خليك برا الصندوق

عندما نفكر مجددا خارج الصندوق وننتج افكارا إبداعية بمعنى الكلمة نجد نتيجة عظيمة تمتاز بالدقة والتنفيذ الراقي نريد ان نطرح افكارا سهلة ومقبولة لدى الجميع لدينا كوادر شابة مبدعة يجب الاهتمام بها.
ومن هنا لاحظت اننا نحب القدوة مثل لاعب كرة القدم فالأغلبية تحب الرياضة وخاصة مشاهدة المباريات ووجدت بعض الشركات تنفذ افكارا بالفعل بالتعاون مع بعض الفرق لإطلاق ما نسميه بالمبادرات ولكنني رأيتها تجذب العديد للسؤال حول ارتداء نجوم فريق ريال مدريد قمصاناً مصنعة من النفايات البلاستيكية في المحيط الهندي بعد إعادة تدويرها خلال مواجهة سبورتنج خيخون في 26 نوفمبر بالجولة الـ13 من الليجا بفضل مبادرة مؤسسة "بارلي فور ذا أوشنز" الناشطة في مجال الحفاظ على البيئة. وهذا ضمن الحملة المنتشرة في أوروبا لصناعة قمصان الفرق من مخلفات المحيطات.
رأيت انها فكرة صائبة لانه نتيجة وجود مشجعي نجوم الكرة سيحبون القمصان الجديدة فيتمثلون باللاعب في الحفاظ على البيئة ، وهنا نجد استخدام مفهوم البيئة في شكله الأعم.
أتمنى انا أرى حملات توعية ومبادرات تجذب المواطنين لمعرفتها وتطبيقها مثل الحد من رش المياه في الشوارع، الحد من تلوث الجو بسبب دخان المصانع والمواد البلاستيكية وعوادم السيارات، عدم حرق القمامة في الاماكن السكانية، الاستعانة بخبراء ومتخصصين في مجال الحفاظ على البيئة والتوعية بها في مثل هذة المبادرة.
وسيرتدي ايضا نجوم مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بنزيمة والويلزي جاريث بيل تلك القمصان التي ستبدو تماما مثل الرسمية التي تصنعها احدى الشركات الألمانية للفريق الإسباني ولكن باستخدام مخلفات بلاستيكية كانت في المحيط الهندي وجرفتها الأمواج إلى شواطئ جزر المالديف.
يأتي ارتداء تلك القمصان في إطار تعاون فنانين ومصممي أزياء وصحفيين ومهندسين معماريين وعلماء.
وسيكون ريال مدريد ثاني نادٍ أوروبي كبير يستخدم تلك القمصان بعد فريق بايرن ميونخ الألماني الذي تصنع احدى الشركات الالمانية قمصانه الرسمية أيضًا وارتدى نفس القمصان في الخامس من نوفمبر الماضي في مباراة أمام هوفنهايم بالدوري الألماني.
ولتصنيع القميص المدريدي الواحد من مخلفات المحيط، تم استخدام ما يعادل 28 زجاجة بلاستيكية، وفقا للوكالة الاسبانية.
ومن جملة الافكار خارج الصندوق نجد ان احدى الشركات الالمانية قد بدأت في تصنيع أحذية من مخلفات المحيطات البلاستيكية ومن المقرر أن يتم طرح في 2017 نحو مليون حذاء من هذا النوع ستستخدم في تصنيعها 11 مليون زجاجة بلاستيكية مجمعة من مخلفات المحيطات.
وهنا ادلى بتصريح مؤسس هذه المبادرة، كريل جوتوش، أنها تعد نموذجا على أن "الابداع البيئي هو مجال مفتوح" حيث "حان الوقت للتحرك وتطبيق استراتيجيات تستطيع إنهاء تلوث البلاستيك".
البعض يسخر من هذه المبادرات لانه يستهون بكل شئ حوله ولكن الفرق هنا ان الكثير عندما شاهدوا اللاعبين انبهروا بما قدمته هذه المؤسسات من فكر مقبول لديهم، أرجو أن نراعي أهمية التفكير الابداعي وأن ننظر باهتمام لجميع الافكار المقدمة ونحاول تنفيذ ما نجده خارج الصندق فأحيانا الخروج عن السرب تميز وليس عيبا.