الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكرى١٥٠ عاما على حفر قناة السويس.. أحفاد آخر ملوك مصر وعائلة ديليسبس يزورون بورسعيد

صدى البلد

١٥٠ عاما مرت على ذكرى حفر أهم مانع مائي في العالم والذي حول مسار التجارة العالمية عندما ربط البحرين الأبيض والأحمر لينقذ السفن التجارية من بطش القراصنة ويقلل المدة الزمنية لوصول البضائع إلى البلدان. 

وبهذه المناسبة زار وفد ضم الأمير طوسون أحمد فؤاد آخر أفراد العائلة الملكية التي حكمت مصر فهو نجل الأمير أحمد فؤاد ولي العهد ابن آخر ملوك مصر فؤاد الأول يرافقه أحفاد عائلة المهندس الفرنسي فرديناند ديليسبس صاحب فكرة والمشرف على مشروع حفر قناة السويس ترسانة بورسعيد البحرية ومتحف ديليسبس. 

وقد حرص الوفد على التقاط الصور مع تمثال ديليسبس القابع في ترسانة بورسعيد البحرية على مجري القناة، كما حرصوا علي تفقد متحف ديليسبس المقام داخل فيلا الملكة سانت أوجيني بنطاق حي الشرق بمحافظة بورسعيد.

وزار الوفد مبنى ارشاد السفن الاثري احد اقدم مبانى الإرشاد على مستوى العالم والذي يتميز بطرازه المعماري و الهندسي والجمال الجديد 

وبدت السعادة على وجوه زوار المدينة بما شاهدوه ولمسوه من اهتمام بالغ بتسجيل والحفاظ على التاريخ .

كان التاريخ سجل أن مصر كانت أول بلد حفر قناة عبر أراضيها بهدف تنشيط التجارة العالمية، حيث تعتبر قناة السويس أقصر الطرق بين الشرق والغرب ونظرا لموقعها الجغرافي الفريد، فهي قناة ملاحية دولية هامة حيث إنها تربط بين البحر الأبيض المتوسط عند بورسعيد والبحر الأحمر عند السويس.

وتعود فكرة ربط البحر المتوسط مع البحر الأحمر عن طريق قناة إلى 40 قرنا مضت كما تشير إلى ذلك الدراسات التاريخية بدءا من عصر الفراعنة ومرورا بالعصر الإسلامي وحتى تم حفرها للوصول لحالتها الراهنة اليوم.

وتعتبر هذه القناة أول قناة إصطناعية تستخدم في السفر والتجارة وتعود الفكرة الأساسية فى إنشاء قناة تربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط إلى قديم الزمن حيث حفرت مصر أول قناة إصطناعية على سطح الكوكب عندما حفر الفراعنة قناة تربط بين نهر النيل والبحر الأحمر.
وفي عام 1854 نجح الدبلوماسى الفرنسى المهندس "فرديناند ماري دي ليسبس" في حشد إهتمام نائب الوالي سعيد باشا للمشروع وفي عام 1858 تشكلت الشركة العالمية لقناة السويس البحرية وحصلت على امتياز لحفر قناة وتشغيلها لمدة 99 عاما على أن تؤول ملكيتها بعد ذلك إلى الحكومة المصرية.

وتأسست الشركة على أنها مؤسسة مصرية خاصة ويملك معظم أسهمها مستثمرين مصريين وفرنسيين وفي عام 1875 قامت الحكومة البريطانية بشراء أسهم الحكومة المصرية وأشارت الدراسة التجريبية بأن مجموع 2,613 مليون قدم مكعب من التراب يجب أن تزال، بما فيها 600 مليون من اليابسة، و 2,013 مليون تكريك من المياه ومجموع تقديرات التكلفة الأصلية هي 200 مليون فرنك.


في البداية عندما واجهت الشركة مشاكل مالية للتمويل، اشترى سعيد باشا 44% من الشركة للإبقاء على تشغيلها ومع ذلك كان البريطانيين والأتراك يشعرون بالقلق من هذا المشروع ورتبوا لوقف المشروع ولو لفترة قصيرة، حتى تدخل نابليون الثالث وبدأ حفر القناة بالفعل في 25 أبريل لعام 1859.

وبين ذلك إلى 1862 تم الإنتهاء من الجزء الأول من القناة ومع ذلك ومع تولى إسماعيل الحكم خلفا لسعيد باشا توقف العمل من جديد فلجأ "فرديناند دي لسبس" مرة أخرى لنابليون الثالث، وتشكلت لجنة دولية في مارس من عام 1864، وقامت اللجنة بحل المشاكل وفي غضون ثلاث سنوات إكتملت القناة في يوم 17 نوفمبر 1869 حيث أزيل الحاجز عند السويس وتدفقت مياه البحر الأبيض المتوسط الى البحر الأحمر وافتتحت قناة السويس للملاحة العالمية.

وأخذ الإنتهاء من 160 كم على طول المجرى المائي للقناة عشر سنوات مؤلمة وجهد شاق من قبل العمال المصريين الذين تم إستدعائهم بمعدل 20,000 كل عشرة أشهر من بين طبقة الفلاحين.

والإنتهاء من قناة السويس كان سببا كبيرا للإحتفال في بورسعيد بدأ الاحتفال المبالغ فيه بالألعاب النارية وحفلة حضرها ستة الاف متفرج شملت العديد من رؤساء الدول، بما فيها الإمبراطور "أوجينى" وإمبراطور النمسا وأمير ويلز وأمير بروسيا وأمير هولندا ودخلت قافلتين من السفن فى القناة من المداخل الجنوبية والشمالية، وإلتقتا في الإسماعيلية، وقد إستمرت الحفلات لأسابيع، وتميز الإحتفال بافتتاح دار أوبرا إسماعيل العتيقة في القاهرة والتي لم تعد موجودة الآن.

في عام 1875 وبسبب الديون الخارجية، قامت الحكومة البريطانية بشراء أسهم المستثمرين المصريين وخاصة أسهم سعيد باشا بنحو 400,000 جنيه إسترلين، ومع ذلك لازالت فرنسا صاحب الإمتياز الأكبر وبموجب شروط الإتفاقية الدولية التي وقعت في عام 1888 "إتفاقية القسطنطينية"، إفتتحت القناة لسفن جميع الدول دون تمييز، في السلم والحرب. 

ومع ذلك فإن بريطانيا إعتبرت القناة ضرورية لصون قوتها البحرية ومصالحها الاستعمارية وبالتالي فإن أحكام المعاهدة "الإنجلومصرية" فى 1936 سمحت لبريطانيا للحفاظ على قوة دفاعية على طول منطقة قناة السويس ولكن القوميين في مصر طالبوا مرارا وتكرارا بإخلاء بريطانيا من منطقة قناة السويس، وفي عام 1954 وقعت الدولتان على إتفاق يأخذ سبع سنوات ليحل محل معاهدة 1936 وينص على الإنسحاب التدريجي لجميع القوات البريطانية من المنطقة.

واستمرت القناة تحت سيطرة القوتين حتى تأميم جمال عبدالناصر للقناة في عام 1956، ومنذ ذلك الحين تديرها هيئة قناة السويس وبعد ثورة يوليو 1952، أعلن الرئيس جمال عبد الناصر فى 26 يوليو 1956 قرارا بجعل قناة السويس تحت الإدارة المصرية 100%، مما أثار غضب الدول الكبرى الذي أدى بدوره إلى العدوان الثلاثى على مصر في 29 أكتوبر 1956 الذي تسبب فى إغلاق قناة السويس، وأعيد فتحها في مارس 1957.