الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. إلهام شاهين تكتب: لماذا يحرقون المصاحف؟

صدى البلد

لماذا يحرقون المصاحف والمسلمون لم يحرقوا ورقة من كتبهم المقدسة احتراما لمشاعرهم الدينية مع يقيننا بأنها محرفة ولكن لو فيها آية واحدة صحيحة فيجب علينا تقديسها.



لماذا يتطاولون على نبينا محمد بالسب والرسوم المسيئة والأفلام القذرة والمعلومات الكاذبة المضللة رغم أنه لم يتطاول أي مسلم على أي نبي من الأنبياء التي يؤمنون بها حتى لو كان شخصا لا نؤمن به ولا علم لدينا عنه احتراما لمشاعرهم الدينية، لماذا ينكرون علينا الإيمان بالله الواحد الأحد ويتجاوزون في الحديث عنه ويتناولونه بما لا يليق به تعالى في روايات وقصص وسيناريوهات ونحن كمسلمين لم نتجاوز في الحديث عما يعبدون احتراما لكلام رب العالمين الذي أمرنا بذلك.



إن حرق المصحف في مشهد مستفز لمشاعر المسلمين هو يعني تحفيز على التحرش الديني وتحفيز لضعفاء العقول ومرضى القلوب على التعدي العقائدي ولن يجني أصحابه أفرادا وجماعات وحكومات إلا كل سوء.



أقول لكل هؤلاء: احذروا لعنة الله وانتقامه لكتابه وكلامه فللكتاب رب يحميه.



ومهما يكن فهذه الدعوة إلى حرق المصحف تتكرر وتترد منذ أعوام قليلة سابقة، ففي هذا العام 2020 يدعو إليها متطرفون من اليمين الديني ما يعني أنهم متمسكون بتعاليم الدين المسيحي في تشدد ,ويقيني  أنهم لا علم لهم بدينهم ولا بأي دين آخر, كما سبق من عشرة أعوام أن قام بالدعوة إلى  إحراق المصحف في تجمع كبير وفي ميدان عام قسيس المفترض أنه رجل دين  مسيحي, ورجل مسئول  ,وهو وهم وكل من يدعي التمسك بتعاليم الإنجيل، يعلمون تمام العلم أنهم  يخالفون تعاليم الإنجيل الذى يعلمونه لأتباعهم.



لأن الإنجيل الذي بين أيديهم  يدعو إلى التسامح مع المسيئين والإحسان للأعداء فمثلا نجد فى إنجيل متى الإصحاح الخامس "من لطمك على خدك الأيمن فحول له  الآخر أيضا" وفيه كذلك " أحبوا أعداءكم , باركوا لاعنيكم ، أحسنوا إلى مبغضيكم ، وصلوا لأجل الذين  يسيئون إليكم".



ونحن كمسلمين لا يمكن أن نسيء أو نتطاول على أي دين أو كتاب مقدس أو أن نهين ويحرم علينا أن نعتدي على أي نبي عند أي أمة،  ذلك لأنه ركن أساسي من  أركان  الإيمان عندنا كمسلمين الإيمان بالكتب السابقة والأنبياء السابقين قال الله تعالى "آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله".



كما أن الله تعالى نهانا عن أن  نشتم أي معبود عند الكافرين بالله قال الله تعالى "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم"،  لذلك فإنك لا تجد مثل هذه الأفعال المسيئة للأنبياء والكتب المقدسة  تصدر من المسلمين أبدًا و يفعل ذلك المسلمون بإيمان وبصورة طبيعية دون ادعاء احترام للحريات ودون تشدق بحقوق الإنسان ودون تظاهر بحماية الأقليات، أما في تلك البلاد التي تدعي الحرية وحماية الأقليات فإن مثل هذه الأعمال وتلك الدعوات تكشف كذب أقوالهم وزيف حرياتهم، وقبل أن يصدر من الأقليات  الإسلامية ردود أفعال تسيء للإسلام وتعطي صورة غير صحيحة عن ديننا الحنيف.



فيجب علينا أن نساهم في رد فعل مناسب للحدث ويتفق مع روح الإسلام ونتبع فيه المنهج الإسلامي الصحيح الذى أرشدنا إليه القرآن الكريم، وعلمنا إياه رسولنا صلى الله عليه وسلم، فالله تعالى يقول فى محكم آياته في سورة البقرة "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"، ولأننا لا يمكننا حرق كتبهم المقدسة أو إهانتها فيمكن مهاجمة المواقع التي تروج  لهذه الدعوة على النت وتدميرها بعد تحذيرها من عواقب دعم الترويج لهذه الدعوة إلى حرق المصاحف أو إهانتها، كما يمكن رسم صور للداعين لهذا الأمر والسخرية منهم ونشرها على النت، قال تعالى فى سورة هود "قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون"،  كما يمكن للمسلمين في هذه البلاد عمل مسيرات سلمية يحملون خلالها لافتات يكتب عليها دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم على المشركين "اللهم اخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا" وننشرها على صفحات وحسابات أصحاب تلك الدعوات لحرق المصحف والإساءة للرسول.



ويمكن كتابة لافتات أخرى تحمل أدعية مشابهة مثل "اللهم اجعل من أبنائهم من يحفظ القرآن ويقدسه"، كما يمكن أن تنتشر بوسترات عبر مواقع التواصل يكتب عليها دعاء الرسول "اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون" ونعرفهم أن هذا كان دعاء الرسول لمن آذاه كما يجب علينا أن نحذرهم  من أن يحل غضب الله ولعنته على من يهين كتابه الكريم فللكتاب رب يحميه ويحفظه من كل سوء ولعنته وغضبه قد تكون فى صورة كوارث طبيعية من داخل الأرض أو تنزل عليهم من السماء حتى وإن أمهلهم بعضا من الوقت فهو يمهل ولايهمل.