الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اكتشفوا جنسها بعد وفاتها.. طبيبة تخلت عن أنوثتها وتنكرت في زي رجل لتمارس الطب

صدى البلد

تتفاخر النساء بأنوثتهن ويتنافسن في إظهارها والتجمّل لتحقيق ذاتهن، إلا أنه لكل قاعدة شواذ، وليس كل الفتيات يتمنين هذه الأنوثة الصارخة، ففي أحد الأزمنة، تخلت إحداهن عن أنوثتها وحياتها في سبيل تحقيق ذاتها وطموحها، تركت حياتها كامرأة وانتحلت شخصية رجل لفترة طويلة للوصول إلى مبتغاها الذي نجحت فيه، ولم يكشف أمرها سوى بموتها.


مارجريت آن بكلي، فتاة عاشت بلقب جيمس بيري، في أواخر القرن الثامن عشر، ولدت في أيرلندا واكتشفت عائلتها نبوغها وذكاءها الذي ظهر في مرحلة متقدمة، ومع طموح الفتاة لأن تصبح طبيبة، كانت صدمتها بأنه لم يكن متاحا للنساء حينها بالالتحاق بكلية الطب، لتواجه عائقا لا يمكن تذليله، وتقف العائلة محتارة في كيفية استغلال ذكاء ابنتها وتحقيق حلمها.

لجأت الأسرة إلى حيلة لإلحاقها بكلية الطب، فتم تغيير اسمها من مارجريت آن بكلي إلى جيمس بيري، بعدما منحها خالها اسمه، وبالفعل نجحت الفتاة في الالتحاق بكلية الطب وحصلت على شهادتها، وأظهرت تفوقها فتمكنت من اجتياز اختبار الكلية الملكية للجراحين في إنجلترا، وخلال عملها جذبت الأنظار إليها بسبب نجاحها وتميزها فتم إلحاقها بالخدمة العسكرية برتبة ضابط.


بملامح بريئة وأنف صغير مدبب، وعيون تحمل بداخلها نظرات العطف والحنان، تخلت مارجريت عن أنوثتها، دفنت جسدها داخل أزياء الرجال، وفي الوقت الذي تتسابق النساء إلى صالونات التجميل لتصفيف شعرهن، اتجهت إلى صالون الحلاقة لقص شعرها، فجعلته أشبه بالرجال، تأقلمت الفتاة في الشخصية الجديدة التي تقمصتها، فلم يستطع أحد كشف هويتها، بل تمت الاستعانة بها في الخدمة الطبية بالهند ومستعمرات إنجلترا في جنوب أفريقيا، وتعد مارغريت آن باكلي هي أول امرأة طبيبة في إنجلترا، بفضل شجاعتها، كما ساعدت على التقدم في العديد من المجالات الطبية.

تركت الطبيبة المتخفية في هيئة رجل، بصمة في الطب آنذاك، حيث تعد أول طبيب يكشف دور النظافة الصحية بشكل أساسي في المجال الطبي، ولذلك كانت قادرة على الحفاظ على حياة الكثير من المرضي لديها، كما أنها ربطت بين البراز والأمراض، واستطاعت أن تضع حدا لانتشار مرضى الكوليرا والجذام اللذين مات بسببهما الكثير من الناس في القارة الأفريقية، كما أنها كانت أول جراح يقوم بعملية ولادة قيصرية تنتهي بنجاح دون أن يموت الأم أو الجنين، كما عرف عنها أنها طبيبة تجيد معاملة المريض، وتتمتع بمهارات مهنية عالية، وحاولت تحسين الظروف الصحية في كل المناطق التي عملت بهما، وتطوير الظروف الغذائية للجنود العاديين، وكان إصرارها على تحسين ظروف الفقراء والعوام يثير عليها غضب نظرائها، كما كانت نباتية ولا تشرب الخمر.

عاشت مارجريت حياة أفنتها للطب، حتى أرهقها المرض ولم تستطع العلاج منه فأودى بحياتها، ورحلت لتكشف للعالم الخدعة التي طالما أخفتها عنهم، وبعد موتها وأثناء تغسيل الممرضة لجسدها، صدمتها المفاجأة لتكتشف أن الطبيب جيمس بيري لم يكن سوى امرأة متنكرة، ولم يشعر بها أحد، واصطدمت الممرضة بعلامة جراحة في بطن مارجريت من علامات الولادة القيصرية ما يعني أنها حملت بطفل ولم يشعر بها أحد، ولم يعلم أحد من هو الأب أو الرجل الذي ارتبطت به مارجريت، ودفنت الطبيبة جيمس بيري لتخفي معها سرها ولغز حير إنجلترا والعالم ووقف لها الأطباء إجلالا واحتراما.