الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خدعونا وقالوا: غاندى مثاليا!!!


أعترف أنني أفنيت عمرى كله بحثا عن حقيقة اشخاص وجمع معلومات عن أيقونات ورموز إنسانية.. وأعترف أيضا أننى كنت أعشق الزعيم الهندى غاندى، واعتبره رمزًا منفردًا متفردًا فى كل شيء وأي شيء، وأعترف أيضا أننى وضعته فى مكانة عالية وكنت أقارن كل ما هو مثالى بما قاله غاندى وما صنعه وما عاش له وعليه، حتى انني كنت امارس رياضة الصمت والغوص فى الذات الروحانية مثلما كان يفعل هو قبل اتخاذه أي قرار وخاصة قرارات مواجهته لبطش الاحتلال الإنجليزي لبلاده ..

أعترف أيضا بأن غاندى لم يكن بالنسبة لى مجرد زعيم حرر بلاده بأرقى الوسائل السلمية وأقومها ولكنه يمثل لى ركيزة فى حياتى وحديثا لا تنقطع مفرداته ولا تتوقف أبدا ..عشت عمرى أتغزل بغاندى وأمشى على درب غاندى وأتحدث عن غاندى وأسرد فيه نثرا وأقول فيه شعرا ولماذا لا أليس هو غاندى !!

كل تراثى الفكرى يتركز عنده وكل خبراتى الاعلامية تنطلق من مفرداته ،اصبحت وامسيت استنشق هواء غاندى الى ان صدمت صدمة جعلتنى اتخبط وابحث عمن ينفى ماعرفته عن غاندى فقد جمعتنى الجلسات والندوات مع مثقفين وتناولنا ملفات وقضايا اخذتنا من ندوة لاخرى ومن جلسة لاختها للحديث عن الزعيم الهندى خالد الذكر غاندى ، وبالطبع قلت بينى وبين نفسى هذا ملفى وهذه ارضى وذلك زرعى ، فتحدثت واسهبت واطلت وشرحت ، وعلى الرغم من تصفيق الحضور الا ان عينى لمحت استغراب من الصفوة وممن جمعنى بهم الحديث وممن ظننت ان هواهم مثل هوايا غاندى ..وعندما انتهى اللقاء وجدتهم يعطونى كميات من الكتب والمذكرات بعضها كتبها مريدو غاندى وغيرها خطت بخط يده هو شخصيا .. وبين هذه وتلك خطابات لاميرة بريطانية كانت تأتيه من بلادها الى الهند كى تحظى بمباركته وذلك بان تضاجعه ..ولما عدت الى بيتى تفرغت لقراءة كل مامعى عن هذا الغاندى ولا اخفيكم القول فقد فزعت واصبحت كمن بعث من قبره وهو ينفى وجود الله وفى بعثه تأكد من غيه وسوء ظنه ووجد امامه جنة ونار وباطل وحق وتأكد ان للكون اله كان ينكره ويرفض وجوده وينفيه ..
فقد وجدت كلمات مخطوطة بيد غاندى يؤكد فيها مامعناه انه ظل الله فى الارض وانه من العظمة بأن تبارك كل خطاه وان تحمد كل عطاياه ، وللعجب ايضا قرأت حديثا له عن كم السيدات اللائى نلن بركته واصبحن مقدسات عندما ضاجعهن ،وايضا ذكر انه كان يجعل زوجته تشاهد علاقاته كى تعلم كيف انها محطوظة بانه لها وبان كل هؤلاء يذهبن ويأتين من اجله ..كل ماكتبه مريديه ايضا لم يختلف كثيرا عن هذه الحقيقة وعن كونه هدية السماء للهند وبأنه رجل يقترب من الالوهية ،ولم ينسوا طبعا ان يتحدثوا عن كفاحه وعن خطاه فى استقلال بلاده وعما صنعه بعقله الرشيد الموجه من قوى خفية مباركة ..عندما انتهيت مما قرأته اعترف اننى اصبت بحالة من عدم الاتزان وبما يشبه نصف المستيقظ فأنا لاادرى هل ماذكره غاندى من ان العظماء لابد ان تكون لهم انفرادات ايا كان نوعها ، وبأنهم معفون من الخطأ ، ومرفوع عنهم مايملى على غيرهم عند وقوعهم فى الزلل !! لم ادر هل انا اصبحت مثل ماذكره العبقرى نزار قبانى عن الامام وتلميذه الذى عاش ربع قرن يسبح ويتغنى ويذكر ويتذكر ويؤمن بكل ماقاله الامام ،وهل انا لابد ان اقتل الامام مثلما فعل فتى نزار عندما كفر بفكر الامام ولم يجده مثاليا مثلما ظن .وايضا طلت على افكارى كثير من العبارات ارادت ان تخرج وتصف ماعرفته عن غاندى ولكنى آثرت الا اطلقها حرصا على مخزون غاندى لدى ..والان وقد تحطم تمثال غاندى عندى او كاد هل يوجد من يقول لى مثلما ردد نزار والله ماقتلت الامام !!؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط