ربما يكون المقهى من بين الأركان الأساسية في روايات نجيب محفوظ كجزء رئيسي من الحارة وملتقى أبطال الرواية تصنع الحدث ويصنع منها أيضًا لم يخلوا عمل لنجيب محفوظ إلا وكانت للمقاهي دورًا بارزًا فيها من بين هذه المقاهي ما هو حقيقي وظل لسنوات طويلة يستمد شهرته فقط لأن أديب نوبل تحدث عنه.
بين المقاهي التي ذكرها أديب نوبل نجيب محفوظ يستعرض "صدى البلد"أشهرها.
مقهى قشتمر
يعد مقهى قشتمر أحد أشهر المقاهي التي تعود نجيب محفوظ على ارتيادها بشكل مستمر بل تم تسمية أحد روايته باسم المقهى يحكي من خلاله عن قصص أبطال الرواية الذين تعودوا على الاجتماع عليه دائمًا.
يقع مقهى قشتمر حسبما وصفت سحر، فى شارع الجيش، بميدان قشتمر، بجوار بنك القاهرة، على مقربة من قلب ميدان الظاهر، وبجواره جامع الظاهر بيبرس، وعلى الرغم من التاريخ الكبير للمقهى إلا أن ذلك لم يشفع له فتحول إلى مقلب للقمامة ووكر لمدمني المخدرات وهو ما دفع لورثة الفنان محمد عبد الوهاب إلى محاولة هدمها.
مقهى ريش
أحد المعالم المميزة لمنطقة وسط البلد والتي شهد الكثير من الأحداث الهامة وميلاد أيضًا العديد من الأدباء في تاريخ مصر الحديث وكان نجيب محفوظ أحدهم.
من الأحداث الهامة التى كان "ريش" شاهدًا عليها الندوة الأسبوعية للكاتب الكبير الراحل نجيب محفوظ، والاجتماعات السرية لزعماء ثورة 1919 ولا تزال آلة طبع المنشورات التى كانوا يستعينون بها آنذاك موجودة بالمقهى حتى الآن.
كما شهد اجتماعات الضباط الأحرار التى خطط فيها جمال عبد الناصر ورفاقه لثورة يوليو، وقبض منه على مصطفى أمين، وكان كبار الفنانين والمثقفين والسياسيين يرتادون ريش وعلى رأسهم نجيب محفوظ وطه حسين وعباس العقاد ومصطفى أمين ومحمد حسنين هيكل، إضافة إلى أنه كان قبلة كل من صلاح جاهين والأبنودى وأمل دنقل وعبد الوهاب المسيرى، وفيه غنت أم كلثوم وسيد درويش وصالح عبد الغني.
مقهى الفيشاوي
في الثلاثية الشهيرة لنجيب محفوظ خلد مقهى الفيشاوي التي ظل طوال حياته يحب الجلوس عليها ويعرف كل تفاصيلها ويحفظها، المقهى الذي زاد تاريخه عن مائتي عام كان أيضًا شاهدًا على ميلاد عبقرية نجيب محفوظ.
يعتبر مقهى الفيشاوي الموجود على شارع ضيق من سوق خان الخليلي في القاهرة ذو تاريخ غني بسبب تخليد أديب نوبل له ومن وقتها تحول لأحد أهم الاماكن التي يقصدها المثقفين والفنانين والسياح القادمين من الخارج ومحبي أدب نجيب محفوظ.
مقهى علي بابا
ففي السادسة صباحًا يعبر النيل مشيًا على كوبري قصر النيل حتى يصل المقهى ويحتسي قهوته بالدور العلوي، ولم يكن أديبنا فقط من رواد المقهى، بل كان الروائي عبدالوهاب الأسواني ومحمد البساطي والشاعر الجنوبي أمل دنقل والكاتب الصحفي كامل زهيري وزكريا الحجاوي ومحمود أمين العالم وغيرهم كثيرون.
تعرض المقهى في 2015 للهدم من مسؤولي محافظة القاهرة وهو الامر الذي تسبب في استياء كبير بين الأوساط الثقافية وتدخل بسببه المحافظ لحل المشكلة.
مقاهي يحبها نجيب محفوظ في الإسكندرية
في أجازة نجيب محفوظ في الإسكندرية اعتاد الجلوس على عدد من المقاهي مثل هى أتنيوس"، و"مقهى ديليس"، و"مقهى الترام"، و"مقهى الكريستال"، و"مقهى تيرو"، و"مقهى بيترو" الذي كان يجلس فيه محفوظ الى جوار توفيق الحكيم.