قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

التقاء ثم طلاق

0|ماري جرجس   -  

الجواز قائم في أي حتة في العالم على الحب.. إلا عندنا.. علشان كدا طبيعي جدا إن حالات الطلاق في 2014 تبقى 180 ألف حالة طلاق.. يعني 15 ألف حالة في الشهر! جملة قالها الفنان محمد صبحي في أحد برامجه وأنا أتفق معه في ذلك.

"أنت طالق".. كلمة تتكرر على ألسنة الأزواج، وفي أحيان كثيرة تبدأ في السنة الأولى من الزواج، وتتسبب في تفكك الأسرة، وتشريد الأبناء وفقد أحدهما والعيش بدونه، وتحول الطلاق لظاهرة شملت جميع المستويات الثقافية والاجتماعية لأتفه الأسباب.

لن أتحدث كثيرا عن أسباب الطلاق لأنها أصبحت موضع دراسة للباحثين ورصد للكتاب، وأصبحنا نعرفها ولكن لا نحاول أن نعالجها، هل لأننا في مجتمع يطلق عليه "ذكوري" يتيح له التحكم بمشاعر ومستقبل أسرة كاملة طبقا لشهواته وميولة لفتاة أخرى يريد أن يتزوجها بديلا عن أم أولاده، هل وصل بنا الحال إلى سهولة هدم أسرة لأجل فرد أناني.

ومن الناحية الأخرى، هل يجب على الفرد أن يكون فداءً للأسرة حتى لا تضيع، أرى أنه عليه التضحية بحياته لأجل أسرته، وليس معنى كلامي هذا أن الطلاق يكون نفسيا بدون محاكم أو بحضور مأذون، بمعنى انفصال الزوجين عن بعضهما نفسيا فكل طرف لا يشعر بالآخر وتنعدم المشاعر بينهما وتختفي لغة الحوار المشترك بينهما، وقد توجد العلاقة الحميمة ولكنها تكون جسدية من الدرجة الأولى بدون قبول أو حب، فالحياة الزوجية مستمرة أمام الجميع، ولكنها منتهية بالنسبة للزوجين أو بالنسبة لطرف واحد منهما، فهناك حلول جذرية يجب أن تكون من قبل الطرفين حتى لا يصلا إلى هذه المرحلة من الموت النفسي.

وهذا ما كنت أتمناه، وضع آليات محددة لوقف عملية تشويه الزواج، فقد طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا إصدار قانون ينظم حالات الطلاق الشفوي في مصر، لكبح ظاهرة ارتفاع معدلاته مؤخرًا.

وقال اللواء أبو بكر الجندي، رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، معلقا على كلمة الرئيس إن عدد حالات الزواج "يبلغ حوالي 950 ألف سنويا، وحالات الطلاق 160 ألف سنويا. وتقع 40 في المائة من حالات الطلاق خلال السنوات الخمس الأولى من الزواج"، ووثقت دراسة للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ارتفاع حالات الطلاق خلال العقدين الأخيرين، من عام 1996 إلى عام 2015.

وذكرت الدراسة أن معدل حالات الطلاق خلال العقد الأول من فترة الدراسة (1996-2005) بلغ 1.1 لكل ألف نسمة من السكان، وارتفع معدل الطلاق خلال العقد التالي (2006-2015) ليصل إلى 1.7 حالة لكل ألف نسمة من السكان.

وقد أكدت إحصائيات الأمم المتحدة ومركز معلومات دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، ارتفاع نسب الطلاق، ووصل الإجمالى العام الآن إلى 3 ملايين مطلقة، لتؤكد الإحصائيات أن مصر تحتل المرتبة الأولى عالميا.

وعززت الأمم المتحدة ذلك فى تقريرها الصادر للظروف الاجتماعية والاقتصادية، والصحية، فضلا عن نقص الوعى أو إدمان المخدرات، وانتشار المواقع الإباحية على الإنترنت، ما جعل هناك تزايد فى نسب الطلاق، وبالأخص الناتج عن قانون الخلع.

فيما أعلنت محاكم الأسرة أن 240 حالة طلاق تقع يوميًا، بمعدل حالة طلاق كل 6 دقائق، لتتراوح مدد الزواج من ساعات بعد عقد القران، إلى مدد تقارب الثلاث سنوات، وبلغ إجمالى عدد حالات الخلع والطلاق عام 2015، 250 ألف حالة طلاق وخلع بمصر، بزيادة عن عام 2014 بـ89 ألف حالة، وفى المقابل تردد مليون حالة على محاكم الأسرة خلال 2014.

وحذر الرئيس من التداعيات السلبية للطلاق على الزوجين وعلى الأبناء والمجتمع بأسره. وقال: "ألا يجدر بنا أن نصدر قانونا بحيث لا يتم اعتماد الطلاق إلا في حضور المأذون لكي نعطي فرصة للزوجين لمراجعة نفسيهما؟".

في غضون ذلك، صرح عمرو حمروش، أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان، بأنه يتم تجهيز قانون لتنظيم الطلاق الشفوي خلال أيام تنفيذًا واستجابة لدعوة الرئيس، مشددًا على أن القانون الجديد سيكون متوافقًا مع الشرع، لأن الشرع يدعو إلى وحدة الأسرة ولم شملها والاستقرار.

والسؤال الأهم هنا، هو ما مفهومك عن الزواج، هذا السؤال الذي لم يفكر فيه الكثير قبل الزواج، والسؤال الآخر والمهم أيضا ماذا تريد منه، فإذا أجبت عن السؤالين ستجد راحة نفسية في اختيارك وقرارك سيكون الأقرب إلى الصواب.