الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى الاحتفال بمئوية لبنان.. ننشر نص كلمة الرئيس اللبناني كاملة

ميشيل عون
ميشيل عون


وجه الرئيس اللبناني ميشيل عون كلمة الي الشعب اللبناني حيث قال : نعم، هناك حاجة لتطوير النظام اللبناني، لتعديله، لتغييره.... سمّوها ما شئتم، ولكن الأكيد أنّ لبنان يحتاج الى مفهوم جديد في إدارة شؤونه، يقوم على المواطنة وعلى مدنية الدولة"
واضاف :إن النظام الطائفي القائم على حقوق الطوائف وعلى المحاصصة بينها كان صالحًا لزمن مضى، ولكنه اليوم صار عائقًا أمام أي تطورٍ وأي نهوضٍ بالبلد، عائقًا أمام أي إصلاح ومكافحة فساد، ومولدًا للفتن والتحريض والانقسام لكل من أراد ضرب البلد ، وإن التعددية مصدر غنى إنساني وثقافي وقيمي، وهي التي جعلت من لبنان رسالةً وأرض لقاءٍ وحوار؛ فهل نسمح بأن تنقلب الى محرك للتفرقة والانقسام؟"
شباب لبنان ينادون بالتغيير، أصواتهم تصدح في كل مكان تطالب بتغيير النظام، فهل نصغي إليهم؟ وتابع : هؤلاء الشباب هم لبنان الآتي، ولأجلهم ولأجل مستقبلهم أقول: نعم حان الوقت".

واستكمل : اليوم لبنان في أزمة غير مسبوقة، حيث انفجرت تراكمات عقود في السياسة، في الاقتصاد، في المال وفي الحياة المعيشية. فهل حان الوقت للبحث بصيغة جديدة أو باتفاق جديد؟
واستطرد : مجتمعنا تعددي متنوع، وقد ارتأى أجدادنا صيغة للعيش معا أساسها احترام الآخر وحقه بالوجود السياسي، وهي نجحت الى أن خنقتها التقلبات السياسية في المنطقة التي أشعلت حروبنا وحروب الآخرين على أرضنا. حتى كان اتفاق الطائف الذي صار دستورا جديدا له نقاط قوة كما ونقاط ضعف تظهر لدى كل استحقاق

وتابع : إن المئوية الأولى، وإن عرفت بعض حقبات الازدهار والنهضة الاقتصادية والثقافية والمؤسساتية، إلا أنها كانت زاخرة بالخضات والأزمات والحروب، لم نعرف فيها استقرارًا حقيقيًا إلا لفترات قصيرة تشبه الهدنة ما بين أزمة وأزمة...فأين الخلل؟ هل هو فينا أم في نظامنا أم في محيطنا أم في قدرنا؟
وذكر قائلا : للأمانة التاريخية، مع انطلاقة لبنان الكبير، بدأت مداميك الدولة تتركز؛ فكل المؤسسات والتنظيمات الإدارية والمالية والقضائية والأمنية وضعت أسسها في تلك الحقبة، وكذلك الدستور اللبناني

وتابع كلمته قائلا : مئة عام مرت على قيام الدولة لبنانية... وصحيح أن مقاربات اللبنانيين لهذا الحدث التاريخي مختلفة وأحيانًا متناقضة، ولكن تبقى شهادة للتاريخ والحقيقة أن إعلان دولة لبنان الكبير شكل النواة لقيام وطننا بحدوده الحالية بعد أن أعاد له ما سُلخ منه، كما أمن له اعترافًا دوليًا ثمينًا في حينه
وقال ايضا : للأسف، السنة التي خلت، قد حفلت بأزمات غير مسبوقة وبالكوارث، فلم تترك مجالًا لأي ومضة فرح؛ ومع ذلك يبقى الأمل، الأمل بتغيير حقيقي يمكّن وطننا من النهوض مجددًا

واستطرد : مواطني الأعزاء، لسنة خلت أعلنّا بدء ذكرى مئوية لبنان الكبير، وكان مقررًا أن تكون انطلاقة نشاطات ثقافية وفنية تخبر عن لبنان، لبنان الحضارة، لبنان الثقافة، لبنان القيم، لبنان التنوع والعيش الواحد، وأيضًا لبنان النضال والمعاناة، لبنان الألم والأمل


وتابع : هذه أرضنا، وهذا وطننا،  ومهما اشتدت الصعوبات سنبقى هنا وسنبقى معًا،  وسيبقى لبنان من مئوية إلى مئوية،  وطن الأرز الخالد أدعو الى إعلان لبنان دولة مدنية". 
كما تعهد عون بالدعوة الى حوار يضم السلطات الروحية والقيادات السياسية توصلًا الى صيغة مقبولة من الجميع، تُترجم بالتعديلات الدستورية المناسبة
واضاف : أيها اللبنانيون حتى يكون الأول من سبتمبر من العام 2020 استمرارًا لأول من سبتمبر من العام 1920، ولأنني مؤمن أن وحدها الدولة المدنية قادرة على حماية التعددية وصونها وجعلها وحدة حقيقية، 

وأتم كلمته قائلا : أدعو الى إعلان لبنان دولة مدنية ، فاللبنانيون يستحقون بعد المعاناة، دولة تكون فيها الكفاءة هي المعيار، والقانون هو الضامن لحقوق الجميع بالتساوي، والانتماء الأساس هو للوطن وليس لزعماء الطوائف؛ هذه الدولة هي مطلب شعبي، والأصوات في الساحات تطالب بها، فهل تلتقي عليها الإرادات السياسية وتبحث جديًا آلية الوصول إليها؟

وإختتم قائلا : إن تحوّل لبنان من النظام الطوائفي السائد الى الدولة المدنية العصرية، دولة المواطن والمواطنة، يعني خلاصه من موروثات الطائفية البغيضة وارتداداتها، وخلاصه من المحميات والخطوط الحمر والمحاصصات التي تكبّل أي إرادة بنّاءة وتفرمل أي خطوة نحو الإصلاح.