الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبق التاريخ في الكاشف.. قصة مسجد بناه عبد فقير من بيت عريق

اللوحة التأسيسية
اللوحة التأسيسية للمسجد

تعج محافظة أسيوط بعشرات الأماكن الأثرية والتاريخية التي تحمل عبقا من التاريخ، ومسجد الكاشف بمنفلوط أحد هذه الأماكن.. يعرفنا علي حكايته الدكتور أحمد سليمان عبد العال مدير عام مناطق مصر الوسطي للآثار الإسلامية والقبطية.

يقول: يقع هذا المسجد بمنطقة القيسارية بمدينة منفلوط، وهي تبعد عن مدينة أسيوط بحوالي 20 كم جنوبًا، وأنشأه جمال الدين الكاشف وهو من التجار المشهورين وابنه علي الكاشف، هي من البيوت العريقة بالمدينة سنة 1167هـ/1772م.

والمدخل الرئيسي للمسجد يقع بالواجهة الشمالية الشرقية المطلة على شارع علي الكاشف، ويوجد على جانبي المدخل مكسلتان على يمين ويسار الداخل والمدخل من الطوب المنجور، ويتوجه عقد مدائني ثلاثي النصوص ويتوسطه الباب الخشبي وهو من ضلفتين بزخرفة زخارف هندسية من مستطيلات ومربعات وأشكال الأطباق النجمية.

ويؤدي بنا المدخل السابق ذكره إلى داخل المسجد وهو عبارة عن مساحة مربعة تقريبًا حوالي 18م × 18م قسمت إلى ثلاث بلاطات بواسطة صفين من الأعمدة الجرانيتية تعلوه الأعمدة طبليات خشبية وتعلوها مقرنصات، وتصل بين الأعمدة روابط وعوارض خشبية وسقف هذا المجد بالبراطيم والألواح الخشبية ويتوسطه شخشيخة خشبية بها نوافذ للتهوية والإضاءة تعلوها قبة خشبية يعلوها الهلال.

ويتوسط جدار القبلة حنية المحراب وهي عبارة عن حنية يتوجها عقد نصف دائري يعتمد على عمودين من الرخام ويعلو المحراب لوحة رخامية عليها كتابات تتضمن اسم المنشئ وتاريخ الإنشاء وأدعيه له.

وجاء نصها: "بسم الله الرحمن الرحيم وبشر المؤمنين محمد لا إله إلا الله محمد رسول الله
أسس هذا المسجد المعمورا          عبد فقير مرتجي الاجورا
يسمى علي كاشف جمال الدين         حف بلطف ربـه الغفورا
وأعطى المامور في الدارين           في الجنات اسكن مستورا
في عام سنة وسبعوم بني           مع مناه والألف جار مشهورا
وتعلو هذه اللوحة قمرية مستديرة.

وفي الركن الشمالي الغربي للمسجد توجد مقصورة لصلاة النساء ترتكز على عمود خشبي وسقفها من الألواح الخشبية ويحيط بها درابزين من خشب الخرط ويتم الوصول إليها عن سلم بجوار المئذنة.

هذا وإلى جوار المحراب يوجد المنبر الذي يتكون من باب الصدر الذي يؤدي إلى درج يؤدي إلى جلسة الخطيب ويعلوها جوسق مخروطي يعلوه الهلال وزخرفت جوانب هذا المنبر بزخارف هندسية وأشكال البرامق والأطباق النجمية.

أما عن المئذنة فيتم الوصول إليها عن طريق باب بالجدار الجنوبي الغربي وتتكون من ثلاث طوابق الأول مربع 4م × 4م ثم طابقين مثمنيين زخرفت درانها بدخلات تشبه المحاريب وعقود وأشكال المقرنصات.