الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نظرية التلتين والتلت


فى التراث القديم ذكروا أن مدينة بكل مافيها أعلنت تمردها ورفضها لنصيبها فى الحياة ولطريقة المعيشة، وأصبح شعب هذه المدينة كله رافض الاستمرار ومصرا على التغيير والتبديل ومن حسن حظ هذه المدينة أن حاكمها كان يمتاز بالحكمة والعقل والصبر ولذا فانه عندما علم بحال بلدته استدعاهم واستمع لشكواهم ووجدهم مستاءين رافضين نصيبهم طامعين فى تبديل أدوارهم مع غيرهم وغيرهم راغب ايضا فى نفس مايرغب فيه الآخر ،وعندما انتهوا من شكواهم وتقديم مايريدون لحاكمهم لم يبد الاخير استياء بل رحب بما يريدونه ولكن بشرط واحد وهو استعداده ان يعطيهم مايريدونه بشرط تنازلهم عن ثلثى مايملكون اى مايوازى نسبة الثمانين فى المئة مقابل حصولهم على مايكمل المئة فى المئة لرصيدهم الدنيوى وهو مايماثل نسبة العشرين فى المئة ،

فى بادئ الامر ترددوا وخافوا من المجازفة الا ان التلميح باكتمال نصيبهم فى الحياة جعلهم يوافقون ويبدأون فى التنفيذ وقد كان اصرار المعظم منهم على ترك زوجاتهم واولادهم مقابل فتاة صغيرة شقية ممن يطلق عليهم فى عصرنا الحالى فتاة شمال لانها فى نظرهم لديها كل مقومات تبديل وتغييرهم كلية من الالف الى الياء وبالفعل اصبحت حال معظم رجال المدينة واهمة بأنها امتلكت السعادة الكلية فزوجاتهم يربون ابناءهم وهم ينهلون من السعادة الوان واشكال ،بينما فئة اخرى اخذت النسبة الباقية للسعادة بالثراء

واخرى بالانجاب على حساب الصحة وغيرها بالسلطة وغير غيرها بالعلم وهكذا وضعت نقاط السعادة على رؤس المطالبين بها بطريقتهم طريقة الثلثين مقابل الثلث او الثمانين فى المئة تنازل والعشرين فى المئة تعويض ،ومضت بهم التجربة ومضوا بها ولم تكتمل سعادتهم الوهمية بل ان خسائرهم النفسية والجسدية والوظيفية كانت اعظم واقوى تأثيرا وادركوا انهم كانوا يمتلكون السعادة الحقيقية المغلفة براحة البال فمن كانت لديه زوجة كان يعيش فى هدوء نفسى تركه بطمع للعيش فى كنف عاهرة تصور له الوهم بأنه واقع وتعبث بكرامته وتأخذ سلبا من رجولته ولاتصون اى مبادىء تصلى وتصوم فى محرابها زوجته ،وايضا من اختار المال مقابل الصحة والعافية لم يهنأ بماله ولم يسعد بسلطانه ،

وايضا تأكد من اختار الابناء مستغنيا عن الثراء بأنه كان اكثر شقاء وتعبا حسده عليه الفقير الذى طلب الغنا مقابل عدم الانجاب واكتمل المشهد بمن طلب الفجور مقابل هجر الدين والعيش عيشة الجاهلية ليتأكد ان من ترك التدين مقابل المجون ان التنازل كان محض جهل وكفر ..تجمع اهل المدينة على باب الحاكم ليطرقوه بشدة كى يفتح لهم ويعيد اليهم حياتهم السابقة ويأخذ منهم الحالية ويوقعوا ويقسموا بأغلظ الايمان انهم لن يفكروا ولو لوهلة فيما اختاروه لانفسهم وبأنفسهم مرة اخرى ويفتح الحاكم ابواب مملكته ويحقق لشعبه ماارادوه ولكنه ينسى انه مازال يعيش تجربة ان يكون مواطنا بدلا من كونه حاكما وحتى الان لانعلم ماذا صار عليه الحاكم وماذا ارتضى لنفسه وماهى معايير سعادته ولكننا علمنا ان نظرية الثمانين فى المئة مقابل العشرين هى اسلوب حياة شريحة كبيرةممن لايدركون قيمة مالديهم طمعا فى الحصول على مافى يد غيرهم ليصلوا لمرحلة فقد الغالى مقابل الرخيص والادنى مقابل الكثير ...
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط