قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هواتف منسية وصلاة العصر.. كيف أفلت قادة حماس من الهجوم الإسرائيلي في الدوحة؟

أرشيفية
أرشيفية

في واحدة من أكثر العمليات العسكرية الإسرائيلية جرأة منذ سنوات، استهدفت طائرات غرفة اجتماعات يعتقد أنها تأوي القيادة العليا لحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة. إلا أن الضربة، التي وصفتها إسرائيل بأنها "عملية قمة النار"، تحولت إلى انتكاسة استخباراتية خطيرة بعد أن نجا القادة المستهدفون، وفي مقدمتهم خليل الحية، من الموت المحقق.

العملية التي نفذت باستخدام ذخائر دقيقة التوجيه استهدفت مجمعًا سكنيًا في حي كتارا الراقي، حيث يعقد المكتب السياسي لحماس، وكان الهدف منها توجيه ضربة نوعية تقطع رأس القيادة المسؤولة عن هجوم السابع من أكتوبر 2023. لكن ورغم سقوط عدد من القتلى من حراس ومساعدين، لم تصب الغارة أهدافها الأساسية.

لحظة فارقة.. بين الأذان والانفجار

تفيد التقارير أن وفد حماس، الذي كان يعقد اجتماعا في قاعة مخصصة لمناقشة مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار، خرج بشكل مفاجئ لأداء صلاة العصر في مسجد قريب، تاركا هواتفه المحمولة على طاولة الاجتماع. هذه "الهفوة" البسيطة – أو الحيلة الذكية – جعلت أنظمة تتبع الإشارات الإسرائيلية تعتقد أن المستهدفين ما زالوا في الداخل.

اعتمدت الاستخبارات الإسرائيلية، وتحديدا الموساد والشين بيت، على إشارات الأجهزة لتحديد لحظة التنفيذ، لكن تواجد الأجهزة دون أصحابها أدى إلى تنفيذ الضربة في التوقيت الخطأ. تم تدمير القاعة بالكامل، بينما ظهر القادة لاحقا في وسائل الإعلام لتأكيد نجاتهم وإدانة "محاولة الاغتيال الفاشلة".

تسريب أمريكي أم تحذير مصري تركي؟

لكن الفشل لم يكن وليد سوء التقدير التكنولوجي فحسب، بل تكشف التقارير أيضا عن احتمالية حدوث تسريب استخباراتي من الولايات المتحدة، ربما أعطى حماس الوقت الكافي لتغيير روتينها الأمني. 

ووفقا للقناة السابعة الإسرائيلية، فإن معلومات حساسة حول توقيت العملية أو تفاصيلها ربما تسربت عبر القنوات الدبلوماسية الأمريكية.

وبحسب التقرير فأم ما زاد الطين بلة، أن مصادر إعلامية عربية تحدثت عن تحذير مباشر تلقاه وفد حماس من جهاز المخابرات التركية والمصرية، الذي يعتقد أنه اعترض اتصالات سرية حول العملية الوشيكة.

ووفقا للتقارير فقد لعبت هذه التحذيرات دورا حاسما في إجهاض الغارة عبر إرسال إشارات سرية دفعت القادة إلى مغادرة المكان.

تداعيات إقليمية.. وارتباك في إسرائيل

أثارت العملية ردود فعل إقليمية ودولية واسعة. فقد علقت قطر دورها كوسيط في مفاوضات وقف إطلاق النار، ونددت الأمم المتحدة بانتهاك السيادة القطرية. 

أما في إسرائيل، فتباينت الآراء بين من يرى العملية إنجازا في تعطيل البنية التحتية لحماس، ومن يعتبرها خطأ تكتيكيا أعاق جهود التهدئة وفضح اختراقات أمنية خطيرة.

وعلى الرغم من تصريح مسؤولين إسرائيليين بأن العملية نجحت في قتل مساعدين مهمين مثل جهاد لبد (المساعد الرئيسي لخليل الحية) وهمام الحية (ابنه)، فإن غياب تأكيد حول إصابة القيادات الرئيسية يثير شكوكا كبيرة.

 وقد ظهرت صورة حديثة لخليل الحية في الإعلام العربي، تؤكد نجاته رغم إعلان عضو المكتب السياسي سهيل الهندي عنه كشهيد قبل أن يتراجع في بث مباشر.