الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تمويلات ومشروعات ضخمة.. ماذا قدمت مصر لأفريقيا لدعم جهود التنمية خلال 2022؟

بحيرة سد جوليوس نيريري
بحيرة سد جوليوس نيريري

تنفذ مصر أضخم مشروعات في قارة أفريقيا، فمصر دائما تقف خلف الاشقاء الأفارقة وتدعمهم في جميع أزماتهم، سواء الاقتصادية أو السياسية أو الصحية أو الاجتماعية، وتحرص دائما على تقديم العون، وكان آخرها اليوم، بافتتاح مشروع سد جوليوس نيريري، والذي تبنيه مصر في تنزانيا بتكلفة 3 مليار دولار.

مشروعات مصر في أفريقيا 

جوليوس نيريري.. أهم مشروعات مصر في أفريقيا 

ويعد  مشروع سد جوليوس نيريري، وغيره من المشروعات التي نستعرضها خلال التقرير التالي، دليلا قاطعا على قدرات القوة الناعمة في مصر، لتحقيق أهداف التنمية الحقيقة، وطموحات أشقائها من شعوب القارة السمراء، كما أنها نموذجا يحتذى به لإدارة قوتها الناعمة وتوجيهها لدعم الأشقاء، في ظل الفرص القليلة للتنمية التي يمر بها العالم بسبب التداعيات الاقتصادية للحرب بين روسيا وأوكرانيا.

ويحظى مشروع سد جوليوس نيريري، باهتمام ومتابعة القيادة السياسية في مصر بشكل خاص، والمشروع يعتبر الأكبر في تاريخ تنزانيا وفي جنوب شرق أفريقيا، حيث بلغ قيمتة المالية 3 مليارات دولار، وهذا أكبر قيمة عقد واحد تنفذه شركة مصرية خارج مصر، وأكبر عقد وقعته تنزانيا في تاريخها لأي مشروع، وهذا يشير إلى أهمية المشروع".

والجدير بالذكر، أن الطاقة في تنزانيا لا تتجاوز 1700 ميجاوات، وهذا المشروع سينتج بمفرده 2115 ميجا وات، وهذه الكهرباء كافية لـ 16 مليون أسرة في تنزانيا محرومة من الكهرباء" فمصر تساعد القارة الإفريقية بكل قوة في إقامة مشروعات تستفيد من الكهرباء التي تخرج من سد جوليوس نيريري، كما تساعدها على تصدير الطاقة.

دعم أفريقيا جزء أصيل من استراتيجية القاهرة 

وفي هذا الصدد، قال الدكتور محمد فايز فرحات، مدير مركز الأهرامات للدراسات السياسية، إن الجميع يري الاهتمام المصري الكبير بالقارة الأفريقية وأصبح الآن الاهتمام بإفريقيا جزء أساسي من الاستراتيجية المتكاملة لدى الدولة المصرية ودعم الأشقاء في كافة المجالات.

وأضاف فايز- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن التعاون بين مصر وأفريقيا شمل مشروعات كبري تساعد على عمق الترابط وتسهيل حركة التجارة وأصبحت العلاقات بين مصر وإفريقيا غير تقليدية، حيث أن هذا التعاون يشهد جميع المجالات النوعية، ومنها: البنية التحتية ومشروعات الربط الكهربي بجانب انتشار حياة كريمة في افريقيا.

وأكد أن "مصر تسعي أن تكون شريكًا أساسيًّا في عملية التنمية مع جميع أشقائها بالدول الإفريقية، والعمل على تفعيل أجندة إفريقيا "2063" عن طريق البدء في الربط بين طرفي القارة الشمالي والجنوبي.

وأضاف  أن سد جوليوس نيريري أوضح أن مصر قوية بأفعالها واستطاعت أن تحقق للشعب التنزاني حلم كبير. 

الدكتور محمد فايز فرحات، مدير مركز الأهرامات للدراسات السياسية

شبكات الطرق.. مشروعات مصر في أفريقيا 

والجدير بالذكر، مصر هي بوابة أفريقيا وطريقها نحو التنمية المستدام  وتتنوع مظاهر التعاون بين مصر وقارتها السمراء علي أصعدة عديدة وقد تحققت بالفعل نجاحات عديدة حيث سجلت مصر تقدمًا بنسبة 20% في تنفيذ الجزء الخاص بها في تطوير شبكة الطرق، والتي تعد أداة أساسية لها لتعزيز التكامل الإقليمي والتجارة مع الدول المجاورة.

