EN 
ظهرت الهواتف القابلة للطي في تسعينات القرن الماضي مع بداية ظهور الهواتف المحمولة التي كانت آنذاك مجرد أجهزة بدائية تستخدم في مهام الاتصال وإرسال الرسائل النصية فقط، لم يكن الهاتف يقدم أكثر من ذلك
وكلن مثل جميع المنتجات الأخرى بدأت الهواتف في التطور لتصبح كما هي عليه اليوم من حداثة وتقنيات لم يكن يحلم بها مستهلك القرن الماضي، ومع التطور الرهيب للموبايلات بدأت الأجهزة القابلة للطي تختفي تدريجيا لتفسح الطريق أمام الأجهزة التاتش وعالم خال من الأزرار.
اليوم يعود الحنين للتسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بقوة مع عودة الهواتف القابلة للطي في شكلها الحديث، والبداية كانت مع سامسونج وتبعتها بعد ذلك كلا من موتورولا Motorola وجوجل Google التي قدمت أول هاتف قابل للطي لها شهر يونيو الماضي.
أعلنت شركة سامسونج للتو عن الجيل الخامس من أجهزتها القابلة للطي في حدث Unpacked وإعلانها رسميا عن Galaxy Z Flip 5 و Galaxy Z Fold 5، وهي الهواتف التي تعد بمثابة ترقية كبيرة جدا عن أول هاتف قابل للطي قدمته في 2019، وبالطبع مختلف تماما عن تلك الهواتف القابلة للطي في زمن التسعينات التي كانت أشبه بلعب الأطفال بالمقارنة بما يقدم اليوم.
ظهر الإصدار الأول والأساسي من موبايل سامسونج Fold في 2019 بسعر يصل إلى 1980 دولارًا ، وهو سعر مرتفع جدا، وقتها اعتقد كثيرون أن السبب الرئيسي في أنه باهظ الثمن هو أنه منتجًا مبتكرًا من الجيل الأول وبسبب الطبيعة المعقدة لأجزائه، طبيعي أن يكون سعره مرتفع ولكن مع مرور الوقت كان يُعتقج أنه سيكون أرخص.
لكن حتى بعد مرور أربع سنوات ، و Galaxy Z Fold 5 الجديد سعره لم يقل أبدا بل يصل إلى 2000 دولار ، مما يجعله أحد أغلى الهواتف في السوق حاليا. للمقارنة ، يبدأ سعر أغلى iPhone ، iPhone 14 Pro Max ، من 1099 دولارًا ، بينما يبدأ سعر Samsung Galaxy Z Fold 5 الجديد من 1799 دولارًا.
والسؤال الذي قد يتبادر إلى ذهن الكثيرين لماذا هذا السعر الباهظ على هاتف لديه عدة أجيال من الطرازات؟ وفقًا لكبير المحللين في Counterpoint Research ، جين بارك، لا يزال اللوم يقع على تكاليف الأجزاء المستخدمة ليصبح الهاتف قابل للطي
قال بارك لـ ZDNET: "تحتوي الهواتف الذكية القابلة للطي عمومًا على شاشة فرعية غير الرئيسية، كما أن الشاشة الرئيسية يكون حجمها أكبر بنحو 1.2-1.5 مرة من حجم شاشات العرض في الهواتف العادية، ببساطة تتميز المنتجات القابلة للطي بهيكل باهظ الثمن لأن بها تفاصيل مختلفة مع شاشات أكثر وأكبر، وبالتالي لا يمكن مقارنتها مع الهواتف العادية".
وأضاف بارك: "من المسببات التي تجعل الهواتف القابلة للطي أغلى من العادية هو موضوع البحث والتطوير الذي تحتاجه لتحسين المفصلة، ليس ذلك فحسب بل هناك الكثير من المجالات التي يجب تحسينها باستمرار مثل الوزن والسمك ، وتجعد الشاشة ، ومقاومة الماء والغبار ، والمتانة".
على الرغم من وجود الكثير من الضجة الإعلامية والزخم حول مفاهيم هواتف Samsung القابلة للطي عبر السنين ، لم تأت الهواتف سواء Fold و Flip بدون نقاط ضعف في التصميم، وتحديدا فيما يتعلق بالمفصلات التي تترك فجوة بين الشاشتين مع الفتح والإغلاق، هذا مع الأخذ بعين الاعتبار أن الشركة وعدت بتحسينات مرئية على المفصلات مع الجيل الخامس من هواتف Z.
وعلى الرغم من ارتفاع نقاط السعر ، قال آفي جرينجارت ، محلل التكنولوجيا الاستهلاكية في Techsponential ، لـ ZDNET إن تسعير الأجهزة القابلة للطي ظل دائما مرتفعا وثابت نسبيا عبر كل العلامات التجارية المختلفة وبالتالي يتوقع المشتركين أداء ومكونات عالية التقنية تناسب الثمن".
أضاف جرينجارت: "الهاتف الذكي أصبح في عالمنا لا غنى عنه، أداة أساسية في يومك تستخدمها عشرات أو مئات المرات؛ إذا كنت تستطيع تحمل التكاليف الإضافية التي تأتي مع الهواتف القابلة للطي، سوف تستمتع بتجربة أكثر إنتاجية وترفيهية".
