الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أخطر 48 ساعة خلال 100يوم قتال| تكسير العظام بين الشرق والغرب يستعر

الجيش الألماني
الجيش الألماني

أدخلت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، العالم في حرب تكسير عظام بين معسكري الشرق والغرب، ففي خلال الساعات الماضية، زادت التوترات بين المعسكرين بشكل متسارع يدفع الاقتصاد العالمي إلى الهاوية، وفي رحاياه الاقتصادات الناشئة والدول التي تعتمد على الاستيراد، فقد بدأت الحرب الاقتصادية مع إعلان الغرب حزم العقوبات اللامتناهية على روسيا، لترد الأخير بمجموعة من الإجراءات مستغلة احتياج أوروبا لمصادر الطاقة.

بدأت آخر المستجدات مع انعقاد قمة السبع، والتي أكد فيها المعسكر الغربي استمرار دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا، ليرد الكرملين صباح اليوم أنه على استعداد وقف القتال ولكن بشرط استسلام كييف، وذلك بعد يوم من استهداف مصانع حربية بالعاصمة كييف لأول مرة منذ 3 أسابيع، ليرسم الطرفان جميع سبل التصعيد الممكنة، وفي خضم ذلك ينعقد الناتو اليوم ليناقش مصير انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف، بعد أيام من خروج تصريحات أوروبية تفيد بزيادة عدد مقاتليه إلى 300 ألف جندي.

روسيا تستهدف مجمع تجاري

الجيش البريطاني يحذر من حرب عالمية

من سلسلة التوترات التي حدثت في الـ 48 ساعة الماضية، نستدل أن الأحداث ذاهبة في تصاعد مستمر، وتتشكل الأحلاف الاقتصادية والعسكرية تمهيدا لإغلاق كل سبل العودة، ليدخل الصراع ذروته من اندلاعه في 24 فبراير الماضي.

في هذا الصدد، قال الجنرال باتريك ساندرز، قائد الجيش البريطاني، إن بلاده وحلفائها، يواجهون لحظة مثل لحظة 1937، وهي الفترة السابقة لاندلاع الحرب العالمية الثانية، مشددا على ضرورة تفادي كل ما هو ممكن لاندلاع حرب عالمية ثالثة.

حلف الناتو

زيادة القوة العسكرية لحلف الناتو

وفي ذات السياق تنطلق اليوم أعمال قمة حلف شمال الأطلسي، "الناتو"، في العاصمة الإسبانية مدريد وسط إجراءات أمنية مشددة، في إطار إجراءات أمنية مشددة، وتخصيص آلاف الجنود، وعددا من المروحيات لمراقبة الوضع الأمني من الجو.

ومن المقرر أن تستمر القمة التي يشارك فيها زعماء دول الحلف حتى يوم 30 يونيو الجاري.

وذكرت وكالة "بلومبيرغ" نقلا عن مصادر أن الناتو في المفهوم الاستراتيجي الجديد للتحالف سيسمي الصين بأنها تشكل "تحديا منهجيا"، كما سيلفت إلى مسألة تعزيز التعاون بين بكين وموسكو، فيما يتوقع أن توضح وثيقة التحالف الجديدة المخاوف بشأن الصين في مجالات مثل الأمن السيبراني والمعلومات المضللة والسيطرة على البنية التحتية الحيوية والنظام الدولي.

ألمانيا تزيد قواتها العسكرية

وقال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج إن قادة دول الحلف في المفهوم الجديد سوف يصفون روسيا بأنها التهديد الرئيسي للأمن الجماعي.

كما أنه ومنذ 3 أسابيع، صوت البرلمان الألماني، لصالح تعديلات دستورية تتيح إنشاء صندوق بـ 100 مليار يورو، لزيادة ميزانية الجيش الألماني، وذلك في مواجهة التوسع الروسي.

