شهدت الدوحة اليوم محاولة لاغتيال قيادات من حركة حماس، حيث تصاعدت ردود الأفعال العربية والدولية بما اعتبرته “تجاوزًا خطيرًا” يهدد استقرار المنطقة ويقوض الجهود الدبلوماسية.
وفي هذا السياق، أدلى الخبير السياسي سعيد الزغبي بتصريحات خاصة، تناول فيها أبعاد العملية وتداعياتها المحتملة على الموقفين الفلسطيني والقطري، مؤكدًا أنها تمثل سابقة غير مسبوقة في استباحة السيادة وانتهاك القانون الدولي.
سعيد الزغبي: العملية تهدد الأمن الإقليمي وتضع العمل الدبلوماسي في خطر حقيقي
قال سعيد الزغبي استاذ السياسة في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، إن ما أقدمت عليه إسرائيل في الدوحة يمثل “جريمة سياسية وقحة” تجسد الاستباحة الفجة لسيادة الدول، وانتهاكًا صارخًا لكل الأعراف والمواثيق الدولية.
وأكد الزغبي أن هذه السابقة الخطيرة تعد انتهاكًا سافرًا لسيادة دولة قطر وخرقًا فاضحًا للقانون الدولي، مشيرًا إلى أن العملية تهدد الأمن الإقليمي وتنسف قواعد العمل الدبلوماسي والوساطة الدولية، وهو ما يضع العمل الدبلوماسي في خطر حقيقي بسبب ما وصفه بـ”الخروقات المسعورة” من جانب إسرائيل لتحقيق حلمها المزعوم بـ”إسرائيل الكبرى”.
وأوضح أن حركة حماس من المتوقع أن تطالب المجتمع الدولي والجامعة العربية والعالم الإسلامي بإدانة الهجوم بشدة والتحرك العاجل لمنع تكرار مثل هذه الخروقات للسيادة القطرية والممارسات التي تؤدي إلى تصعيد النزاع.
وأشار الزغبي إلى أنه، كما حدث في واقعة اغتيال إسماعيل هنية، قد تدعو حماس إلى تنظيم “مسيرات غضب” أو “أيام غضب” في مدن عربية وإسلامية دعمًا للقضية الفلسطينية وردًا شعبيًا على الهجوم.
وأضاف أنه في حال إصابة بعض قيادات اللجنة المؤقتة للحركة، فمن المحتمل أن تبرز أسماء جديدة في المشهد السياسي، بينما تستمر اللجنة في إدارة شؤونها من الدوحة وتعزيز دورها كجهة تمثيلية مستعدة لاستيعاب أي تطورات.
وحول الموقف القطري المتوقع، قال الزغبي إن السيناريوهات المحتملة قد تتراوح بين:
- إدانة رسمية قوية للهجوم باعتباره انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والسيادة القطرية.
- الدعوة لاجتماع دولي عاجل وفتح تحقيق تحت مظلة الأمم المتحدة وربما إدراج الحادث على طاولة مجلس الأمن.
- إعادة تقييم دورها الوسيط في الملف الفلسطيني، وربط استئناف هذا الدور بتوفر جدية من الأطراف.
- إصدار تحذير مباشر أو ضمني من المساس بسيادتها مجددًا، مع إمكانية الرد الدبلوماسي أو حتى العسكري الرمزي إذا لزم الأمر.
- الاستمرار في تقديم الدعم الإنساني والسياسي والمالي لحماس، مع التركيز على تعزيز التمثيل القائم دون إظهار شخصيات فردية قد تكون عرضة للاستهداف.
وأكد الزغبي أن “التاريخ يعيد نفسه”، مشيرًا إلى الضربات الإيرانية السابقة على قواعد عسكرية في قطر والتي كانت الولايات المتحدة وإسرائيل على علم مسبق بموعدها، متسائلًا: “هل كانت قطر على علم بهذه العملية أيضًا؟”، مضيفًا أن الأمر يحتاج بالفعل إلى تفسير وتحليل، وأن الأيام المقبلة كفيلة بكشف حقيقة ما جرى.