الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التضخم يقسم وسط الاقتصاد الأمريكي..موجة ارتفاع أسعار غير مسبوقة بسبب الحرب الأوكرانية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تسبب الأزمة الروسية الأوكرانية في تداعيات اقتصادية خطيرة على جميع اقتصاديات الدول، ولم تفرق بين دول متقدمة، وأخرى نامية، حيث طالت الآثار السلبية الجميع على حد سواء، ونتج عنها أزمات في الغذاء والطاقة والحبوب.

ومن أكبر دول العالم المتضررة من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، هي الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تضررت  بشكل واضح، فيما يتعلق بزيادة في سعر الوقود، وأزمة لبن الأطفال، إلى جانب التضخم الذي يضرب الاقتصاد الأمريكي، ودفع البنك الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة أكثر من مرة.

أمريكا تدعم أوكرانيا بالأسلحة

مع بداية التصعيد العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية، ركزت إدارة الولايات المتحدة الأمريكية على مساندة ودعم أوكرانيا وبقوة من خلال فرض مزيد من العقوبات على روسيا وحلفائها، ووفرت الدعم العسكري لأوكرانيا، بجانب المساعدات المالية الكبرى لها.

سبق وأن أقر مجلس النواب الأمريكي، مشروع قانون يتضمن تقديم مساعدات تناهز قيمتها 14 مليار دولار لأوكرانيا، ويفترض بالأموال المرصودة بموجب هذا النص أن تتيح لكييف حماية الشبكة الكهربائية في البلاد والتصدي للهجمات السيبرانية والاستحواذ على أسلحة دفاعية.

كما تخصص هذه الحزمة المالية الضخمة مبلغ 2.6 مليار دولار للمساعدات الإنسانية، وأكثر من مليار دولار لدعم اللاجئين الأوكرانيين الذين فروا من بلدهم بسبب الحرب.

1500 مليار دولار مساعدات لأوكرانيا 

وتم إلحاق المساعدة المخصصة لأوكرانيا بالميزانية الفيدرالية الأمريكية للعام 2022 والتي بلغت قيمتها 1500 مليار دولار، ويتعين على مجلس الشيوخ التصويت خلال الفترة المقبلة على هذه الميزانية.

من ناحية أخرى، كان البنك الدولي قال في وقت سابق إن مجلسه التنفيذي وافق على حزمة قروض ومنح قيمتها 723 مليون دولار لأوكرانيا، لدعم ميزانية الحكومة.

وأوضح البنك الدولي في بيان، أن الحزمة تشمل 350 مليون دولار استكمالا لقرض سابق قدمه البنك، إضافة إلى نحو 139 مليون دولار من خلال ضمانات من هولندا والسويد.

وتشمل الحزمة أيضا 134 مليون دولار من المنح المقدمة من بريطانيا والدنمارك ولاتفيا وليتوانيا وآيسلندا، فضلا عن تمويل موازٍ قيمته 100 مليون دولار من اليابان.

وعلى وقع تلك الأزمة، ظهرت تأثيرات واضحة وملموسة على أسواق الطاقة في العالم بشكل كبير، وتجاوزت أسعار النفط العالمي مع اليوم الأول لبدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حاجز 102 دولار للبرميل.

كيف أثرت الأزمة الأوكرانية على بايدن؟

لذلك فإن شحنات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة لن تكون كافية لملء الفراغ، وقد يتسبب النزاع الروسي - الأوكراني في كارثة للأسهم بطريقة ستغير تصورات الناخبين بشأن الأمن الاقتصادي والازدهار، الذي وعد به "بايدن" خلال حملته الانتخابية، ممَّا يؤدي إلى زيادة مخاوف الديمقراطيين بشأن خسارة انتخابات التجديد النصفي للكونجرس لصالح الجمهوريين.

وفي منتصف شهر مارس الماضي، أظهرت بيانات رسمية في الولايات المتحدة أن التضخم في البلاد قفز في شهر يناير الماضي إلى مستوى 7.5% على أساس سنوي، وذلك بأسرع وتيرة منذ فبراير 1982.

وتتضمن التداعيات الاقتصادية من العمليات العسكرية للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بأوكرانيا، المزيد من الارتفاع في التضخم الأمريكي، وسيكون هناك عامل مؤثر آخر في التضخم وهي الاضطرابات التي بثتها حرب بوتين في أسعار السلع وسلاسل التوريد والشحنات.

ومن ناحيته، أقر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، أن شدة التضخم فاجأت بشكل واضح السلطات النقدية، محذراً من احتمال حدوث مفاجآت أخرى، موضحا أن الاقتصاد الأمريكي قوي بدرجة كافية وقادر على مواجهة تلك التحديات، حيث يأتي هذا بعدما ارتفع معدل التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية في مايو الماضى نسبة 8.6% مسجلا أعلى مستوى منذ 1981.

رفع أسعار الفائدة للمرة الثالثة

وفي إطار جهود واشنطن المبذولة للحد من التداعيات الاقتصادية للأزمة الروسية الأوكرانية، أعلن البنك المركزي الأمريكي عن أكبر زيادة في سعر الفائدة منذ حوالى 30 عاما في إطار جهوده المكثفة لكبح جماح ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، قائلا: "المعروف باسم الاحتياطي الفيدرالي، أنه سيرفع سعر الفائدة القياسي بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية ليصل إلى 1.75٪، ويأتي هذا الارتفاع، وهو الثالث منذ شهر مارس، بعد ارتفاع مستوى التضخم بشكل غير متوقع الشهر الماضي".

وخلال الاجتماعين الماضيين في مارس وبداية مايو الماضي، رفع البنك الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بواقع ربع نقطة مئوية ونصف نقطة مئوية على التوالي، وبعد الرفع الأخير يكون البنك المركزي الأمريكي قد رفع سعر الفائدة بمقدار 1.5%، لتصل الفائدة الأمريكية حاليا إلى 1.75.