الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف يكون النظر إلى وجه الله في الآخرة.. علي جمعة يجيب

علي جمعة
علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة  مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن هذه الدنيا فانية والله سبحانه وتعالى سَيُنْعِمُ على المؤمنين بالنظرِ إليه، ولكن النظرَ إليه سبحانه لا يكونَ في الدنيا الفانية، إنما يكون في دار البقاء.

 

وأضاف جمعة عبر الفيسبوك: في الدنيا الفانية {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ} في الآخرة {للذين أحسنوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} قال العلماء: الزيادة هى النظرُ إلى وجهه الكريم .. فاللهم متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم في جنة الْخُلْدِ يا أرحم الراحمين.

 

وأكمل: النظر إلى وجه الله لا مزيدَ عليه في الْتَمَتُّع الحِسِّى والمعنوي ،والنظر إلى الله لا يكونُ بالأبصار وبالأحداث إنما يكونُ بشيء يَخْلُقُهُ الله سبحانه وتعالى؛ قال عز وجل {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}والناضرة من نضرة النعيم، وناظرة أي أن الوجوه تنظر؛ وليس العين لأنه سبحانه وتعالى لا يُدْرِكه الْبَصَر. إنما الذى يدركه شئ وراء ذلك يخلقه الله سبحانه وتعالى في العبد كما خَلَقَهُ في سَيِّدِ ﷺ في ليلة المعراج فرآه كما قال ابن عباس رضى الله عنهما وكما ورد في سورة النجم على إرجاعِ الضمير إلى الله سبحانه وتعالى كما ثبت في البخاري.


إِنَّمَا جَعَلَ الدَّارَ الآخِرَةَ مَحَلاًّ لِجَزَاءِ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ لأَنَّ هَذِهِ الدَّار تضيقُ عَمَّا ادخره ربُّنا سبحانه وتعالى للمؤمنين ولا تتسعُ لها، ولو أنه أنزل علينا النعيم الذى ادخره لنا في الآخرة لهلكت الدنيا، الجبال لا تتحمل ؛ الأرض لا تتحمل، فهذه الدنيا مبناها على الذرات واتساق الأجسام واجتماع الجواهر وهى لا تتحملُ ما أعده الله لنا من النعيم.

 

وتابع: إذا عرفت هذا هانت عليك الدنيا بما فيها لأنها ليست أهلاً للبقاء ؛ إذا عرفت ذلك علمت أنها ليست أهلاً للنعيم ؛ إذا عرفت ذلك علمت أن اللهَ سبحانه وتعالى أَجَلَّ أحبائه عَنْ أَنْ يُجَازِيَهُم فِى دَارٍ لاَ بَقَاءَ لَهَا فيكونُ الجزاءُ مؤقتاً وجزاء ربنا للمؤمنين مُؤبدًا.