا داخلية متزايدة بسبب المشاكل الاقتصادية التي تفاقمت بسبب كوفيد -19" و"انخفاض حصة التصويت" لحزبه الحاكم وشركائه الآخرين".


يمكن لأردوغان إظهار حسن نيته من خلال تخفيف الضغط على خصومه السياسيين، الذين يواجه بعضهم محاكمات ظاهرية لا أساس لها.


وصرح دار بأنه "لكي تعتبر أي إشارة من أنقرة لإصلاح العلاقات مع الاتحاد الأوروبي ذات مصداقية من قبل الاتحاد، من المتوقع أن تحول أنقرة موقفها "بشأن سيادة القانون وحقوق الإنسان وكذا سياسة المواجهة الخارجية التركية".


وقالت المحللة تويجور إنها لا تعتقد أن أي إجراء محدد يمكن أن يقدم "دليلًا على حسن النية" من أرودغان.


لكنها قالت إن الجانبين يمكن أن يجدا نقاط اتصال بشأن إدارة الهجرة غير الشرعية، لأنها "قضية ذات أهمية قصوى لاستقرار الاتحاد الأوروبي".


وتأمل أنقرة أيضًا في تحديث الاتحاد الجمركي مع أوروربا، على الرغم من أن تويجور قالت إن الكتلة من المرجح أن تكون "أكثر صرامة" مع تركيا من هذه الناحية.