صحيفتان أمريكيتان: سقوط "القصير" يمثل انتصارا إستراتيجيا لقوات الأسد

تصدرت أنباء نجاح القوات السورية في السيطرة على معظم أجزاء مدينة "القصير" من أيدي قوات المعارضة معظم صفحات كبريات الصحف الأمريكية الصادرة اليوم الأربعاء.
فمن جانبها، رأت صحيفة "واشنطن بوست" أن سقوط "القصير" تحت أيدي قوات الرئيس السوري بشار الأسد يمثل في حقيقة الأمر انتصارا استراتيجيا ومهما له، لا سيما بعد أن تم تدعيمه بمقاتلين تابعين لحزب الله اللبناني.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها بثته على موقعها الألكتروني- أن القصير المتاخمة للحدود اللبنانية- شهدت على مدارالأسبوعين الماضيين معارك طاحنة وسط رغبةالمعارضين، الذين أصبحوا محاصرين من كل جانب، في صد تقدم القوات الموالية للنظام، غير أن نصر الأخيرة يبدو أنه رسم نهاية هذه المعارك، حسبما أعلن التلفزيون الرسمي ومصادر بالمعارضة نفسها.
وقالت:" إن السيطرة على القصير تعد خطوة بارزة في مساعي الحكومة السورية لاستعادة السيطرة وبسط نفوذها في وسط سوريا من جديد بمساعدة المقاتلين الشيعة التابعين لحزب الله اللبناني".
ونسبت إلى لجان التنسيق المحلية المعارضة قولها ، في بيان لها، إن صفوف المعارضة خسرت معركة القصير بعدما خاض مقاتلوها معارك في مواجهة قاذفات الصواريخ وقذائف الهاون والغارات الجوية والقصف حتى سقط مئات الشهداء وآلاف الجرحى.
ولفتت الصحيفة إلى أن زخم المعارك الدائرة في سوريا بين الحكومة والمعارضة اتجه لصالح القوات النظامية خلال الأشهر الأخيرة بعدما تلقت دعما تكنولوجيا وعسكريا واسع النطاق من جانب إيران وروسيا فضلا عن دخول القوات شبه العسكرية التابعة لحزب الله
إلى الأراضي السورية.
وتعليقا على الوضع الراهن، نقلت "نيويورك تايمز" عن تشارلز ليستر المحلل في مركز "آي اتش اس جاينز للإرهاب والتمرد، قوله:" إن نجاح الجيش السوري في السيطرة على القصير يعد نقلة مهمة وكبيرة في سير المعارك".
بدورها، قالت الصحيفة إن استعادة السيطرة على مدينة "القصير" من قبل القوات النظامية يمثل هزيمة مؤلمة لصفوف المعارضة المسلحة، وهو ما منح زخما جديدا لقوات الأسد ومن المرجح أن يساهم هذا الأمر في تلاشي احتمالات إجراء مفاوضات سلام تجمع الطرفين المتحاربين خلال وقت لاحق من الشهر الجاري.
وحول الوضع في داخل المدينة، أفادت الصحيفة في تعليقها الذي بثته على موقعها الألكتروني - أن الأوضاع في القصير- التي سيطرت عليها المعارضة منذ ما يزيد عن العام- تزداد سوءا مع مرور الوقت، فقد أخذت الذخائر في النفاد وعجزت تعزيزات المعارضين عن اختراق الحواجز الحكومية المقامة حول المدينة، فضلا عن قلة الأدوات الطبية وسقوط مئات القتلى والجرحى.
ونسبت الصحيفة الأمريكية عن مصدر أمني سوري متقاعد ، رفض الكشف عن اسمه، تأكيداته بأن الجيش السوري وقوات حزب الله وافقا على فتح معبر يسمح للمعارضين بالانسحاب إلى قرية درعا المجاورة والقريبة من الحدود اللبنانية، حيث يعاني المعارضون هناك من تدني سوء الأوضاع بشكل حاد.