الجيش الروسي

 

تشكيل قوة عسكرية أوروبية

وفي هذا الصدد، قال رامي إبراهيم، الباحث في الشؤون الدولية، إن اتخاذ بعض الدول الأوروبية قرارات بزيادة الإنفاق العسكري، وأيضا اتجاه الاتحاد إلى تشكيل قوة عسكرية مستقلة تعد نواة لقوة عسكرية أوروبية مستقلة عن الناتو والولايات المتحدة الأمريكية، حتى لا تتعرض له لما تعرضت لها أوكرانيا التي خذلتها واشنطن بعدما كانت تتوقع انها سوف تهب لنجدتها عسكريا وليس من خلال بعض المساعدات.

وأضاف إبراهيم، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن بعض التقارير الصادرة عن مراكز بحثية تفيد بوجود ضغط أمريكي على ألمانيا لزيادة الإنفاق على التسليح، لتعزيز قدرات الناتو ومن ثم تعزيز الجبهة الشرقية لأوروبا في مواجهة روسيا وضمن سباق التسلح الذي سيكون له نتائج كارثية على الاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أن ألمانيا هي الأولى اقتصاديا على مستوى الاتحاد الأوروبي والرابعة عالميا، وهذه القوة يجب أن يتم تعزيزها بقوة عسكرية سواء كانت دفاعية أو هجومية تضمن حمايتها وتدعمها من خلال الصناعات العسكرية التي تمثل جزء كبير بالاقتصاد الألماني وهو ما اتجهت إليه برلين خلال الفترة الماضية.

تخوف من صعود ألمانيا عسكريا

وأكد الباحث في الشؤون الدولية، أن اتجاه ألمانيا نحو زيادة رفع قيمة مخصصات الإنتاج العسكري وزيادة الإنفاق على التسليح جميعها موضوعات ترتبط بتغيير موازين القوى التي بدأت تطرأ على الساحة الدولية منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، وتتجلى ملاحم موازين القوى مستقبلا بعد انتهاء هذه الحرب.

وأضاف الباحث في الشؤون الدولية، أنه رغم أن زيادة الإنفاق العسكري تضيف أعباء إضافية على الاقتصاد الألماني، خاصة وأنها بعد أزمات اقتصادية عالمية بسبب انتشار وباء كورونا إضافة إلى الحرب الروسية الأوكرانية، إلى أن هذه الأعباء يمكن تعويضها خلال فترة وجيزة بدعم وتعزيز الصناعات العسكرية والعمل على فتح أسواق جديدة لها وزيادة المبيعات في ظل سباق تسليح يشهده العالم.

الجيش الألماني

وتوقع رامي إبراهيم، بروز ألمانيا قوة عسكرية منفردة في الاتحاد الأوروبي، إلى جانب تطورها الاقتصادي المستمر ما يمكنها من فرض سيطرتها على القرار الأوروبي لتحل محل بريطانيا الت تركت فراغ عسكري خلفها خاصة مع نشوب الحرب على أطراف دول أوروبا الشرقية ما يجعلها مهددة في حال اتساع رقعة الحرب.

ورأى الباحث في الشؤون الدولية، أن ألمانيا تتجه إلى تقليل الاعتماد على حلف شمال الأطلسي والتوجه نحو تقوية ذاتها عسكرياً خاصة بالأمور الدفاعية وتوزيع القوة العسكرية في الداخل، إلى جانب المشاركة في القوة الأوروبية المشتركة، من خلال تطوير آلتها العسكرية التقليدية.

وقال رامي إبراهيم، إن هناك مخاوف أوروبية من ألمانيا التي تعيد نفسها كقوى عسكرية ضخمة، ما يعيد للأذهان الحقبة النازية إبان الحرب العالمية الثانية، مشيرا إلى أن التخوفات تأتي من الدولة الأوروبية الصغيرة التي لا تعتمد على ذاتها في الحماية وتستند إلى ضمانات وغطاء من حلف "الناتو"، رغم أن العودة إلى هذه الحقبة مستبعد على الأقل في الوقت الحالي، وفي ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية.