دبلوماسي تونسي مختطف يحث سلطات بلاده على التفاوض مع خاطفيه الليبيين

ناشد تونسي مختطف في العاصمة الليبية منذ شهر في شريط فيديو بث ليل الأحد سلطات بلاده التفاوض مع متشددين اسلاميين اختطفوه.
واختطف اسلاميون ليبيون اثنين من الدبلوماسيين التونسيين في شهر واحد مطالبين بصفقة تبادل مع اتباع لهم متشددين مسجونين في تونس منذ ثلاث سنوات بتهمة هجوم على قوات الامن.
وتحت عنوان "رسالة من محمد بالشيخ الى السلطات وعائلته" بثت جماعة تطلق على نفسها اسم "شباب التوحيد" تسجيل فيديو يظهر بالشيخ وهو يبكي متوسلا سلطات بلاده التفاوض مع خاطفيه.
وقال بالشيخ مناشدا الرئيس التونسي المنصف المرزوقي "لماذا يا سيادة الرئيس تريد أن تحرمني من الحياة.. لدي ثلاثة أطفال أريد أن أراهم.. ألست أبا لأطفال؟ لماذا ليست هناك مفاوضات. لن يطلقوا سراحي."
وأضاف وهو يبكي "يا سيادة الرئيس تفاوض معهم... أريد أن أعود إلى تونس.. بامكانهم أن يقتلوني في أي وقت."
وخطف بالشيخ قبل شهر بينما خطف دبلوماسي تونسي آخر الاسبوع الماضي في أحدث سلسلة اختطاف جماعات مسلحة لدبلوماسيين في العاصمة الليبية طرابلس.
والاسبوع الماضي خطف مسلحون ايضا السفير الاردني في ليبيا.
وقالت رسالة صوتية لجماعة شباب التوحيد في نهاية الفيديو "إلى حكومة تونس: كما تأسرون منا نأسر منكم.. كما تقتلون منا نقتل منكم.. والبادئ أظلم. ولن تأمنوا لا أنتم ولا أعوانكم حتى يأمن إخواننا في دينهم وأعراضهم وأرزاقهم."
ولم يتسن الحصول على تأكيدات من مصادر رسمية تونسية وليبيبة حول ما إذا كان الشخص الذي ظهر في تسجيل الفيديو ومدته خمس دقائق هو فعلا محمد بالشيخ.
وقالت اخته سميرة بالشيخ لرويترز "الشخص الذي ظهر في الفيديو هو أخي.. انا متأكدة.. نحن نتألم ومقهورون اكثر اليوم بعد ان رأينا انه في حالة سيئة."
وأضافت "أين هي السلطات التونسية بعد شهر من اختطافه.. لم نسمع اي مفاوضات او تحرك.. كلها وعود وكلام.. طلبوا منا الصمت صمتنا ولكن لم نعد نحتمل فحياة محمد في خطر."
وقالت سميرة ان اخاها لم يتسن له حتى حضور ولادة ابنته الصغيرة التي يبلغ عمرها عشرين يوما.
وفي ليبيا لا تزال الحكومة غير قادرة على التصدي للميليشيات المسلحة العنيفة التي ساهمت في الاطاحة بمعمر القذافي ولكنها اصبحت أكثر قوة تريد دورا أكبر ونصيبا من ايرادات النفط. وكثيرا ما تتحدى الميليشيات سلطة الدولة.
واستقال رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني الأسبوع الماضي بعد أقل من شهر من تعيينه في المنصب قائلا إن مسلحين حاولوا مهاجمة عائلته. وجرائم الخطف اصبحت شائعة في ليبيا وغالبا ما تستهدف مسؤولين اجانب مع عدم قدرة الحكومة المؤقتة على نزع سلاح معارضين سابقين واسلاميين متشددين شكلوا ميليشيات عنيفة يتزايد نفوذها
وقال وزير الخارجية التونسي منجي الحامدي يوم الجمعة لرويترز إن خاطفي الدبلوماسي يطالبون بإطلاق سراح متشددين معتقلين مقابل الإفراج عن المخطوفين التونسيين.
ولكنه أضاف ان بلاده لن ترضخ لمنطق المساومة مضيفا ان التفاوض لن يكون على أساس المقايضة "بارهابيين معتقلين في تونس".