وعلي صعيد تعزيز العمل المناخي والانتقال من مرحلة التعهدات إلي التنفيذ  عملت مصر مع الشركاء الأفارقة ومجموعة واسعة من أصحاب المصلحة لإطلاق مبادرة "حياة كريمة لأفريقيا صامدة أمام التغيرات المناخية".

وتهدف المبادرة إلي تعزيز تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاقية باريس التابعة لها، ودعم جهود البلدان الأفريقية لتنفيذ مساهماتها الوطنية المحددة، بالإضافة إلي دمج العمل المناخي في التنمية الريفية المستدامة في أفريقيا، فضلًا عن تعزيز الحلول والتقنيات المبتكرة لتحسين نوعية حياة المجتمعات الريفية في إفريقيا.

حياة كريمة في أفريقيا

حياة كريمة.. مشروعات مصر في أفريقيا

وأن الرؤية الرئيسية لهذه المبادرة تتمثل في عمل الدول الأفريقية، جنبًا إلي جنب مع مختلف الشركاء وأصحاب المصلحة المعنيين، من أجل تحسين نوعية الحياة في 30% من القري والمناطق الريفية الأكثر ضعفًا وفقرًا في القارة بحلول عام 2030، بطريقة حساسة للمناخ.

يتم تحقيق ذلك من خلال تنفيذ مجموعة من المشروعات والبرامج والتدخلات لدعم القدرة علي الصمود وتنويع سبل العيش حيث ستعزز هذه التدخلات الاقتصاد الريفي من خلال تحفيز استثمارات القطاع الخاص، كما أنه يجب تعزيز الحلول والتقنيات البعيدة وصغيرة الحجم والمقاومة للمناخ، وخلق الشراكات بين القطاعين العام والخاص.

ترتكز المبادرة على نظم الزراعة المقاومة للمناخ والبنية التحتية المقاومة للمناخ، ووجود بيئة متوازنة لمستقبل صالح للعيش، مع التركيز على إدارة مخاطر المناخ، وسبل العيش المقاومة للمناخ والتخطيط وتخصيص الموارد.

وعلى صعيد تطوير البنية التحتية في إفريقيا، ولتأمين كل تلك المشروعات عملت مصر إنشاء صندوق مخاطر الاستثمار في إفريقيا وذلك تحسبًا لأن تتعرض المشروعات الجارية لأي توقف نتيجة للقلائل السياسية كالنزاعات المسلحة أو حالات عدم الاستقرار السياسي في القارة.

كما تعد مصر مركزًا رئيسيًّا للتصنيع في القارة حيث تمثل 22% من القيمة المضافة الصناعية القارية، وهي حصة ظلت إلى حد ما مستقرة في العقدين الماضيين، كما تعمل على زيادة تلك الحصة مع الدول الأعضاء للكوميسا والدول الإفريقية ككل.

مصر وأفريقيا 

التبادل التجاري بين مصر وأفريقيا

وعلى صعيد التبادل التجاري بين مصر وأفريقيا أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة ارتفاع قيمة هذا التبادل مع دول الساحل والصحراء حيث بلغت الصادرات المصرية إلي تلك الدول 4084 مليون دولار عام 2021 مقابل  2859 مليون جنيه.

كما بلغ إجمالي قيمة الصادرات لدول حوض النيل 1.55 مليار دولار عام 2021 مقابل 1,19 مليار دولار عام 2020 بنسبة زيادة قدرها 29.5% دولار عام 2020 بنسبة ارتفاع قدرها 42.8%.

وتعمل الدولة المصرية وخاصة في عهد الرئيس السيسي على تقديم الدعم والمساندة للأشقاء الأفارقة في كل الأزمات، وإيمانا بدورها التاريخي تجاه الدول الإفريقية، تواصل الدولة المصرية جهودها ومسيرتها المساندة والداعمة لشباب القارة السمراء، في العديد من المجالات المختلفة، وأبرزها المجال التعليمي والبحثي، حيث حققت طفرة كبيرة فيما يتعلق بالمنح الدراسية والجوائز العلمية والقوافل الطبية بالقارة.

وأكدت مصر باستمرار بذل كافة الجهود الرامية لدعم سبل استدامة السلام وترسيخ الاستقرار في افريقيا، بالتنسيق مع أشقائه رؤساء الدول والحكومات الأفريقية، ودعوتهم في هذا السياق لتضمين المحاور الخاصة بسياسة إعادة الإعمار والتنمية في خططهم الاقتصادية اتساقا مع أهداف أجندة 2063.

الرئيس عبد الفتاح السيسي